هؤلاء يقرّرون مصائرنا؟

08 يوليو 2024
من المناظرة بين بايدن وترامب، 27 يونيو الماضي (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مشهد رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني وهي توجه بايدن في قمة السبع يثير تساؤلات حول قدرته على قيادة العالم، خاصة مع ضعف أدائه في المناظرات.
- أعضاء الحزب الديمقراطي في الكونغرس يعبرون عن قلقهم بشأن أهلية بايدن وفرصه في هزيمة ترامب، رغم تأكيد بايدن على أنه الأنسب للرئاسة.
- الشكوك حول أهلية بايدن تثير تساؤلات حول كيفية حكم العالم من قبل قادة غير مؤهلين، وتأثير ذلك على الشعوب والدول.

كان مشهد رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، وهي تمسك بيد الرئيس الأميركي، جو بايدن، في قمة السبع أخيرا في بلدها، وتوجهه في الاتجاه الصحيح، بعد أن كان يحيي الفراغ في الاتجاه المعاكس، لقطة مضحكة ومؤسفة في الوقت نفسه، هل ذاك الرجل هو الذي يقرّر مصير العالم، ومصيرنا نحن العرب؟

كشفت المناظرة بين بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب ضعف أحدهما وعنجهية الآخر، ونبّهتنا إلى أي حد تعاني الشعوب مع حكامها. وذكرت شبكة سي إن إن أن عديدين من أعضاء الحزب الديمقراطي في الكونغرس يشعرون بالقلق إزاء حالة بايدن وفرصه الضئيلة في هزيمة منافسه ترامب. وأفادت مصادر للشبكة بأن أعضاء عديدين في الحزب الديمقراطي في الكونغرس يعربون خلال المحادثات الخاصة وراء الأبواب الموصدة عن مخاوفهم بشأن أهلية الرئيس بايدن.

وعلى الرغم من اعتراف بايدن بفشله في المناظرة، إلا أنه أكد أنه "لن يتزحزح قيد أنملة" عن موقفه بشأن السباق الرئاسي. وأضاف أن "لا أحد مؤهّلاً أكثر منه لكي يكون رئيساً أو للفوز" في الانتخابات الرئاسية الأميركية، مضيفاً: "أنا مقتنع أنني الشخص الأنسب لهزيمة دونالد ترامب".

نعم، هذا الرجل هو نفسه الذي يخرج علينا ويقرّر أن إسرائيل لا تبالغ في قتل الفلسطينيين، وأن على "حماس" أن تُمحى من الأرض، وهو نفسه الذي يتحدّث عما بعدها وكيف ستكون حياة الفلسطينيين بعد الحرب. وهو لا يختلف كثيراً عن منافسه، ترامب، الذي خبِره العالم عندما كان رئيساً وبعد خروجه وكيف كان يتصرّف معنا نحن العرب بالذات.

وإذا كان المقرّبون من القيادات في الإدارة الأميركية وفي الكونغرس لا يثقون في رئيسهم، ويشكّكون في أهليته، ويطالبون بتنحيه، فكيف نثق نحن به، ونسلّمه رقابنا يفعل بها ما يشاء؟ والحديث هنا لا يعني بايدن فقط، فقد كنا دائماً نسير تحت الحائط، نستمع وننفذ، وكأن مصائرنا تتقرّر بمشيئة الأميركي، الذي يمتلك الحقيقة المطلقة والقوة الأقصى، ويمتلك بالتالي حق المُلك والحُكم أو التنحّي.

لننظر إلى من حولنا ونتساءل، كيف يحكُمنا هؤلاء؟ عندما تستمع إلى أكثرهم تصاب بالدهشة بسبب كمّ الجهل والسذاجة، وقلة المعرفة بدولهم وشعوبهم، بعضهم لا يعرف شيئاً عما يحدُث من حوله سوى ما تنقله إليه التقارير الخبيثة، وتتساءل، كيف يسير العالم بهؤلاء، وكيف تعيش بلدان وشعوب تحت هذه الوصاية؟ من يسيّر هذه الدول فعلاً ومن يحرّك الخيوط من خلف الكواليس؟ إذا كانت أميركا، الإمبراطورية العظمى التي تدير العالم، تُدار بهؤلاء، فكيف بنا نحن في العالم السفلي البعيد؟
 

المساهمون