نتائج انتخابات كردستان العراق: بقاء سلطة الإقليم عند حزب البارزاني

30 أكتوبر 2024
أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني يحتفلون في أربيل،21 أكتوبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فاز الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البارزاني في انتخابات إقليم كردستان بحصوله على 39 مقعدًا من أصل 100، مما يضمن له رئاسة الإقليم والحكومة، وسط تحالفات برلمانية محتملة.
- شهدت الانتخابات تنافسًا حادًا مع حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي حصل على 23 مقعدًا، وبرز حزب "الجيل الجديد" بحصوله على 15 مقعدًا، بينما تراجعت أحزاب أخرى، وبلغت نسبة المشاركة 72.06%.
- رغم النتائج، قد يتأخر تشكيل الحكومة بسبب الحاجة للتفاوض مع الأحزاب الأخرى، وأكدت السفيرة الأميركية على أهمية الانتقال السلمي ومعالجة تحديات التحقق من البصمات قبل انتخابات 2025.

أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في العراق، اليوم الأربعاء، النتائج الرسمية لانتخابات إقليم كردستان العراق، التي أظهرت فوز الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني بفارق كبير عن أقرب منافسيه، وهو ما يُمكّن الحزب من الاحتفاظ برئاسة الإقليم والحكومة مرة أخرى. يأتي ذلك وسط حديث عن تحالفات بينية داخل برلمان الإقليم الذي يتمتع بصلاحيات واسعة، وفقا للدستور العراقي الذي أُقرّ عام 2005 عقب الغزو الأميركي للبلاد سنة 2003، وفقا لنظام فيدرالي يمنح الإقليم الكردي، شمالي البلاد، تنظيما إداريا شبه مستقبل عن بغداد.

وفي مؤتمر صحافي عقدته مفوضية الانتخابات العراقية التي تُنظم لأول مرة عملية الاقتراع في الإقليم بقرار من المحكمة الاتحادية العليا، فقد حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود البارزاني، على المرتبة الأولى بواقع 39 مقعدا في البرلمان من أصل 100 مقعد، يليه حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل الطالباني بواقع 23 مقعداً. بينما كانت المفاجئة حلول حزب "الجيل الجديد"، المدني المعارض، على المرتبة الثالثة بواقع 15 مقعداً، بينما تراجع الاتحاد الإسلامي الكردستاني بعد حصوله على سبعة مقاعد، تليها كتل أخرى أبرزها الموقف أربعة مقاعد، وجماعة العدل الكردستاني ثلاثة مقاعد، وجبهة الشعب مقعدين، وحركة التغيير مقعد، وتحالف كردستان مقعد واحد إلى جانب خمسة مقاعد مخصصة للأقليات.

ووفقا لنتائج الانتخابات الحالية، فإن الحزب الديمقراطي سيتمكن من جمع نحو 44 مقعدا بعد انضمام كوتا الأقليات التركمانية والمسيحية إلى جانب أعضاء دخلوا منفردين للانتخابات، وسط تسريبات عن وجود تفاهمات مع نواب إسلاميين للتحالف للحصول على أكثر من نصف عدد أعضاء البرلمان، ما يمنح البارزاني أريحية تشكيل الحكومة وضمان معارضة ضعيفة لها داخل البرلمان.

وبحسب رئيس المفوضية العليا للانتخابات العراقية عمر أحمد، فإن نسبة المشاركة الكلية في الانتخابات بلغت 72.06% في عموم مدن الإقليم. وحلّ الحزب الديمقراطي الكردستاني أولا في أربيل ودهوك وثانيا في السليمانية، بينما حصل مناصفة في حلبجة على مقعد واحد ومثله لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني.

ورغم أريحية النتائج الحالية للحزب الحاكم في إقليم كردستان، فإن عضو البرلمان العراقي عن الحزب الديمقراطي الكردستاني شيروان الدوبرداني قال للصحافيين إن "تشكيل حكومة كردستان سيتأخر وفقاً لنتائج اليوم. وسنشكل لجنة لزيارة جميع الأحزاب الفائزة للتفاوض"، لافتاً إلى أن "رئاسة الحكومة ستكون للحزب الديمقراطي الكردستاني وهذا غير قابل للتفاوض"، وأضاف: "نحن الفائز الأول ومن غير المقبول أن نعطي رئاسة الحكومة".

وفي وقت سابق، قال عضو شعبة الإعلام والعلاقات في هيئة الانتخابات بإقليم كردستان زانا عثمان إن "المرشحين والأطراف الذين لديهم ملاحظات على نتائج التصويت يستطيعون الطعن في النتائج بعد إعلان النتائج النهائية ولمدة ثلاثة أيام". وقبل صدور نتائج الانتخابات النهائية، قال القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني برهان الشيخ رؤوف إن "حزبه يسعى لتصحيح مسار الحكم في الإقليم، خصوصاً أن وضعه الحالي أفضل بكثيرٍ من السابق من حيث عدد المقاعد بعد إعلان نتائج الانتخابات"، مضيفاً في حديثٍ صحافي أن "أي حزب من الفائزين لن يتمكن من تشكيل الحكومة بمفرده، بالتالي فإن الاتحاد أعلن نيته مشاركة باقي الأحزاب في تشكيل الحكومة الجديدة".

من جانبه، بيَّن المحلل السياسي ميران سعيد أن "تفوق الحزب الديمقراطي الكردستاني كان معلوماً بالنسبة لبقية الأحزاب، لأنه يسيطر على الحكومة، لكن الجديد هو دخول الاتحاد الوطني على المنافسة الشرسة على المناصب الحساسة في الحكومة الجديدة". موضحاً لـ"العربي الجديد" أن "الاتحاد الوطني سيحاول الضغط على الديمقراطي الكردستاني لتعديل سياسته وتعامله مع بغداد، لأن الواضح أن بافل الطالباني أقرب إلى بغداد من نيجيرفان ومسرور البارزاني، بالتالي فإن شكل العلاقة مع بغداد يأخذ جانباً جديداً بعد تشكيل حكومة الإقليم".

وجرى التصويت وسط تنافس انتخابي بين مختلف قوى الإقليم السياسية، خصوصاً الحزبين التقليديين "الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود البارزاني و"الاتحاد الكردستاني" بزعامة بافل الطالباني، إذ يملك الأول قاعدة شعبية واسعة في دهوك وأربيل، بينما يملك الثاني شعبية في مدينة السليمانية وضواحيها بوصفها معاقل تقليدية للحزب.

وكانت السفيرة الأميركية في العراق ألينا رومانوسكي قد دعت الأحزاب في كردستان إلى دعم الانتقال السلمي للسلطة وتشكيل الحكومة الجديدة من دون أي تأخير. وذكرت رومانسكي، في بيان، أن "الولايات المتحدة تتقدم بالتهنئة لمواطني إقليم كردستان العراق وجميع القوى السياسية على إتمام انتخابات برلمان الإقليم بنجاح"، مبينة أن "موظفي البعثة الأميركية في العراق راقبوا العملية الانتخابية في مختلف مراكز الاقتراع بالإقليم خلال يومي 18 و20 أكتوبر/ تشرين الأول".

وأضافت أن "بلادها تثني على مواطني إقليم كردستان العراق لالتزامهم بالديمقراطية"، مشيرة إلى أن "المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أقرت بأنها واجهت صعوبات في عملية التحقق من البصمات خلال العملية الانتخابية، وتجب معالجة هذه القضية قبل الانتخابات البرلمانية العراقية في عام 2025".