بعد 13 عاماً قضاها على رأس جهاز الاستخبارات، عيّن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مساء السبت، هاكان فيدان، في منصب وزير الخارجية خلفاً لمولود جاووش أوغلو.
وفيدان من مواليد العاصمة أنقرة سنة 1968، وتخرّج في المدرسة الحربية بمدرسة اللغات في القوات البرية، وأكمل تعليمه الأكاديمي أثناء خدمته في الجيش التركي.
وخلال مهمته في حلف شمال الأطلسي (الناتو) خارج تركيا، حصل فيدان على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والإدارية من جامعة ماريلاند.
كما حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة بيلكنت بأنقرة قسم العلاقات الدولية.
توجه فيدان إلى الحياة الأكاديمية بعد خدمته في الجيش التركي، وألقى محاضرات في مجال العلاقات الدولية بجامعتي "حاجت تبه" و"بيلكنت" بأنقرة.
كذلك شغل فيدان مناصب مهمة في مجالات السياسة الخارجية والأمن على مختلف المستويات الحكومية. ومن هذه المناصب، نائب وكيل الوزارة المسؤول عن السياسة الخارجية وقضايا الأمن في رئاسة الوزراء، وعضو في مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وممثل خاص لرئيس الوزراء، ونائب لرئيس جهاز الاستخبارات، وممثل خاص لرئيس الجمهورية، ورئيس لجهاز المخابرات منذ 2010.
ولعب فيدان أدواراً عديدة في ملفات كثيرة، والمعارك التي خاضتها الحكومة التركية، في القضاء على ما أطلقت عليها الدولة العميقة، أو أفراد جماعة الخدمة التي يترأسها الداعية فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى مساعي تحقيق السلام الداخلي مع الأكراد.
وتزامن ظهور اسم هاكان فيدان مع بداية الاندفاع في السياسة الخارجية التركية، فبعد نجاحات أنقرة الكبيرة في مجال الاقتصاد ولتلبية حاجات دور تركيا المتنامي، الأمر الذي يتطلب جهداً مخابراتياً، يتركز عمله، أساساً، على العمل الخارجي. ومن هنا، تمت إعادة بناء الاستخبارات التركية بقيادة رئيس جديد مقرب من الحكومة، لتعزيز حضور تركيا في المناطق الساخنة، بدءاً من الشرق الأوسط وروسيا والقوقاز وآسيا الوسطى وأفريقيا، وحتى الأميركتين وأوروبا وإسرائيل.
كما استطاع فيدان إدخال تعديلات كبيرة في هيكلية جهاز المخابرات، وأقنع أردوغان بتجميع أجهزة المخابرات في الخارجية والأمن والجيش تحت إدارة جهاز المخابرات العامة، الأمر الذي أزعج الأوساط في الأمن والجيش. وسبق أن تم تداول اسم هاكان فيدان لتولي حقيبة الخارجية في حكومة أحمد داود أوغلو.
(الأناضول، العربي الجديد)