نقل الصراع الدولي إلى العراق للتخفيف عن الأسد

15 مارس 2015
العراق بات البلد الرئيس لتصفية الحسابات الدولية (الأناضول)
+ الخط -
كشف مسؤول عراقي عن مخطط نقل الصراع الدولي من سورية إلى العراق للتخفيف عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكداً أنّ جهات حكومية عراقيّة عملت على تمرير المخطط بتعاون إقليمي ونجحت في مسعاها.

وقال النائب الكردي السابق وعضو لجنة التفاوض بين بغداد وأربيل، شوان محمد طه، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك أطرافاً عديدة ومنظومات استخبارية دولية تعمل على تنشيط تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش)، بغية تحقيق أجندات وخطط بعيدة الأمد بغض النظر عن الأضرار التي تلحق بدول وشعوب المنطقة".

وأكد طه أنّ "أطرافاً سياسية في الحكومة العراقية ذات اصطفافات إقليمية، عملت بالتعاون مع دول إقليمية على نقل الصراع الدولي من سورية إلى العراق، ليصبح العراق اليوم البلد الرئيس لتصفية الحسابات الدولية على أرضه، الأمر الذي فتح المجال واسعاً أمام عدّة دول للتدخل في البلاد بشكل مباشر وغير مباشر، وكما نرى اليوم تصريحات متباينة ومتضاربة بين المسؤولين الإيرانيين والأميركيين بشأن تواجدهم في العراق".

ولفت إلى أن "تلك الأطراف نجحت نجاحاً كبيراً بتحقيق هذا الهدف، الذي دفع ثمنه الشعب العراقي من دمه وماله، كما أثّر ذلك على الساحة السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد".

وأشار إلى أنه "تم تخفيف الضغط عن نظام الأسد، بعدما لم تعد الجبهة السورية هي الجبهة الرئيسية في الصراع الدولي، حتى وإن بقي القتال في سورية قائماً، لكنه ليس كما كان من قبل، الأمر الذي قوّى من نفوذ وسطوة نظام الأسد وزاد من فرص بقائه في الحكم على الرغم من المعارك التي تدور في سورية".

اقرأ أيضاً: حزب الله اللبناني يرسل 800 مقاتل لقيادة معركة الموصل

من جهته، رأى المحلل السياسي، عبد الغني النعيمي، أنّ "المؤامرات ما زالت تأخذ دورها الكبير في رسم استراتيجيات العراق، وتتحكم بمصيره، بغض النظر عن النتائج". وأكد النعيمي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "المصالح الضيقة والأبعاد الطائفية أصبحت الهدف الأساس لسياسيي وأزلام الحكم في العراق، الأمر الذي دفعهم للتواطؤ مع أنظمة أخرى تتمثل بالنظامين السوري والإيراني، والعمل وفقاً لأجنداتهم التي حطمت العراق أمنياً وسياسياً واقتصادياً". ورأى أن "استمرار هذه الاستراتيجية المتّبعة في العراق أفقدته سيادته، كما أفقدت الحكومة ثقة الشعب وتركت البلاد تتجه نحو المجهول".

وشدّد المحلل السياسي العراقي على أن "العراق اليوم بأمسّ الحاجة إلى التغيير، لا تغيير وجوه كما حدث من استبدال حكومة نوري المالكي بحكومة حيدر العبادي، بل نحن بحاجة إلى تغيير جذري بعيداً عن كل هذه الأحزاب في البلاد والمرتبطة بأجندات تعمل على تحطيمه".

وأشار إلى "أهمية أن يدرك الشعب خطورة ما يدور من حوله، من مستقبل مجهول، واتجاه نحو زرع كل بذور الفتنة والفرقة بين مكونات الشعب، وأن يعمل على تقويضها، فالتغيير بيد الشعب لا الحكومة".

ويتحدّث المسؤولون العراقيون اليوم، وعلى رأسهم رئيس الحكومة حيدر العبادي، أن العراق يقاتل نيابة عن دول العالم، مطالبين الدول بأن تُقدّم الدعم اللازم له لهزيمة الإرهاب.