نيكاراغوا تطلب رسمياً الانسحاب من منظمة الدول الأميركية

20 نوفمبر 2021
وزير خارجية نيكاراغوا دينيس مونكادا (فرانس برس)
+ الخط -

طلبت نيكاراغوا رسمياً الجمعة الخروج من منظمة الدول الأميركية بعد انتقادات من جانب المنظمة بشأن "شرعية" انتخابات 7 نوفمبر/تشرين الثاني التي أدت إلى إعادة انتخاب الرئيس دانييل أورتيغا لولاية رابعة متتالية.

وجاء في رسالة وقعها وزير خارجية نيكاراغوا دينيس مونكادا، وجهت إلى الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية لويس ألماغرو: "أكتب إليكم لإبلاغكم رسمياً بقرارنا" الخروج من المنظمة وفق المادة الـ 143.

وتتيح المادة الـ 143 من ميثاق منظمة الدول الأميركية لأي دولة عضو الانسحاب منها بعد إجراء مدته سنتان، وهي فترة يجب خلالها على الدولة احترام التزاماتها تجاه المنظمة.

وفي الرسالة التي تلقت وسائل الإعلام نسخة منها، يشير الوزير إلى أنه يتصرف بناءً على تعليمات أورتيغا. وقالت نائبة الرئيس روساريو موريو زوجة أورتيغا لوسائل إعلام رسمية: "نشعر بالسعادة والفخر لأننا قدمنا اليوم نموذجاً جديداً لوضعنا كشعب ذي سيادة" عبر التخلي عن "هذه المنظمة غير المقبولة والمضللة التي لا تمثلنا إطلاقاً".

من جهته، رحّب وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز في حسابه على "تويتر" بقرار نيكاراغوا "الذي يشكل جوابًا حازماً (...) على مناورات الأمين العام لهذه المنظمة بالتواطؤ مع الولايات المتحدة لمحاولة التدخل في القرارات التي تخص شعب نيكاراغوا".

وسيؤدي الخروج من منظمة الدول الأميركية إلى اتساع عزلة نيكاراغوا التي يخضع قادتها لعقوبات دولية.

وطلب برلمان نيكاراغوا الثلاثاء من أورتيغا سحب البلاد من منظمة الدول الأميركية. وقال البرلمان الذي يتمتع فيه حزب الرئيس "جبهة التحرير الوطنية الساندينية" بغالبية ساحقة من أورتيغا "بصفته رئيس الدولة (...) إدانة ميثاق منظمة الدول الأميركية" ما يعني انسحاب نيكاراغوا من المنظمة.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعلن منع أورتيغا وزوجته ووزراء حكومتهما وغيرهم من كبار مسؤولي النظام من دخول أراضي الولايات المتحدة.

وقال بايدن الثلاثاء في واشنطن إن "القمع والانتهاكات التي تمارسها حكومة (دانيال) أورتيغا والذين يدعمونها تتطلب تحركاً من الولايات المتحدة".

وأعلنت الجمعية العامة لمنظمة الدول الأميركية في وقت سابق أن الانتخابات التي جرت في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر في نيكاراغوا "لم تكن حرة ولا نزيهة ولا شفافة، وأن لا شرعية ديموقراطية لها".

وواجه الاقتراع الرئاسي انتقادات حادة من المجتمع الدولي لأسباب عدة، بينها عدم وجود معارضين جديين بعد اعتقال سبعة مرشحين محتملين في الأشهر الستة التي سبقت الانتخابات.

وحذّر الدبلوماسي السابق إدغار باراليس من أن الخروج من منظمة الدول الأميركية سيزيد من عزلة نيكاراغوا ويزيد حدة الفقر.

وقال لوكالة "فرانس برس"، إن نيكاراغوا لن تتمكن خصوصاً من الحصول على "قروض وتعاون وتبرعات من المجتمع الدولي"، مشيراً إلى أنه سيكون هناك "نزوح جماعي لسكان نيكاراغوا".

يأتي ذلك في وقت قال فيه أقارب 39 معارضاً اعتقلوا قبل الانتخابات، في بيان الجمعة، إن هؤلاء تعرضوا لـ"أذى جسدي ونفسي" خطر نتيجة ظروف احتجازهم في سجن شديد الحراسة في ماناغوا.

وبحسب قولهم، فإن هؤلاء يواصلون فقدان الوزن ويفتقرون إلى إمكان "الوصول المنتظم إلى ضوء النهار"، ويُحبس بعضهم في زنازين حيث تضاء الأنوار باستمرار بينما يظل البعض الآخر في الظلام.
 

(فرانس برس)