هجمات جديدة على قاعدة كونيكو واستنفار الفصائل الموالية لإيران شرقي سورية 

28 يوليو 2024
تدريبات مشتركة للقوات الأميركية وقسد في دير الزور، 25 مارس 2022 (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

أخلت فصائل موالية لإيران عدداً من مقراتها وأفرغت مستودعات أسلحة، ليل أمس وصباح اليوم الأحد، تحسباً لقصف أميركي عقب هجمات صاروخية تعرضت لها قاعدة كونيكو الأميركية في شرق سورية خلال اليومين الماضيين. وذكر مصدر محلي في دير الزور لـ"العربي الجديد"، أن الفصائل التي تدعمها إيران أخلت مستودعات أسلحة ومقرات لها في أحياء الحويقة والقصور والفيلات نحو حيّ الجورة بدير الزور، كذلك أُفرِغ مستودع ذخيرة في الميادين ومقران عسكريان، حيث توجه العناصر نحو بلدة القورية، فيما عمد العناصر إلى الاختباء في منازل للمدنيين.

ويأتي ذلك عقب استهداف قصف صاروخي، ليل السبت - الأحد، تعرضت له القاعدة الأميركية في حقل كونيكو للغاز في دير الزور، شرقي سورية. وذكر الناشط محمد الخلف لـ"العربي الجديد"، أن دوي انفجارات سُمع في محيط حقل كونيكو، جراء استهداف القاعدة بصلية صاروخية، ليرتفع عدد عمليات القصف على القاعدة إلى ثلاث مرات خلال 24 ساعةً. وأعقب الاستهداف تحليق للطيران المروحي الأميركي في أجواء ريف دير الزور الشرقي والمنطقة التي تقع فيها القاعدة، شمالي دير الزور، فيما أطلقت القوات الأميركية القنابل المضيئة في محيط القاعدة.

وفي السياق، سُمع دوي انفجار فجر اليوم الأحد، بالقرب من مطعم أيام زمان في حي الرشدية بمدينة دير الزور، التي تخضع لسيطرة قوات النظام والمليشيات الإيرانية، وذلك عقب تعرّض القاعدة الأميركية في حقل كونيكو للاستهداف، وما تبعه من قصف من قبل قوات التحالف الدولي باتجاه مصادر الرشقة الصاروخية، غير أن مصدراً محلياً أفاد "العربي الجديد" بأن الانفجار ناجم عن لغم أرضي على نهر الفرات عند مطعم أيام زمان، وقد أدى إلى اشتعال النيران على طرف النهر، ولا توجد إصابات بشرية.

وكانت رشقات صاروخية قد استهدفت قاعدة كونيكو خلال ساعات الفجر الأولى من يوم أمس السبت مرتين، دون معلومات عن وقوع خسائر بشرية. من جهة أخرى، دارت فجر اليوم الأحد اشتباكات في بلدة البصيرة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وقوات النظام على السرير النهري، استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة، حيث سقطت قذائف هاون مصدرها مناطق سيطرة قوات النظام والمليشيات في حويجة الفيحيمان في البصيرة شرقي دير الزور، لتردّ "قسد" بالمدفعية والرشاشات الثقيلة على مواقع المليشيات الإيرانية في غرب الفرات.

توتر في مدينة الباب

وفي شمال البلاد، يسود التوتر مدينة الباب بريف حلب الشمالي الخاضعة لـ"الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، وذلك بسبب تواصل اعتقال شخصين على صلة بالتظاهرات الشعبية الرافضة للحملات العنصرية التي وقعت في قيصري التركية ضد اللاجئين السوريين. وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن الفصائل العسكرية المنضوية ضمن "الجيش الوطني" أرسلت تعزيزات إلى المنطقة بعد الاشتباكات التي جرت قبل أيام بين مسلحين محليين وعناصر الشرطة العسكرية التابعين للجيش الوطني، ونشرت تلك الفصائل عناصرها على مداخل المدينة وضمن الأحياء، مزودة بسيارات تحمل رشاشات ثقيلة.

وطالبت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة "جميع تشكيلات وفصائل الجيش الوطني السوري بسحب كل القوات الموجودة في مدينة الباب ومحيطها إلى الثكنات والمعسكرات، وذلك للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها". وأضاف البيان أنه فُتح تحقيق من قبل إدارة القضاء العسكري "بحق الأشخاص الذين يحرضون الناس على الكراهية والعداوة، ونُقل الأشخاص الذين اعتدوا على العلم التركي إلى السجن العسكري الكائن في مدينة الراعي وبُدئ بالإجراءات القانونية". وكانت مدينة الباب قد شهدت خلال الأيام الماضية احتجاجات أمام مقرات الشرطة العسكرية للمطالبة بإطلاق سراح المحتجزين الذين أُوقِفوا بتهم المشاركة في تظاهرات مناوئة لتركيا والاعتداء على العلم التركي.

المساهمون