عقب أقل من ساعة على هجوم صاروخي، استهدف قاعدة بلد الجوية بمحافظة صلاح الدين العراقية، تعرضت قاعدة "فكتوريا" التي تستضيف متعاقدين أميركيين قرب مطار بغداد الدولي لهجوم بصاروخي كاتيوشا.
ووفقاً لوكالات أنباء عراقية محلية، فإن "قاعدة فكتوريا التي تقع قرب مطار بغداد الدولي غربي العاصمة، تعرضت لهجوم بصاروخي كاتيوشا، وفشلت منظومة سيرام في التصدي للهجوم"، مؤكدة أن "صفارات الإنذار سمعت من داخل القاعدة، فيما لم تعرف حجم الخسائر والأضرار الناجمة عن الهجوم بعد".
من جهته أكد ضابط في قيادة عمليات بغداد "المسؤولة عن أمن العاصمة" أكد لـ"العربي الجديد"، أن "المعلومات الأولية أكدت عدم وقوع خسائر أو أضرار عن الهجوم"، مبيناً أن "قوات أمنية انتشرت في المناطق القريبة من المطار ومن المنطقة الخضراء، وبدأت تحركات للبحث عن المنفذين، كما حلقت مروحيات أميركية وعراقية في سماء المنطقة"، مضيفاً أن "توجيهات عليا صدرت باستمرار الانتشار الأمني، تلافياً لوقوع هجمات أخرى".
وكانت السلطات الأمنية العراقية قد أعلنت مساء اليوم الأربعاء، تعرض قاعدة بلد الجوية بمحافظة صلاح الدين لهجوم بثلاثة صواريخ "كاتيوشا".
وكانت شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية للصناعات العسكرية، والتي تتولى صيانة وتشغيل سرب المقاتلات العراقية أف 16، قد انسحبت أخيراً من قاعدة بلد إثر تصاعد الهجمات التي تنفذها الفصائل المسلحة الحليفة لإيران ضد القاعدة.
وقالت خلية الإعلام الأمني الحكومية، في بيان لها، إن قاعدة بلد الجوية التي تقع بمحافظة صلاح الدين، شمال بغداد، تعرضت مساء اليوم لهجوم بثلاثة صواريخ نوع "كاتيوشا"، مبينة أن الهجوم لم يسفر عن أية خسائر بشرية أو مادية.
من جهته، قال مسؤول في الجيش العراقي لـ"العربي الجديد"، إن الصواريخ لم تصب الهدف وسقطت في أرض فارغة قرب القاعدة، مبيناً أن "مروحيات عراقية حلقت في سماء المنطقة، للبحث عن المنفذين".
وتتزامن الهجمات مع زيارة أجراها اليوم قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني، إلى بغداد، والتقى فيها عدداً من المسؤولين العراقيين، من بينهم قيادات بفصائل "الحشد الشعبي" وبحث معها ملف التصعيد مع الحكومة إثر اعتقالها القيادي بالحشد قاسم مصلح، والذي أطلق سراحه أخيراً، فضلاً عن ملف الوجود الأميركي بالعراق.
يأتي ذلك بعد نحو 5 أيام على اجتماع عقدته اللجنة العسكرية التقنية العراقية ونظيرتها الأميركية في إطار المحادثات الفنية الأمنية، بشأن خروج القوات الأجنبية من البلاد، حيث لم يسفر الاجتماع عن قرار واضح، فيما توقع متابعون تصعيد الفصائل المسلحة الحليفة لإيران، هجماتها ضد المصالح الأميركية بالعراق.
وكانت القوى القريبة من الفصائل المسلحة شككت في جدية الحكومة بشأن إخراج القوات الأجنبية من العراق، وقال محمد الصيهود القيادي بائتلاف "دولة القانون" الذي يتزعمه نوري المالكي، إن "الحكومة غير جادة وغير قادرة على التعامل مع ملف إخراج القوات الأجنبية من البلاد".
وأضاف في تصريح صحافي، أن القوات الأميركية لا تنوي الانسحاب من العراق خلال الفترة المتبقية من عمر الحكومة والبرلمان، مشيرًا إلى أن الحكومة لم تعلن بشكل صريح عن المدة الزمنية لجدولة الانسحاب الأميركي، فيما حذر من اتخاذ الحكومة قرارات بمفردها دون التشاور مع القوى السياسية الرافضة الوجود الأميركي.
وتتهم واشنطن مليشيات مدعومة من إيران بشن هجمات تستهدف المصالح الأجنبية، وخصوصاً الأميركية في المحافظات العراقية.
وكانت ما تُعرف بـ"تنسيقية المقاومة العراقية"، قد أصدرت بياناً أواخر الشهر الماضي، هددت فيه بتصعيد هجماتها ضد المصالح الأميركية في العراق.
وتُعتبَر "تنسيقية المقاومة العراقية"، بمثابة ائتلاف مكون من مليشيات عراقية مرتبطة بإيران، وتشكل بعد نحو أسبوع من اغتيال الولايات المتحدة زعيم "فيلق القدس"، الإيراني الجنرال قاسم سليماني، والقيادي في "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس. وأبرز هذه المليشيات، "كتائب حزب الله"، و"عصائب أهل الحق"، و"النجباء"، و"كتائب الإمام علي"، و"البدلاء"، و"الطفوف"، وسرايا الخراساني"، و"كتائب سيد الشهداء".