استمع إلى الملخص
- أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بأن النزوح مستمر رغم رسائل الطمأنة، مع دخول الفصائل المسلحة السلمية دون قتال، وانسحاب قوات النظام من تلبيسة وقصفها لاحقاً.
- في درعا، فرّ ضباط النظام إلى دمشق، واستهدف طيران التحالف مليشيات إيرانية في دير الزور، بينما اتخذت "قوات سوريا الديمقراطية" تدابير ضد تمدد "داعش".
التزم الشبان منازلهم خوفا من لجوء سلطات النظام إلى التجنيد القسري
"هيئة تحرير الشام" أصدرت تعليمات صارمة بعدم التعرض للأقليات بحمص
قصفت طائرات روسية للمرة الخامسة جسر الرستن الذي يصل بين حماة وحمص
تشهد مدينة حمص، وسط سورية، التي من المتوقع أن تكون الهدف التالي لفصائل المعارضة السورية بعد سيطرتها، يوم الخميس، على مدينة حماة، موجة نزوح واسعة لأبناء الطائفة العلوية باتجاه الساحل السوري، برغم التطمينات التي اجتهدت قوى المعارضة، بشقيها العسكري والسياسي، في تقديمها لمختلف الطوائف في المدينة، فيما دعت "إدارة العمليات العسكرية" التابعة للمعارضة ضباط النظام السوري في حمص إلى الانشقاق فوراً، والتوجه إلى مدينة حماة.
وقالت الصحفية عائشة صبري، المتحدرة من مدينة حمص، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك حركة هروب كبيرة من أحياء حمص الموالية للنظام (النزهة، والزهراء، وعكرمة، ودوار الفاخورة القريب من باب الدريب وباب السباع، وحي النازحين، ووادي الذهب وغيرها)"، مشيرة إلى أن غالبية الهاربين هم من الموالين لنظام بشار الأسد، وقد تسبب النزوح بازدحام مروري خانق خاصة عند جسر مصفاة حمص.
وأضافت صبري أنه سجلت أيضا حالات نزوح عائلات سنية من أحياء علوية خوفاً من عودة التصفية الطائفية مثل ما حصل في العام 2012 من مجازر طائفية، فيما التزم الشبان منازلهم خوفاً من لجوء سلطات النظام إلى التجنيد القسري لهم في صفوف قواتها.
من جهته، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن مدينة حمص تشهد نزوحاً جماعياً لأبناء الطائفة العلوية رغم رسائل طمأنة من مقربين من قيادة "هيئة تحرير الشام" وصلت إلى المرصد السوري تجبر المقاتلين على الالتزام بالتعليمات الصارمة من القيادة العسكرية وعدم التعرض لأبناء الطائفة العلوية والأقليات من الديانات والمذاهب في حمص. وأوضح المرصد أن مقاتلي المعارضة دخلوا إلى مدينتي حماة والسلمية، وباتوا على أبواب الحدود الإدارية لمحافظة حمص، كانت هناك حركة نزوح قوية في ظل عدم الثقة بالقيادة العسكرية لقوات النظام التي تكبدت خسائر وهزائم كبيرة متلاحقة منذ الـ27 من الشهر الماضي.
ودخلت الفصائل المسلحة مدينة السلمية شرق مدينة حماة من دون قتال بعد اتفاق مع وجهاء المدينة و"المجلس الإسماعيلي". ونقلت قوات النظام أكثر من 200 آلية عسكرية محملة بأسلحة وعتاد إلى مدينة حمص لتعزيز مواقعها في منطقة الوعر وقرب الكليات العسكرية، لكنها انسحبت من مدينة تلبيسة شمال مدينة حمص على طريق حمص-حماة،وأخلت مقارها، لتقصف بعد ذلك مباشرة أحياء مدينة تلبيسة بالمدفعية والصواريخ للمرة الأولى منذ سنوات.
