هجومان لـ"داعش" ضد النظام السوري في البادية

19 اغسطس 2021
تتواصل هجمات "داعش" في البادية (Getty)
+ الخط -

شنت خلايا تنظيم "داعش"، اليوم الخميس، هجمات مباغتة ضد مواقع قوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من روسيا في باديتي محافظتي دير الزور وحمص، شرق سورية، في حين أرسلت مليشيات "فاطميون"، التابعة لـ"الحرس الثوري الإيراني"، تعزيزات عسكرية إلى بادية حمص، بُغية شن حملة عسكرية جديدة ضد خلايا التنظيم المنتشرة في المنطقة، إثر الهجمات الأخيرة لعناصر "داعش" التي أوقعت قتلى وجرحى من المليشيات الموالية لإيران.

وقالت مصادر في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن عناصر خلايا تنظيم "داعش" شنت هجوماً، فجر اليوم الخميس، على مواقع لمليشيا "لواء القدس" الفلسطينية ومواقع أخرى لمليشيا "الدفاع الوطني"، المدعومتين من روسيا، في بادية السخنة شرق محافظة حمص، مؤكدةً أن "الهجوم أوقع ثلاثة قتلى وسبعة جرحى على الأقل من المليشيات المرتبطة بروسيا، بالإضافة لاغتنام أسلحة وذخائر متوسطة، وتدمير سيارتي دفع رباعي مزودتين برشاشات متوسطة".

وأوضحت المصادر أن "قوات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة عقب الهجوم بساعة واحدة، ضمت التعزيزات خمس دبابات، و15 سيارة عسكرية مدججة بالعناصر، بالإضافة إلى شن الطائرات الحربية الروسية 17 غارة جوية على بادية السخنة شرق حمص، دون ورود أي معلومات عن خسائر بشرية في صفوف عناصر التنظيم".

في السياق، أرسلت مليشيا "لواء فاطميون" (الأفغانية) المدعومة من "الحرس الثوري" الإيراني، صباح الخميس، تعزيزات عسكرية ضخمة إلى بادية تدمر بريف حمص الشرقي.

وأشارت مصادر خاصة، لـ"العربي الجديد"، إلى أن التعزيزات التي أرسلتها "فاطميون" ضمت أكثر من 400 مقاتل، بينهم مجموعة مؤلفة من 70 مقاتلا من مليشيا "حركة النجباء" العراقية، بالإضافة لمستشارين من مليشيا "الحشد الشعبي" العراقية، واستقرت التعزيزات في مقرات وثكنات مليشيا "لواء فاطميون"، مضيفةً أن "الرتل تألف من 7 سيارات همر، و20 (بيك آب) جميعها مزودة برشاشات متوسطة، ومدافع ميدانية، وسيارات محملة بذخائر متنوعة".

ولفتت المصادر إلى أن الهدف من هذه التعزيزات العسكرية الضخمة الاستعداد لـ"شن حملة عسكرية واسعة النطاق خلال الأيام القليلة القادمة في مناطق البادية السورية، انطلاقاً من مدينة تدمر شرق حمص، وصولاً لبادية دير الزور والرقة شرق البلاد"، مؤكدة أن "الحملة العسكرية ستكون مشتركة بين قوات الفرقة الرابعة المدعومة من إيران، والمليشيات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، بدعم جوي روسي، وذلك بعد عجز المليشيات المرتبطة بروسيا، مثل "الفيلق الخامس" و"الفرقة 25 مهام خاصة"، و"لواء القدس"، و"الدفاع الوطني"، خلال سنة كاملة عن لجم فلول خلايا التنظيم ومنع تمددها وانتشارها في البادية، على الرغم من إسناد جوي روسي واسع لتلك المليشيات خلال تلك الفترة".

في سياق منفصل، شنت الطائرات الحربية الروسية، عصر الخميس، ثلاث غارات جوية، مستخدمة صواريخ شديدة الانفجار، استهدفت من خلالها الأطراف الغربية لمدينة إدلب، دون وقوع أي إصابات بشرية.

وتزامنت الغارات الروسية مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف لقوات النظام، استهدف 13 قرية وبلدة في منطقة جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب، ومنطقة سهل الغاب غرب محافظة حماة، الواقعتين ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).

من جهة أخرى، قالت مصادر من الحسكة، لـ"العربي الجديد"، إن ثلاثة أشخاص، بينهم قيادي يتبع لـ"قوى الأمن الداخلي" (الأسايش)، أُصيبوا ظهر اليوم الخميس، إثر انفجار مجهول الهوية في سيارة تابعة لـ"الإدارة الذاتية" على طريق مدينتي "القامشلي - عامودا" شمالي شرق الحسكة.

وأضافت المصادر أن "ثلاثة أشخاص، بينهم قيادي في "الأسايش"، أصيبوا، أحدهم بحالة خطرة داخل سيارة جيب تعرضت لانفجار غير معروف طبيعته على الطريق، كما تم نقل المصابين إلى مشفى الشهيد خبات في مدينة القامشلي لتلقي العلاج".

في غضون ذلك، أصدر مكتب الشؤون الإنسانيّة في "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية"، اليوم الخميس، بيانا للرأي العام حول ضرورة فتح معبر "اليعرُبية" الحدودي مع العراق لـ"تسهيل تدفُق المساعدات عبر الحدود، وتلبية الاحتياجات الإنسانية المنقذة للحياة لقرابة خمسة ملايين مواطن ضمن مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية"، شمال وشرق سورية.

وجاء في نص البيان: "في ظل استمرار الأوضاع المعيشية والاقتصادية في سورية نحو المزيد من الانهيار يوميا، والتي تزيد من المعاناة الإنسانية يوماً بعد يوم، حيث إن سياسة الأمم المتحدة ووكالاتها العاملة في سورية، والمعنية بإيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى الشعب السوري دون تمييز أو تفرقة، يشوبها الكثير من حالات الفساد والمحسوبيات المُمنهجة بشكل خطير"، مؤكدة أن "هذا الأمر يُعرقل التوزيع العادل للمُساعدات على مختلف المناطق السورية المتضررة".

وأشار البيان إلى أن "وكالات الأمم المتحدة، ومن خلال مكتبيها الرسميين في دمشق العاصمة ومدينة القامشلي، مُنخرطة في التبعية لسياسة وأهواء الحكومة السورية غير المتَّزنة، والتي تعمل بشكل انتقائي على مشاريع تقديم المساعدات، وفرض شروط للشراكة مع الجهات المحلية المُرتبطة بالأجهزة الأمنية السورية سيئة الصيت، التي تستغل وتحتكر ملف تقديم المساعدات الإنسانية لغايات سياسية وربحية بعيدة كل البعد عن الاحتياجات الإنسانية الضرورية والمُلحَّة".

المساهمون