نفذت القوات الحدودية الباكستانية هجمات صاروخية على مناطق في ولاية كنر شرق أفغانستان، ما أجبر عشرات الأسر على ترك منازلها. بينما أكدت مصادر قبلية أن قوات "طالبان" ردت باستخدام القوة على هجمات القوات الباكستانية، مؤكدة أن مناوشات على مناطق من الحدود وقعت بين الطرفين أيضا.
وقال رئيس إدارة الثقافة والإعلام المحلية في ولاية كنر، نجيب الله حنيف، في تصريح لوسائل إعلام محلية، إنه منذ أمس بدأت القوات الباكستانية تطلق الصواريخ على مناطق أفغانية في مديرية سركانو الحدودية.
كما أكد حنيف أن القوات الباكستانية أيضا استهدفت بالأسلحة المختلفة مناطق في مديرية مروره، مشيرا إلى أن الهجمات الصاروخية ارتفعت وتيرتها منذ عصر الثلاثاء.
ولم يتحدث المسؤول حول رد "طالبان". غير أن مصدرا قبليا قال لـ"العربي الجديد"، رافضا ذكر هويته، إن قوات "طالبان" ترد بقوة، وعشرات الصواريخ تسقط على مناطق مختلفة من مديرية سركانو، ما أجبر الأسر على ترك منازلها، مشيرا إلى إصابة شخصين حتى الآن.
من جانبه، قال شبير أحمد، أحد سكان مديرية سركانو، لـ"العربي الجديد"، إن الهجمات الصاروخية اشتدت بعد مغرب الثلاثاء، وألحقت أضرارا مادية كبيرة بالمواطنين، ذلك علاوة على ترك عشرات الأسر منازلها، مؤكدا أن الهجمات طاولت جميع القرى والأرياف التابعة لمديرية سركانو.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان قد أكد أن مسلحي ثلاث تنظيمات مسلحة يدخلون من الأراضي الأفغانية وينفذون هجمات في باكستان.
وقال عمران خان، في حوار له مع "سي أن أن"، إن مسلحين من ثلاثة تنظيمات مسلحة يدخلون من الأراضي الأفغانية وينفذون الهجمات في باكستان، مؤكدا أن تلك التنظيمات الثلاثة عبارة عن كل من حركة "طالبان" الباكستانية، و"جيش تحرير بلوشستان"، وتنظيم "داعش".
كما أكد خان أن حل القضية الأفغانية في صالح المنطقة والعالم وجميع الدول، وأن "العالم ليس أمامه خيار سوى التعامل مع حكومة "طالبان"".
وحيال اتهامات باكستان بأن المسلحين يدخلون من الأراضي الأفغانية، قال وزير الدفاع في حكومة "طالبان"، الملا محمد يعقوب، وهو نجل مؤسس الحركة الملا عمر، في حوار له مع التلفزيون الوطني، مساء أمس، إنه يرفض بشدة حديث إسلام أباد عن أن المسلحين يدخلون من الأراضي الأفغانية إلى باكستان.
كما أكد الملا محمد يعقوب أن ""طالبان" تعهدت من خلال توافق الدوحة بأن لا تسمح لأي جهة باستخدام الأراضي الأفغانية ضد أي دولة، ونحن عازمون على تطبيق ذلك التوافق، كما أننا نطلب دول المنطقة والجهات الأخرى أن تفي بالتوافقات".
أما عن وصول الأسلحة المتطورة من أفغانستان إلى المسلحين في باكستان، كما سبق وقال وزير الداخلية الباكستاني شيخ رشيد أحمد، قال: "جميع الأسلحة التي تركتها قوات حلف شمال الأطلسي في أيدينا، ولنا آلية خاصة للحفاظ عليها، إذ إن بلادنا بحاجة إليها، بالتالي من المستحيل جدا أن تخرج تلك الأسلحة إلى أي جهة خارج أفغانستان، وما يروج بهذا الشأن غير صحيح".