نتائج انتخابات السلطات المحلية في الداخل الفلسطيني

28 فبراير 2024
تفاوتت نسبة التصويت في البلدات العربية (Getty)
+ الخط -

وصلت نسبة التصويت في انتخابات السلطات المحلية في البلدات العربية واليهودية في الداخل الفلسطيني اليوم الأربعاء، إلى 49 بالمائة في جميع البلديات والمجالس، مسجلة انخفاضاً بنسبة 7 بالمائة مقارنة مع الدورة السابقة في عام 2018، وهو انخفاض يجيء في سياق العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

من جهة أخرى، تفاوتت نسبة التصويت في البلدات العربية، حيث سجلت بعض البلدات والقرى نسباً عالية، فيما لم تتضح بعد نسبة التصويت في كامل البلدات العربية، إلا أن التقارير تشير إلى أنها أعلى من النسبة العامة وربما اجتازت حاجز 70 بالمائة.

هذا الارتفاع في نسبة التصويت، يجيء كما يقول سامي أبو شحادة، رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، في سياق الإدراك العام عند الجمهور العربي لعنصرية النظام الحاكم ومبناه "الذي يخدم بالأساس الأغلبية اليهودية ويجعل قدرة التأثير في الخطاب السياسي للفلسطينيين في الداخل محدودة جداً على مستوى سياسات الدولة"، وهو ما يجعل حسبة القدرة على التأثير مرتبطة أكثر بالانتخابات المحلية أكثر من انتخابات الكنيست.

واعتبر رئيس حزب التجمع الوطني أن "المكان الوحيد الذي فيه إمكانية أكبر للتأثير على السياسات هو انتخابات الحكم المحلي، ولذلك نرى المشاركة بنسب أعلى بكثير من انتخابات الكنيست". وهو ما يأتي كسبب لـ"البنية العنصرية للنظام المبني على الفوقية اليهودية وعلى إخراج الفلسطينيين في الداخل من أغلب القرارات المهمة على مستوى السياسات العامة". وبالتالي فإن "هامش الصلاحيات والمناورة والقدرة على التأثيريأتي من خلال المجالس المحلية والبلدية".

مع ذلك، فقد كان لافتاً تدني نسبة التصويت في المدن العربية الكبيرة منها الناصرة وأم الفحم، وهو من المرجح أنه مرتبط بالعدوان على غزة وبتفشي العنف والجريمة، حيث وصلت نسبة التصويت في أم الفحم إلى 49 بالمائة بينما كانت 79 بالمائة في الانتخابات السابقة. وفي الناصرة لم تتعد نسبة التصويت 50 بالمائة بينما كانت في الانتخابات السابقة 79 بالمائة.

وعن تأثير العدوان على الانتخابات المحلية، قال أبو شحادة إن العدوان على غزة أثر بشكل كبير جداً على نتائج هذه الانتخابات خاصة على التيار الوطني، حيث شعرت كوادر وقيادات الأحزاب والحركات الوطنية بحرج كبير جداً من أن تقرع أبواب الناس وتتحدث معها عن القضايا المحلية، إذ بدت كقضايا صغيرة وغير هامة أمام ما نشهده من حرب وجرائم حرب على أبناء شعبنا. ومع ذلك، فقد كان للأحداث تأثير إيجابي حسب المتحدث على الانتماء إلى الحركة الوطنية.

وشارك حزب التجمع الوطني في 20 موقعا من مجلس محلي وبلدية. وفي هذا السياق، أشار أبو شحادة: "شاركنا في 20 موقعا من خلال قوائم للتجمع الوطني أو تحالفات بين التجمع وحركات وطنية. وتمثلنا في أغلب هذه الأماكن، ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أن التجمع غير ممثل في الكنيست ولا يوجد ميزانيات عمل، حيث اعتمد بالأساس على العمل التطوعي والانتماء للمشروع. وفي ظروف صعبة وحرب نعتبر هذه النتائج إنجازاً كبيراً للحزب".

بدورها، حصلت قائمة التحالف الفحماوي على مقعدين بالمجلس البلدي في أم الفحم برئاسة المحامي أحمد خليفة وأدهم جبارين، سكرتير التجمع بفرع أم الفحم.

وتعليقًا على هذه النتائج، قال جبارين، إنها "إنجاز لقائمة التحالف الفحماوي. نحن لم نعمل على الحملة الانتخابية إلا في الأيام الأخيرة وذلك بسبب الحرب على غزة وأيضاً اعتقال الزميل أحمد خليفة لمدة 4 أشهر، وهو مبعد وفي حبس منزلي منذ أسبوعين"، مضيفًا في حديث لـ"العربي الجديد" أنه "مما لا شك فيه أن الناس تجاوبت وقدرت مجهودنا بالرغم من نسبة التصويت المتدنية في أم الفحم التي لم تتجاوز 50 بالمائة".

وأضاف: "لنا رصيد في عملنا فنحن موجودون في الميدان مع أهالي أم الفحم على مدار العام في النشاطات والمواقف الوطنية والتظاهرات والعمل الثقافي وفي الأيام التطوعية والمخيمات على مدار السنوات بشكل دائم، وهكذا تمت مضاعفة قوتنا".

وفي سخنين حصل حزب التجمع على مقعد المجلس البلدي وحافظ على قوته. وفي هذا السياق، قال المحامي سعيد غالية، عضو البدلية المنتخب حديثاً، إنّ "التجمع أبدى قوته وأظهر أن له ناسه ومؤيديه، أهمية العمل البلدي كبيرة وهناك الكثير من التحديات. نحن نرى أن العمل البلدي خدمة لكل الناس. المقعد في هذه الانتخابات كان 1010 أصوات، وحصلنا على 1407 أصوات. نجحنا مع فائض كبير".

المساهمون