نساء جنوب دمشق يستغثن.. والفصائل تتناحر

أطلقت مجموعة من نساء جنوب دمشق، نداء إلى كافة المنظمات الإغاثية والإنسانية، لإنقاذهم من اعتداءات تنظيم الدولة الإسلامية، "داعش".

وأكدت النساء، في "مقطع مصور"، أن التنظيم قام بعمليات القتل والتمثيل بالجثث، وتجويع السكان المدنيين في جنوب دمشق في مخيم اليرموك وحي العسالي، مشيرات إلى أن قائدي التنظيم، أبو آدم حوشان وأبو يزيد، قاما بالاعتداء على النساء وسرقة المنازل وحرقها.

وطالبن بتحييد مخيم اليرموك، وكافة الأحياء المحيطة به، وإبعادهم عن القتال المسلح، كما طالبن بنزع الخلافات بين فصائل المعارضة المسلحة، وتوجيه السلاح إلى تنظيم الدولة الإسلامية، "داعش"، وإبعادهم عن المنطقة بعد استمرار الاعتداءات الكثيرة.

وكانت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، "داعش"، قد نشرت خبر سيطرة مقاتليه على معظم مخيم فلسطين جنوبي مدينة دمشق.

وقال الناشط الإعلامي آدم الشامي، الناطق باسم الهيئة الإعلامية العسكرية، جنوبي دمشق، لـ "العربي الجديد"، إن "التنظيم تمكن من التقدم خلال الساعات القليلة الماضية على حساب تنظيم جبهة النصرة، في مخيم اليرموك جنوبي دمشق، إذ تمكن تنظيم (داعش) من السيطرة على مربع فلسطين الأمني والاستراتيجي المحيط بدوار فلسطين، وبالتالي فك الحصار عن مجموعات تنظيم (داعش) المحاصرة في الحي منذ بداية المعارك الأخيرة (الـ 5 أيام الماضية)، إضافة إلى استسلام 3 عناصر من النصرة خلال المعارك الخاصة بهذا المربع".

ولفت الناطق باسم الهيئة الإعلامية العسكرية إلى أن محاولات التنظيم فشلت في اقتحام مسبح الباسل، جنوبي المخيم، الذي يتمركز فيه عدد من عناصر النصرة منذ عدة أيام، إضافة إلى فشل داعش أيضاً في التقدم باتجاه مركز النصرة في حي الجاعونة وسط مخيم اليرموك. أما في مربع شارع الـ 15 جنوب غرب المخيم فشهد اشتباكات متقطعة بعد محاولة تقدم فاشلة لـ"داعش" من خلال ذلك المحور قبل يومين، فيما وثق ناشطون في مخيم اليرموك مقتل ثلاثة مدنيين قضوا اليوم، الإثنين، نتيجة الاشتباكات التي يشهدها مخيم اليرموك حتى اللحظة، كما عثر فريق من متطوعي الهلال الأحمر الفلسطيني واللجنة الوطنية لإغاثة الشعب الفلسطيني، يوم أمس الأحد، على جثة شاب، خالد الشهابي، بعد ستة أيام من وفاته في منزله.

ولفت الناشط الإعلامي إلى أن أهالي مخيم اليرموك يعانون من نقص حاد في مياه الشرب، إذ إن خزان مياه الشرب في مشفى فلسطين الوحيد الذي يعمل في المخيم حالياً، في حين توقفت غطاسات مياه الشرب عن العمل جراء الاشتباكات العنيفة وعدم توفر محروقات لتشغيلها. كما يعاني الأهالي من صعوبة الوصول لمشفى فلسطين للحصول على مياه الشرب بسبب الاشتباكات المستمرة وأعمال القنص من الجهتين.

كما أصدر تنظيم جبهة النصرة، اليوم الإثنين، بياناً داخلياً حصلت "العربي الجديد"، على نسخة منه بعنوان، "اسمعوا منّا ولا تسمعوا عنّا"، توجّه فيه إلى أهالي جنوب دمشق، للوقوف مع الجبهة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، "داعش"، وتقدمها في جنوبي دمشق، كما أصدر فصيل المعارضة المسلحة "لواء شام الرسول" العامل في بلدة ببيلا بياناً يوم أمس، الأحد، حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه، تحدّث عن تعرّض أحد قادة اللواء (أبو رائد مورو) لهجوم من قبل مجموعة عسكرية بقيادة (أبو فهد ميازة) في محاولة لاغتياله بإطلاق النار المباشر عليه.

وفي ذات السياق نظم مسؤول ملف المصالحة الوطنية، في بلدة ببيلا، أنس الطويل، وعدد من أعيان البلدة بحضور نحو 100 شخص من أهالي البلدة، بعد ظهر اليوم الإثنين، اعتصاماً أمام بلدية ببيلا، للتأكيد على رفض دخول عناصر جبهة النصرة إلى داخل البلدة أو مساندتهم بالمقاتلين في الاشتباكات الدائرة ضد تنظيم الدولة في مخيم اليرموك.

كما نفذ أنس الطويل تهديده يوم أمس الأحد، بإغلاق الحاجز المشترك في حال تمت مؤازرة النصرة، في مخيم اليرموك، إذ تم إغلاق الحاجز في وجه الأهالي منذ صباح اليوم، الإثنين.