هجوم "الدعم السريع" على وسط السودان: أكثر من 120 قتيلاً وحالات اغتصاب

28 أكتوبر 2024
دمار جراء الحرب في السودان 1 سبتمبر 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت بلدة السريحة في السودان هجوماً عنيفاً من قوات الدعم السريع، مما أسفر عن مقتل 140 شخصاً وجرح 200 آخرين، وتسبب في نزوح 46,500 شخص.
- أدانت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، مشبهة الجرائم بفظائع دارفور، ودعت إلى تدخل دولي عاجل لحماية الأرواح.
- حذر الأمين العام للأمم المتحدة من تدهور الوضع، داعياً مجلس الأمن للضغط على قوات الدعم السريع لفتح ممرات إنسانية في ظل الحرب المستمرة.

ارتفع عدد ضحايا الهجوم الذي شنه مقاتلو قوات الدعم السريع واستمر عدة أيام في بلدة السريحة في شرق وسط السودان إلى 140 شخصاً، وفقاً لمصادر محلية وطبية وأخرى تابعة للأمم المتحدة. هذا الهجوم هو الأحدث في سلسلة اشتباكات بين "الدعم السريع" والجيش السوداني، حيث تكافح الجماعة المسلحة بعد تعرضها لخسائر فادحة على يد الجيش.

وأوضح بيان صادر عن "مؤتمر الجزيرة" الذي يعنى برصد انتهاكات الحرب بولاية الجزيرة، إن "قوات الدعم السريع" واصلت "عمليات القتل وسط أسرى قرية السريحة وقامت بتصفية أحد عشر أسيراً من أهالي القرية اقتيدوا من القرية، الجمعة الماضية، ووجدوا مقتولين ذبحاً". وذكر البيان أن من بين القتلى طفل رضيع، ليبلغ عداد الضحايا 140 شهيدا، وناشد السلطات بضرورة التدخل لنقل بقية المصابين الذين يبلغ عددهم حوالي 200 مصابا إلى مدينة شندي، شمال السودان، لتلقي العلاج.

وأفادت الأمم المتحدة، في بيان، أول أمس السبت، بأنّ مقاتلي قوات الدعم السريع شنوا هجوماً في القرى والبلدات على الجانبين الشرقي والشمالي من ولاية الجزيرة بين 20 و25 أكتوبر/ تشرين الأول، وأطلقوا النار على المدنيين واعتدوا جنسياً على النساء والفتيات، مضيفة أنهم نهبوا الممتلكات الخاصة والعامة بما في ذلك الأسواق المفتوحة. وأدى الهجوم إلى نزوح أكثر من 46500 شخص في مدينة تامبول وقرى أخرى في شرق وشمال الجزيرة الأسبوع الماضي، وفقاً لمنصة التتبع التابعة للمنظمة الدولية للهجرة.

وقالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب لوكالة أسوشييتد برس، قبل رحلتها إلى البلاد الأسبوع المقبل: "إن عمليات القتل والانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان في ولاية الجزيرة تزيد الخسائر البشرية غير المقبولة التي ألحقها هذا الصراع بشعب السودان". ودعت بوب إلى تضافر الجهود الدولية لوقف الصراع، قائلة: "ليس أمامنا وقت نضيعه. ملايين الأرواح على المحك".

وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي، في بيان لها، السبت، إنّ "هذه جرائم فظيعة. النساء والأطفال والفئات الأكثر ضعفا يتحملون عبء النزاع الذي أودى بالفعل بحياة الكثيرين". ولفتت إلى أن الهجمات تشبه الفظائع التي ارتكبت خلال الإبادة الجماعية في دارفور في مطلع القرن الحادي والعشرين، والتي شملت الاغتصاب والعنف الجنسي والقتل الجماعي.

بدوره، أكد اتحاد أطباء السودان في بيان أنّ 124 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 200 آخرين في بلدة السريحة، مضيفاً أنّ قوات الدعم السريع اعتقلت 150 آخرين على الأقل.

من جهة أخرى، ذكر اتحاد أطباء السودان، أن ثلاثة أشخاص قتلوا، وأصيبوا ثلاثة آخرين في هجوم جديد لقوات الدعم السريع على منطقة السديرة الغربية بولاية الجزيرة. ودان بشدة، استمرار عمليات القتل والتهجير القسري للمدنيين بولاية الجزيرة مما يضاعف معاناة الآلاف من المهجرين قسرياً في ظل أوضاع مأساوية يعيشها المواطنون منذ دخول الدعم السريع للولاية.

بدوره، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غويتريس، من انزلاق الوضع في السودان، بعدما تطرق في كلمة وجها لمجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، إلى أوضاع السودانيين الذين يعيشون في كابوس من العنف، حيث يقتل الآلاف من المدنيين، ويواجه عدد لا يحصى من الآخرين فظائع لا توصف، تشمل الاغتصاب والاعتداءات الجنسية.

وكان اتحاد مجلس الأمن الدولي، قد دعا إلى الضغط على قوات الدعم السريع لفتح "ممرات آمنة" لتمكين جماعات الإغاثة من الوصول إلى سكان القرى المتضررة. ودمرت الحرب، المستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام السودان وشردت الملايين من سكانه ودفعته إلى حافة مجاعة كاملة.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون