نسف منازل وتحليق طائرات استطلاع في استمرار لخروقات الاحتلال في لبنان

05 يناير 2025
عدوان إسرائيلي سابق على بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان، 24 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيدًا جديدًا مع قيام إسرائيل بأعمال هندسية وتفجيرات داخل الأراضي اللبنانية، مما زاد من التوتر في المنطقة.
- ارتكبت إسرائيل 392 خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار، مما أدى إلى سقوط 32 قتيلاً و39 جريحًا، وهدد وزير الأمن الإسرائيلي بنسف الاتفاق إذا لم ينسحب حزب الله.
- ينص الاتفاق على انسحاب إسرائيل إلى جنوب الخط الأزرق وانتشار القوات اللبنانية، لكن العدوان الإسرائيلي الأخير أدى إلى آلاف الشهداء والجرحى ونزوح كبير للسكان.

قالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن "جرافات إسرائيلية قامت بأعمال هندسية داخل الأراضي اللبنانية عند أطراف بلدة الضهيرة الحدودية (قضاء صور في محافظة الجنوب)"، دون تحديد طبيعة هذه الأعمال. وأضافت أن "العدو نفذ تفجيرات في (بلدتي) الضهيرة وطيرحرفا، بعد تفجير صباحي عند مثلث طيرحرفا".

كما حلقت طائرات استطلاعية إسرائيلية على علو منخفض في أجواء مدينة صور ومحيطها، وخاصة فوق مرفأ وميناء المدينة. وشهدت المنطقة بين بلدات طيرحرفا والجبين وشيحين "عملية تفجير للعدو الإسرائيلي لعدد من المنازل، إضافة إلى منطقة حامول في (بلدة) الناقورة"، وفق الوكالة

ونفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية جرف لمنازل عند أطراف بلدة عيترون، وسُمع دوي صوت انفجارات قوية في منطقة القطاع الغربي بقضاء صور. الوكالة أفادت أيضا بأن "الجيش الإسرائيلي قام بعمليات نسف وإحراق منازل في بلدة الطيبة بقضاء مرجعيون (محافظة النبطية/ جنوب)". وزادت بأن الجيش "نفذ عمليات تمشيط بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة في البلدة، وسمعت أصوات انفجارات قنابل من داخل أحياء البلدة".

في المجمل، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، 9 خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان ما رفع إجمالي خروقاته إلى 392 خرقا منذ بدء سريانه قبل 40 يوما. ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى عدوانا إسرائيليا على لبنان بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الفائت.

واليوم الأحد، هدد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، خلال زيارة لمقر القيادة الشمالية للجيش، بنسف اتفاق وقف إطلاق النار مع "حزب الله"، إذا لم ينسحب الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني جنوبي لبنان. وزعم كاتس بحسب ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، خلال زيارة لقاعدة للجيش لحضور معرض للجيش حول الأسلحة التي استولى عليها خلال الحرب، أن "إسرائيل مهتمة بتنفيذ الاتفاق في لبنان، وأنها ستتخذ خطوات لضمان عودة السكان إلى مستوطنات الشمال بأمان".

وبدعوى التصدي لـ"تهديدات من حزب الله" ارتكبت إسرائيل حتى مساء الأحد 392 خرقا، ما خلّف 32 قتيلا و39 جريحا، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية. ودفعت هذه الخروقات "حزب الله" إلى الرد، في 2 ديسمبر/ كانون الأول 2024، للمرة الأولى منذ سريان الاتفاق، بقصف صاروخي استهدف موقع "رويسات العلم" العسكري في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة.

وكان الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، قد قال مساء السبت، إن قيادة المقاومة هي التي تقرر وقت وآلية الرد على خروقات الاحتلال، مضيفاً أنه "لا يوجد جدول زمني يحدد عمل المقاومة لا بالاتفاق ولا بانتهاء مهلة الـ60 يوماً". وأكد أن "المقاومة قوية ومؤثرة وإسرائيل عجزت عن التقدم في عمق أراضينا بفضلها رغم التدمير الواسع". وأوضح أن "اتفاق وقف إطلاق النار يلزم إسرائيل بالانسحاب من جنوب نهر الليطاني والدولة اللبنانية هي المسؤولة عن تنفيذه".

ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب إسرائيل تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية. وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و63 شهيدا و16 ألفا و664 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر الماضي.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في لبنان وفلسطين وسورية، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

(الأناضول، العربي الجديد)