قال الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، مساء اليوم الأربعاء، إنّ جريمة اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري، التي وقعت أمس الثلاثاء في الضاحية الجنوبية لبيروت، لا يمكن السكوت عنها، ولن تبقى دون ردّ وعقاب.
وأضاف نصر الله في خطاب ألقاه خلال الاحتفال التكريمي الذي يقيمه "حزب الله" في الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال قائد "فيلق القدس" السابق، قاسم سليماني، ورفاقه، أن "ما جرى أمس في الضاحية الجنوبية خطير جداً، ونحن نقاتل في الجبهة بحسابات مضبوطة ونؤدي ثمناً، لكن إذا فكّر العدو في شنّ حرب على لبنان سيكون قتالنا بلا سقوف أو ضوابط".
واستكمالاً لحديثه عن اغتيال العاروري، قال الأمين العام لـ"حزب الله"، إنّ عملية الاغتيال كانت "محاولة تسويق صورة نصر بعد (طوفان الأقصى)"، متوجهاً بـ"التعزية بالقائد الشيخ صالح العاروري ورفاقه القادة والكوادر في القسام وحماس، الذين استشهدوا في عدوان إسرائيلي فاضح على الضاحية الجنوبية لبيروت"، مؤكداً أن "الشيخ صالح أمضى شبابه وعمره منذ أن كان فتى صغيراً إلى ليلة استشهاده في الجهاد والمقاومة والأسر والهجرة، وختم الله تعالى له بهذه الآخرة العظيمة".
وأضاف: "جريمة أمس لها عنوانان: الأول قتل العاروري ورفاقه، وهذه جريمة كبرى وعميقة. والثاني، تنفيذ الضربة في الضاحية الجنوبية لبيروت، في خطوة هي الأولى بهذا الشكل منذ عدوان يوليو/تموز 2006"، معتبراً أن "قول المسؤولين الإسرائيليين إن الضربة تأتي في سياق تصفية الحساب مع حركة حماس، وليست استهدافًا للحزب أو للبنان، كلامٌ يمرّ فقط على الأطفال والجبناء".
وبشأن عملية "طوفان الأقصى" ونتائجها، أكد نصر الله أن "العملية أحيت القضية الفلسطينية، وأن الاحتلال الإسرائيلي أصبح يرى أنه أمام شعب لا يمكن أن ينسى أرضه"، مضيفاً أن "طوفان الأقصى وما تلاها أسقط صورة إسرائيل في العالم وحولها إلى صاحبة أكبر إبادة جماعية في العصر الحديث، وإلى كيان مجرم إنسانياً وقانونياً وسياسياً وأخلاقياً". وأشار إلى أن "ما جرى في الأشهر الثلاثة الأخير في المنطقة وجّه ضربة قاصمة لمسار التطبيع".
وعن تأثيرات العملية في الجانب الإسرائيلي، أوضح نصر الله أن "طوفان الأقصى" جعل منظومة "الردع" الإسرائيلية تنهار، وما يحصل في اليمن ولبنان وغزة أسقط التصور "المقدرة" عن المنظومة الأمنية الإسرائيلية وعن الدولة، وباتت في موقع تحتاج فيه إلى الحماية.
وأكد أنّ الجبهات غير متّصلة ببعضها، قائلاً إنّ "محور المقاومة يلتقي على رؤية استراتيجية واضحة، فالأعداء محدّدون والأصدقاء معروفون والأهداف واضحة، ولكن كل حركة في البلد حيث هي تقرّر ما إذا ستفتح الجبهة أو تغلقها، تهادن أو تحارب، تتخذ هذا الموقف أو ذاك انسجاماً مع الرؤية الاستراتيجية والمصالح الوطنية والملاحظات الوطنية، ولا أحد يملي على الآخر شيئاً".
وقال نصر الله إن "إسرائيل كانت تعتبر الحرب فرصة تاريخية لمسح الفصائل الفلسطينية في غزة، والمقاومة في لبنان، والانتهاء من تهديد حزب الله في لبنان، خصوصاً أن العالم كله يقف معهم، لكن هناك أمران منعا الحرب على لبنان، الأول، مسارعة المقاومة إلى فتح الجبهة في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الأمر الذي أفقد العدو الإسرائيلي عنصر المفاجأة، والثاني هو قوة المقاومة وعظمتها وشجاعتها وجرأتها في لبنان".
وأكد أن عملية "طوفان الأقصى" أثبتت أنّ المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي والقانون الدولي ليست قادرة على حماية أي شعب، ملمحًا إلى مطالبات لبنان بتطبيق القرار الأممي 1701 (الصادر عام 2006)، بقوله إن "القضية لم تعد اختلافاً بوجهات النظر، بل أصبحت عماء قلب وبصر وبصيرة، مع سقوط أكثر من 22 ألف شهيد في غزة و60 ألف جريح والمجتمع الدولي يتفرج".
وشدد على أن "هذه التجربة تقول بوضوح إنه اذا كنت ضعيفاً لا يعترف بك العالم ولا يحميك ولا يدافع عنك ولا يبكي عليك، بل الذي يحميك هو قوتك وشجاعتك وسلاحك وصواريخك وحضورك في الميدان، فإن كنت قوياً تفرض احترامك على العالم".
ووفي ما يتعلق بالمعارك الجارية على الجبهة اللبنانية، قال نصر الله إنه "خلافاً لما يدعيه الاحتلال الإسرائيلي، أقول إنّ المقاتلين ما زالوا يقاتلون عند الحدود عند الشريط الشائك، ولكل هؤلاء نوجه التحية والتقدير"، مؤكداً أن إسرائيل لن تستطيع تحقيق أهداف حربها في غزة المتمثلة بالقضاء على المقاومة واستعادة الرهائن.
وأوضح الأمين العام لـ"حزب الله" أن أعداد الإصابات في صفوف جيش الاحتلال على جبهة جنوب لبنان بالآلاف، لكن قيادات جيش الاحتلال لا يعترفون بالأرقام الحقيقية، قائلاً إنّ "مسارعة الحزب إلى فتح الجبهة في الجنوب عقب طوفان الأقصى منع اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على لبنان وأفقد جيش الاحتلال خيار عنصر المفاجأة".
وأشار الأمين العام لحزب الله أن عملية طوفان الأقصى أثبتت أنّ المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي والقانون الدولي ليس قادرة على حماية أي شعب، غامزاً من قناة المسؤولين اللبنانيين والخارج الذين يطالبون لبنان بتطبيق القرار الأممي 1701 (الصادر عام 2006)، بأن القضية لم تعد اختلاف بوجهات النظر بل أصبحت عماء قلب وبصر وبصيرة، وذلك مع سقوط أكثر من 22 ألف شهيد في غزة و60 ألف جريح والمجتمع الدولي يتفرج.
وشدد على أن "هذه التجربة تقول بوضوح إنه اذا كنت ضعيفاً لا يعترف بك العالم ولا يحميك العالم ولا يدافع عنك العالم ولا يبكي عليك العالم، بل الذي يحميك هو قوتك وشجاعتك وسلاحك وصواريخك وحضورك في الميدان، فإن كنت قوياً تفرض احترامك على العالم".