هذه تفاصيل اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زادة

29 نوفمبر 2020
إيران تتهم الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراء العملية (Getty)
+ الخط -

كشفت وكالة "فارس" الإيرانية، مساء اليوم الأحد، عن تفاصيل اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، الجمعة، في مدينة أبسرد بالقرب من العاصمة الإيرانية طهران.
واتهمت السلطات الإيرانية الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراء الحادث، متوعدة بـ"رد وثأر حازم"، لكن في "الوقت المناسب"، مع اتهامات لتل أبيب بالسعي إلى جرها نحو مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة الأميركية خلال الفترة المتبقية من ولاية الرئيس الأميركي الخاسر في الانتخابات، دونالد ترامب. 
وعن تفاصيل حادث الاغتيال، أفادت وكالة "فارس" نقلاً عن "مصادر" بأن فخري زادة كان عائداً يوم الجمعة صباحاً برفقة زوجته من مدينة رستم كلاي في محافظة مازندران إلى طهران، قبل أن يتعرض لاغتيال في مدينة أبسرد، على بعد 45 كيلومتراً من شرق العاصمة.
وذكرت "فارس" أن "ثلاث سيارات حماية كانت ترافق فخري زادة الذي كان يستقل سيارة مصفحة ضد الرصاص، وقبل عدة كيلومترات من مكان الحادث، تقدمت سيارة الحماية الأمامية لتفتيش المكان"، مشيرة إلى أنه " أثار سماع صوت إصابة طلقات نارية بالسيارة انتباه الدكتور فخري زادة، وتوقفت سيارته".
وأضافت أن فخري زادة "كان قد نزل من سيارته ظاناً أن الصوت ناتج عن اصطدام مع مانع خارجي أو خلل في محرك السيارة، لكن بعد نزوله تعرض لطلقات نارية من رشاش آلي يعمل عن بعد كان موضوعاً على سيارة بيكاب مركونة على بعد 150 متراً".
وأشارت وكالة "فارس" إلى أن "رصاصتين أصابتا جذعه ورصاصة ظهره، مما أدى إلى قطع النخاع"، مضيفة أنه "حينئذ يغطي مسؤول فريق الحماية بنفسه على جسم الشهيد ويتعرض لطلقات نارية، ثم بعد لحظات تنفجر سيارة البيكاب المركونة هناك". 
وبحسب المصدر، فإن العالم النووي الإيراني نقل إلى المستوصف ومن هناك إلى مستشفى بطهران عبر مروحية، لكنه فارق الحياة بعد فترة قليلة من وصوله إلى المستشفى. 
وأكدت "فارس" أن "العملية استغرقت نحو 3 دقائق ولم يكن هناك في مشهد الاغتيال أي عنصر إنساني (مهاجم) وإطلاق الرصاص تم من السلاح الآلي"، مشيرة إلى إصابة مرافق لفخري زادة بجروح، نافية وقوع إصابات أخرى. 
وعن هوية صاحب سيارة "بيكاب" التي نفذت منها العملية وانفجرت بعدها بحسب الوكالة، قالت إن "صاحبها كان قد غادر البلاد يوم 8 أكتوبر/ تشرين الأول". 
وكانت تقارير إعلامية أخرى غير مؤكدة انتشرت خلال اليومين الأخيرين على وسائل إعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، تشير إلى أن 12 مهاجما مسلحا قد شاركوا في العملية التي بدأت بتفجير "بيكاب" وأعقبتها عمليات إطلاق نار. وبحسب هذه التقارير، فإن 4 دراجات نارية، وسيارة دفع رباعي، شاركت في العملية، مشيرة إلى انقطاع التيار الكهربائي قبل وقوع الحادث.
وأثار تكرار عمليات اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين انتقادات في البلاد في وسائل الإعلام وعلى لسان مسؤولين إيرانيين، عازين ذلك إلى وجود خلل في المنظومة الأمنية الإيرانية.
وهو ما أشار إليه أيضاً أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، محسن رضائي، السبت، في رسالة موجهة إلى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، نشرتها وكالة "إيسنا"، داعياً الأخير إلى "إلزام أجهزة استخبارات الدولة بالتعرف إلى المصادر الرئيسة والمخترقين لأجهزة التجسس والوصول إلى أساليب تشكيل مجموعات الاغتيال وخيوط التعاون بينها". وقال إن "استمرار هذه الأعمال الإرهابية سيكون مؤشراً على ضعف الأجهزة الاستخبارية".   
كذلك ذكرت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، أن وقوع عملية اغتيال فخري زادة "بعد يوم من عملية تبادل جاسوسة بريطانية أسترالية عملت لمصلحة الكيان الصهيوني، وعشية الذكرى السنوية لاغتيال العالم النووي مجيد شهرياري الذي اغتيل يوم 28 نوفمبر عام 2010 (...) أظهر مرة أخرى وجود حفرات استخباراتية وأمنية، ووضع علامة استفهام كبيرة أمام ضعف الأجهزة الأمنية".  
كذلك قالت صحيفة "أرمان ملي" الإصلاحية إن "ثمة قصوراً وفّر ظروفاً لتنفيذ هذا الاغتيال"، مشيرة إلى أنه "حدث في يوم عطلة وفي خلوة كاملة في مدينة أبسرد في دماوند، إذ إنه في مثل هذه الأيام يكون اتخاذ التدابير الأمنية أسهل، ما يجعل تنفيذ عمليات إرهابية ناجحة أكثر صعوبة".  
وقال القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني، العميد حسين علائي، في مقال نشره موقع "جماران" الإيراني، إن اغتيال فخري زادة أظهر "أن مجموعات تجسسية وعملياتية لإسرائيل لا تزال نشيطة في إيران"، متسائلاً عن "الضعف الذي يوجد في أجهزة الأمن لتنجح إسرائيل مرة أخرى".  

 

ووجه علائي انتقاداً للجهاز الدبلوماسي الإيراني، قائلاً إن الاغتيال "أظهر أن الردود العملياتية والدبلوماسية الإيرانية في مواجهة هذه الاغتيالات لم تكن رادعة"، معرباً عن أمله في "تدمير المجموعات الأمنية والعملياتية لإسرائيل في داخل إيران".
غير أن مستشار المرشد الإيراني الأعلى للصناعات الدفاعية، حسين دهقان، قال في مقابلة متلفزة، إن "فريق حماية الشهيد فخري زادة كان بمستوى عالٍ، والسيارات التي في حوزته كانت متناسبة"، غير أنه في الوقت نفسه أضاف أنه "يجب السؤال، رغم السيطرة الأمنية والاستخباراتية على المستوى الوطني، لماذا يحدث خلل في بعض الأوقات يوفر إمكانية وقوع مثل هذه العمليات؟".