كما قصفت طائرات روسية للمرة الخامسة جسر الرستن الذي يصل بين حماة وحمص، فيما استهدفت مسيرات "شاهين" التابعة للمعارضة تجمعات لقوات النظام في مدينة حمص. ووفق الصحافية صبري، فقد سيطر مقاتلو المعارضة المحليون على كتيبة الهندسة في منطقة الرستن شمالي حمص، وكتيبة الدفاع الجوي في دير فول، وكتيبة الدفاع الجوي في الغنطو، والفرقة 26 في تيرمعلة، وكلها مناطق في ريف حمص الشمالي. وقتل، ظهر الخميس، ثلاثة مدنيين في مدينة تلبيسة جراء قصف مدفعي لقوات النظام.
من جهتها، دعت "إدارة العمليات العسكرية" ضباط قوات النظام وقادة الفرق العسكرية إلى الانشقاق عن جيش النظام، والتوجه إلى مدينة حماة حفاظاً على أرواحهم، لأن المعركة باتت محسومة. وقال الناطق باسم "إدارة العمليات العسكرية" المقدم حسن عبد الغني: "إننا ندعو القطع العسكرية في حمص للانشقاق الجماعي والتوجه إلى مدينة حماة ولهم منا الأمان". كما طمأن السفارات الأجنبية في دمشق بأن التغيير المنتظر في سورية لا يعني انهيار مؤسسات الدولة.
النظام يحذر من "الذكاء الاصطناعي"
إلى ذلك، أدلى وزير الدفاع لدى النظام السوري العماد علي محمود عباس ببيان مصور مساء الخميس، زعم فيه أن ما حدث في مدينة حماة "هو إجراء تكتيكي مؤقت، ما زالت قواتنا في محيط مدينة حماة وهي على أتم الجاهزية والاستعداد لتنفيذ واجباتها الوطنية". وقال إن ما سماها "التنظيمات الإرهابية" قد تلجأ إلى "إصدار بيانات أو أوامر مزورة باسم القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أو نشر تسجيلات صوتية أو مقاطع فيديو مفبركة بتقنية الذكاء الاصطناعي"، داعيا المدنيين والعسكريين إلى "الوعي بمخاطر هذه الحملة التضليلية وعدم تصديقها والالتزام بما ينشر عبر القنوات الوطنية الرسمية حصراً". وقال ناشطون إن النظام يتخوف على ما يبدو من أن يُقلَّد صوت أحد المذيعين في تلفزيون النظام الرسمي وهو يعلن عن استقالة رئيس النظام بشار الأسد ومغادرته البلاد.
فرار ضباط النظام من درعا
في الأثناء، فرّ عدد من الضباط والقيادات الأمنية التابعة للنظام السوري من محافظة درعا، جنوبي سورية، باتجاه العاصمة دمشق. وأشار "تجمع أحرار حوران" المحلي إلى هروب عدد من القيادات الأمنية التابعة للنظام من محافظة درعا، بينهم رئيس شعبة الأمن العسكري في مدينة نوى المدعو أبو علي فواز. ووفق التجمع، فقد شهدت الأيام الماضية إخلاء تدريجياً لمساكن الضباط من عائلاتهم على دفعات، كان آخرها مساكن الصنمين التي توجهت منها عائلات الضباط نحو دمشق.
غارات للتحالف شرقي سورية
وفي شرق سورية، استهدف طيران التحالف الدولي سيارة تابعة للمليشيات الإيرانية محملة بالأسلحة والذخائر في قرية زغير شامية غرب دير الزور، فيما استهدف مجهولون بالأسلحة الرشاشة سيارة محملة بالذخيرة لقوات النظام في بلدة الخريطة غرب دير الزور، ما أدى إلى تدميرها.
من جهتها، أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) أنها اتخذت تدابير فعّالة لصد أي محاولة من تنظيم "داعش" الإرهابي للتمدد باتجاه مناطق سيطرتها بعد أن انتزع العديد من المواقع الاستراتيجية من قوات النظام السوري. وقال المركز الإعلامي لـ"قسد" إن عناصر التنظيم سيطروا على مساحات واسعة من باديتي حمص ودير الزور، ويحاولون مواصلة تمددهم إلى مناطق أخرى غير محمية". وأضاف: "اتخذت قوّاتنا تدابير واسعة ومحكمة وستتدخل بشكل فعّال لصد أي محاولة تمدد لداعش باتجاه مناطقنا ومنع تكرار سيناريو عام 2014"، وفق تعبيره.