كثف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو جهوده الهادفة إلى ضمان تأمين دعم أكبر عددٍ من القوائم البرلمانية، عشية الاستشارات التي سيجريها الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين مع ممثلي الأحزاب، الإثنين المقبل، لتكليف شخصية بتشكيل الحكومة، في الوقت الذي يتهم نتنياهو فيه ريفلين بالتآمر لحرمانه من تشكيل الحكومة.
وقالت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان"، إن نتنياهو أبلغ مقربين منه أن تأكيد ريفلين، أمس، أنه سيكلف النائب صاحب الفرصة الأكبر بتشكيل الحكومة، وليس النائب الذي يرأس الحزب الذي يحظى بأكبر عدد من النواب، يدلّ على أنه يخطط لتكليف زعيم حزب "يمينا"، نفتالي بينت، بتشكيل الحكومة.
وبحسب القناة، فإن نتنياهو هاجم القيادي الليكودي السابق جدعون ساعر، زعيم حزب "تكفا حدشاه"، زاعماً أنه ينسق خطواته مع ريفلين لضمان إخراجه من ديوان رئيس الحكومة. ولكن الهجمات التي يوجّهها نتنياهو لريفلين وساعر في الغرف المغلقة ويسمح بتسريبها للإعلام، لم تمنعه من ممارسة ضغوط علنية على كلّ من ساعر وبينت للانضمام إلى حكومته.
وذكرت قناة "كان" أن نتنياهو لم يتعهد لساعر وبينت بحصولهما على مواقع مهمة في حكومته المقبلة فقط، بل أكد أنه لن يتردد في ضمان اندماج حزبيهما في "الليكود" ومنحهما مواقع متقدمة في الحزب.
وفي الوقت الذي التزم بينت الصمت إزاء عروض نتنياهو، فقد ردّ ساعر رافضاً العرض، وغرّد مشدداً على أنه ملتزم بالوفاء بتعهده الانتخابي بعدم المشاركة في حكومة يرأسها نتنياهو. وأضاف ساعر أنه وبينت سيؤيدان على الفور أي حكومة يشكلها قيادي آخر في "الليكود"، لاسيما وزير الصحة يولي إدلشطاين أو وزير المالية يسرائيل كاتس أو الرئيس السابق لبلدية الاحتلال في القدس نير بركات.
وبحسب قناة "كان"، فإن نتنياهو لا يستبعد تشكيل حكومة بدعم القائمة العربية الموحدة برئاسة عباس منصور، من الخارج، مشيرة إلى أن هناك ضغوطاً تمارس على بتسلال سمورطتش، زعيم حركة "الصهيونية الدينية"، للتراجع عن رفضه تشكيل حكومة بالاستناد إلى دعم منصور.
ولفتت القناة إلى أن الحاخام حاييم دروكمان، أحد أهم المرجعيات الدينية في التيار الديني القومي، يطالب سمورطتش بإبداء مرونة بما يسمح بتشكيل حكومة بدعم منصور.
وفي السياق، ذكرت صحيفة "معاريف" أن منصور سيلقي، مساء اليوم الخميس، كلمة يحدّد فيها موقف حركته من موضوع تشكيل الحكومة، مشيرة إلى أنه سيمهّد لإعلان دعمه تشكيل حكومة بزعامة نتنياهو، مقابل جملة من الشروط.
وفي المقابل، فإن الخلافات تعصف بالمعسكر المقابل الذي يضم الأحزاب التي ترفض المشاركة في حكومة يرأسها نتنياهو، فقد ذكرت "كان" أن يئير لبيد زعيم حزب "ييش عتيد"، الذي يمثل يمين الوسط، مستعدّ لدعم تكليف بينت بتشكيل الحكومة، على الرغم من أن حزب الأخير يملك فقط سبعة مقاعد في البرلمان الجديد، بشرط أن يعلن موافقته على تشكيل ائتلاف بدعم الأحزاب العربية.
وأشارت القناة إلى أن لبيد يخشى أن يحصل بينت على التكليف وبعد ذلك يتجه للانضمام إلى حكومة بقيادة نتنياهو، كما كما فعل زعيم حزب "كاحول لفان" بني غانتس، في أعقاب الانتخابات قبل الأخيرة.