هجوم على قاعدة "كونيكو" شرقيّ سورية هو الرابع بعد الضربات الأميركية

04 فبراير 2024
تشير تقديرات إلى أن لدى المليشيات الإيرانية شرقيّ سورية نحو 20 ألف مقاتل (Getty)
+ الخط -

بعد يومين من القصف الأميركي واسع النطاق على أهداف للمليشيات المدعومة من إيران على طرفي الحدود السورية - العراقية، خفّت وتيرة الهجمات التي تشنّها تلك المليشيات على القواعد الأميركية في المنطقة، لكنها لم تتوقف، إذ تعرضت القاعدة الأميركية في حقل "كونيكو" النفطي لقصف صاروخي فجر اليوم الأحد، هو الرابع من نوعه بعد الهجمات الأميركية الأخيرة.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن صواريخ أُطلقت على قاعدة "كونيكو" الواقعة شمال شرقيّ محافظة دير الزور، شرقيّ سورية، وأن القوات الأميركية ردت على مصادر إطلاق الصواريخ شرق نهر الفرات، وسط تحليق للطيران الأميركي في سماء المنطقة.

وكانت "المقاومة الإسلامية في العراق" قد تبنت أمس هجوماً بالطائرات المسيّرة استهدف قاعدة خراب الجير بريف محافظة الحسكة أقصى شمال شرقيّ سورية. وتبنت المجموعة استهداف قاعدتي "التنف" الواقعة بريف حمص الشرقي عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية، والقرية الخضراء بريف محافظة دير الزور الشمالي الشرقي، برشقة صاروخية، وطائرة مُسيَّرة.

واعتبر الناشط محمد الخلف، لـ"العربي الجديد"، أن ردود المليشيات المدعومة من إيران على الهجمات الأميركية الأخيرة ما زالت "تقليدية وشكلية"، وأنها "محاولة من جانبها لتأكيد تمسّكها بخيار مواصلة الهجمات، برغم تلقيها ضربة موجعة جراء القصف الأميركي"، وفق تعبيره.

وتحدث عن تأخر الرد من جانب المليشيات مدة 24 ساعة بعد الهجمات الأميركية، وسط حالة استنفار في صفوفها، وإعادة تموضع خشية تعرضها لهجمات جديدة، مشيراً إلى أنه فُرض طوق أمني على المواقع المستهدفة من جانب الطيران الأميركي، ومُنع عبور السيارات والمارة بالقرب منها، بينما خفت كثيراً حركة عناصر المليشيات، خصوصاً خلال النهار.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قتل 29 من المليشيات الإيرانية نتيجة الضربات الأميركية على دير الزور وريفها، وهم 9 من الجنسية السورية، و6 من الجنسية العراقية، و6 من حزب الله اللبناني، و8 مجهولو الهوية. وأضاف أن الهجمات استهدفت 28 موقعاً للمليشيات في مدينتي الميادين في البوكمال، إضافة إلى مدينة دير الزور.

وتشير تقديرات إلى أن لدى المليشيات الإيرانية شرقيّ سورية نحو 20 ألف مقاتل من السوريين وغير السوريين منتشرين على بقعة جغرافية تمتد من البوكمال عند الحدود السورية العراقية، مروراً بالميادين ودير الزور، وصولاً إلى جبل البشري وفي عمل البادية السورية.

"قسد" تهدد خطباء المساجد: توقفوا عن الدعاء لفلسطين

وفي سياق متصل، ذكر موقع "أثر برس" المحلي أن هيئة الأوقاف التابعة لـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وجهت خطباء المساجد في مدينة الرقة بوقف الدعاء لفلسطين أو نصرة فصائل المقاومة الفلسطينية، تحت طائلة الاعتقال بتهمة الإرهاب.

وأضاف الموقع أن خطباء وأئمة مساجد (عمار بن ياسر – الغفران – العثمان – البصراوي – الشميطي)، أبلغوا السكان أن وقف الدعاء لفلسطين جاء بقرار من هيئة الأوقاف، وبتهديد بالاعتقال لمن يخالف الأوامر، مرجحاً أن هذا الإجراء جاء بطلب من القوات الأميركية في المنطقة.

ولفت إلى أن قوات من "قسد" قامت بعمليات تمشيط بحثاً عن نقاط محتملة للمقاومة العراقية في مناطق الشريط الحدودي مع العراق بريفي دير الزور والحسكة.

من جهة أخرى، لقي ثلاثة عسكريين مصرعهم، وأُصيب اثنان بجروح نتيجة تدهور حافلة عسكرية تابعة لقوات النظام السوري على طريق سلمية - الرقة بريف حماة، وسط البلاد.

غارات روسية ضد "داعش" في البادية السورية

وشنّت الطائرات الحربية الروسية، اليوم الأحد، غارات جديدة على مواقع مفترضة لتنظيم "داعش" في البادية السورية، وسط تصاعد في هجمات التنظيم ضد قوات النظام السوري في المنطقة، فيما أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" اعتقال قيادي في "داعش"، في إطار حملتها الأمنية داخل مخيم الهول المستمرة منذ 9 أيام.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن الغارات الروسية استهدفت مناطق انتشار تنظيم "داعش" في باديتي الرصافة ودير الزور في عمق البادية السورية.

ويأتي ذلك وسط تصاعد هجمات التنظيم ضد قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له في البادية السورية، حيث هاجم عناصر التنظيم الجمعة موقعاً عسكرياً لقوات النظام ومسلحين موالين لإيران قرب المحطة الثالثة في بادية تدمر بريف حمص الشرقي، ودارت اشتباكات بين الجانبين بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، أسفرت عن مقتل 5 من قوات النظام، قبل أن ينسحب عناصر التنظيم إلى عمق البادية السورية، تزامناً مع غارات روسية على المنطقة.

وذكر الناشط محمد الخلف لـ"العربي الجديد" أن "عناصر التنظيم تسللوا إلى نقاط حراسة مشتركة لقوات النظام ومليشيا "فاطميون" الأفغانية، بالقرب من بادية بلدة السخنة بريف حمص الشرقي، واندلعت اشتباكات بين الجانبين استمرت نحو نصف ساعة، استولى خلالها عناصر التنظيم أيضاً على أسلحة من الموقع المستهدف".

وكان قد قتل أيضاً قبل 3 أيام عنصر من المليشيا الأفغانية برصاص مسلحين مجهولين تقلهم دراجة نارية ببلدة تدمر شرقي حمص.

وصعد تنظيم "داعش" من هجماته منذ مطلع العام الجاري ضمن مناطق سيطرة قوات النظام السوري في مناطق متفرقة بالبادية السورية.

من جانبها، تواصل القوات الأمنية التابعة لـ"قسد" لليوم التاسع العملية الأمنية (الإنسانية والأمن) في مخيم الهول بريف الحسكة، بحثاً عن خلايا مفترضة لتنظيم "داعش"، فيما أعلنت اليوم اعتقال ما وصفته بـ"الشرعي" ضمن التنظيم والملقب بـ"أبو عبد الحميد"، وهو "المسؤول عن نشر الفكر المتطرف بين صفوف الأطفال، وله صلة مع الشرعيين لتنظيم داعش خارج المخيم"، وفق إعلان صادر عن قوات "الأمن الداخلي" (الأسايش) التابعة لقوات "قسد". كما أكد البيان الاستحواذ على أسلحة وذخائر خلال هذه الحملة.

المساهمون