قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، إنه مستعد للنظر في التوسط بين روسيا وأوكرانيا إذا طلب منه البلدان المتحاربان والولايات المتحدة ذلك، مضيفاً أنه يدرس إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا.
كذلك قال نتنياهو حول لعبه دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا، خلال مقابلة مع "سي أن أن": "إذا طلبت مني جميع الأطراف المعنية ذلك، سأفكر بالتأكيد، لكنني لا أفرض نفسي"، مضيفاً أنّ ذلك يجب أن يكون في "الوقت المناسب والظروف المناسبة".
وأوضح أنه يجب أن يكون هناك طلب أيضاً من الولايات المتحدة حليف إسرائيل المقرب، لأنه "لا يمكن أن يكون هناك طهاة أكثر من اللازم داخل المطبخ".
وكشف رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه طُلب منه أن يكون وسيطاً بعد فترة وجيزة من الغزو الروسي لأوكرانيا، في فبراير/ شباط من العام الماضي، لكنه رفض لأنه كان زعيم المعارضة الإسرائيلية في ذلك الوقت وليس رئيس الوزراء، قائلاً: "لدي قاعدة: رئيس وزراء واحد في كل فترة".
ولم يقل نتنياهو من الذي طلب منه تأدية هذا الدور لكنه قال إنّ الطلب كان "غير رسمي".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينت قد قام بزيارة مفاجئة إلى موسكو، في مارس/ آذار للتوسط مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ونقل بينت أيضاً رسائل من بوتين إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنه لم ينجح في ترتيب مفاوضات مباشرة بين الطرفين.
ولم يقدّم نتنياهو أي تعهدات جازمة لأوكرانيا فيما يتعلّق بإرسال مساعدات عسكرية لها، خاصة أنّ تل أبيب حافظت على علاقاتها مع روسيا التي تسيطر على أجواء سورية المجاورة، وتغض الطرف عن الغارات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع هناك تابعة لعدوتها اللدودة إيران.
وأكد نتنياهو أنّ الولايات المتحدة نقلت مخزوناً من ذخيرة المدفعية المخصصة لإسرائيل إلى أوكرانيا، مقارناً بين هذا الجهد والعمليات التي تشنها إسرائيل ضد إيران.
وقال: "الولايات المتحدة أخذت جزءاً كبيراً من الذخائر المخصصة لإسرائيل ومررتها إلى أوكرانيا. وبصراحة فإنّ إسرائيل أيضاً تتصرف بطرق، لن أفصّلها هنا، ضد مصانع الأسلحة الإيرانية التي تستخدم ضد أوكرانيا".
واتهم مسؤولون أوكرانيون وغربيون إيران ببيع طائرات مسيّرة منخفضة التكلفة إلى روسيا لاستخدامها في غزو أوكرانيا، على الرغم من نفي طهران ذلك.
وتأتي تصريحات نتنياهو غداة زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى القدس، حيث دعا إلى الهدوء في أعقاب تصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما حض إسرائيل على زيادة دعمها لأوكرانيا.
وباستخدام لغة مألوفة لدى الإسرائيليين، قال بلينكن إنّ أوكرانيا بحاجة إلى المساعدة "لأنها تدافع بشجاعة عن شعبها وعن حقها في الوجود".
وأبلغ وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، بلينكن بأنه سيزور أوكرانيا لإعادة فتح السفارة، وهي أول زيارة من نوعها منذ الحرب.
(رويترز، فرانس برس)