ذكرت مصادر أمنية عراقية في محافظة الأنبار، غربي البلاد، أن صاروخي كاتيوشا أطلقا على قاعدة عين الأسد، غربي المحافظة، حيث توجد قوات أميركية، وذلك بعد يوم واحد من تهديدات أطلقتها مليشيات مسلحة حليفة لإيران تطلق على نفسها اسم "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية"، قالت إنها ستصعد من هجماتها ضد القوات الأجنبية ردا على ما وصفته المماطلة بتنفيذ خطوة الانسحاب من العراق.
وقال مسؤول في قيادة الفرقة الأولى بالجيش العراقي لـ"العربي الجديد"، إن أحد الصواريخ سقط على مجمع سكني مجاور للقاعدة، والثاني في ساحة فارغة ضمن حرم القاعدة العسكرية، مؤكدا عدم تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية نتيجة الصاروخين.
من جانبه، علق التحالف الدولي على الهجوم بأنه يجري تحقيقا بشأن القصف الصاروخي الذي استهدف القاعدة.
وقال المتحدث باسم التحالف العقيد واين ماروتو، في تغريدة له على "تويتر"، إن قاعدة عين الأسد الجوية تعرضت، اليوم، لقصف صاروخي، ولم يبلغ عن وقوع إصابات، ويتم الآن تقييم الضرر.
وأضاف ماروتو أنه يتم التحقيق في الهجوم، مشيراً إلى أن كل هجوم على حكومة العراق وعلى حكومة كردستان والائتلاف، يقوض سلطة المؤسسات العراقية وسيادة القانون والسيادة الوطنية العراقية.
Initial report: At 1335 local time, Ain Al-Asad Air Base (AAAB) was attacked by one rocket round. No injuries reported. Damage is being assessed. The attack is under investigation, for more information see @SecMedCell or @IraqiSpoxMOD
— OIR Spokesman Col. Wayne Marotto (@OIRSpox) May 24, 2021
من جانبها، قالت خلية الإعلام الأمني العراقية إن صاروخ "كاتيوشا" سقط، ظهر اليوم، في محيط قاعدة عين الأسد الجوية بمحافظة الأنبار، دون وقوع خسائر تذكر.
فيما نقلت وسائل إعلام محلية عراقية عن مسؤول أمني في الأنبار ويدعى قطري العبيدي قوله إن صاروخاً انطلق نحو قاعدة عين الأسد الجوية، لكنه سقط بالقرب من منازل المواطنين في منطقة المؤسسة، شرق ناحية البغدادي.
ومطلع نيسان/ إبريل الماضي، أعلنت السلطات العراقية عن إحباط هجوم بـ24 صاروخا على قاعدة عين الأسد الجوية التي تضم جنودا أميركيين في محافظة الأنبار، غربي العراق.
ومساء أمس الأول، السبت، أصدرت مليشيات مسلحة حليفة لإيران، تطلق على نفسها اسم "الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة العراقية"، وتضم نحو 10 فصائل مسلحة جميعها تعمل ضمن "الحشد الشعبي"، بيانا هددت فيه بتصعيد هجماتها ضد القوات الأميركية في العراق، بسبب ما اعتبرته مماطلة أميركية في تنفيذ قرار الانسحاب من البلاد.
واعتبر البيان أن "الإدارة الأميركية برفضها خروج قواتها قد أرسلت لنا الرسالة الواضحة بأنهم لا يفهمون غير لغة القوة، لذلك فالمقاومة العراقيّة تؤكد جهوزيتها الكاملة لتقوم بواجبها الشرعي، والوطني، لتحقيق هذا الهدف، وأن عملياتها الجهاديّة مستمرة، بل ستأخذ منحًى تصاعديّاً ضدّ الاحتلال، وبما يجبرهم على الخروج مهزومين كما هُزِمُوا من قبل".
وقبل ذلك لوح زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي بما سمّاه "الطريقة الأفغانية"، لإجبار القوات الأميركية على الخروج من العراق.
وتضم "الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة العراقية" عدداً من المليشيات الحليفة لإيران، أبرزها "كتائب حزب الله" و"النجباء" و"العصائب" و"الخراساني" و"سيد الشهداء" و"الطفوف"، وفصائل مسلّحة أخرى تتلقى دعماً من إيران، أعلنت عن تشكيل هذا الكيان التنسيقي أول مرة بعد نحو أسبوع من مقتل زعيم "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني والقيادي بـ"الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس بغارة أميركية قرب مطار بغداد، مطلع يناير/كانون الثاني من العام الماضي.
وبرر تحالف "الفتح"، وهو الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، تهديدات تلك المليشيات على لسان النائب في البرلمان محمد البلداوي، إذ قال إن "اللجنة التنسيقية لفصائل المقاومة العراقية منسجمة وتعمل بضوابط ما تمليه عليها المرحلة".
وأضاف أنّ "الفصائل ما زالت تضغط على الحكومة التي تبدو ضعيفة في ملف المفاوضات مع الأميركيين بما يخص جدولة الانسحاب، والمماطلة الأميركية الواضحة وضعف أداء الحكومة في ملف الانسحاب دفعا تنسيقية المقاومة الإسلامية إلى إصدار إعلان تصعيد ضد القوات الأميركية المحتلة"، بحسب زعمه، واعتبر البلداوي الإعلان "إنذاراً أخيراً للأميركيين للعمل الجدي وجدولة الانسحاب الكلي من القواعد العسكرية العراقية".