أجرى نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري، اليوم الجمعة، مباحثات بشأن استئناف المفاوضات النووية في فيينا، مع المبعوث الروسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف.
وكان باقري قد وصل، مساء أمس الخميس، إلى العاصمة الروسية موسكو. وقال بعيد وصوله إنه سيجري خلال الزيارة مباحثات مع المسؤولين الروس بشأن "آليات استئناف المفاوضات لإلغاء العقوبات الظالمة المفروضة ضد الشعب الإيراني".
وأضاف نائب وزير الخارجية الإيراني، في تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني، أنه سيبحث أيضاً مع المسؤولين الروس العلاقات الإيرانية الروسية، وآخر التطورات الإقليمية والدولية.
وأوضح السفير الإيراني لدى روسيا، كاظم جلالي، أمس الخميس، أن باقري يزور موسكو تلبية لدعوة نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف.
إلى ذلك، قال المندوب الروسي في مفاوضات فيينا النووية، ميخائيل أوليانوف، أمس الخميس في تغريدة عبر "تويتر"، إن الزيارة "لا تعني إيجاد مسار منفصل عن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، بل إنها إجراء عادي في إطار المشاورات الثنائية، مثل ما حدث أمس (الأربعاء) بين إيران والاتحاد الأوروبي في بروكسل". وختم أوليانوف تغريدته بالقول: "إننا نتطلع إلى استئناف مفاوضات فيينا".
To prevent speculations I can assure you that this is not an establishment of a separate track of negotiations on #JCPOA. Just normal practice of bilateral consultations similar to those which #Iran and #EU had yesterday in Brussels. We look forward to resumption of #ViennaTalks. https://t.co/5rPkR9PDAC
— Mikhail Ulyanov (@Amb_Ulyanov) October 28, 2021
وتأتي زيارة نائب وزير الخارجية الإيراني إلى روسيا، بعد زيارة قام بها إلى بروكسل، حيث أجرى مباحثات مع نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، توجت بالاتفاق على استئناف مفاوضات فيينا النووية قبل نهاية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لكن الموعد لم يُحدد بعد، وفقاً لما ورد في تغريدة لباقري أول من أمس الأربعاء، بعيد لقائه مورا.
وأشار باقري إلى أنه سيتم الإعلان عن "التاريخ الدقيق لاستئناف المفاوضات الأسبوع المقبل"، موضحاً: "أجريت حواراً جاداً وبنّاءً مع إنريكي مورا بشأن العناصر الضرورية لمفاوضات ناجحة". كما قال خلال لقائه المفاوض الأوروبي في بروكسل إن "الجمهورية الإسلامية لن تتنازل عن مطلبها بالحصول على ضمانات لعدم تكرار النكث بالعهد والسلوك غير القانوني لبقية الأطراف"، وفقاً لما أوردته وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، مؤكداً أن "ما يهم إيران هو رفع مؤثر للعقوبات وعودة علاقاتها التجارية والاقتصادية إلى حالة طبيعية". وأضاف أن "أي اتفاق يجب أن يحقق هذه المطالب الإيرانية".
الاتحاد الأوروبي: إيران وأطراف الاتفاق النووي يحاولون تحديد موعد لاستئناف المحادثات
واليوم الجمعة، قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي إنّ هناك محاولات بين إيران والقوى العالمية لتحديد موعد لاستئناف محادثات إحياء الاتفاق النووي في فيينا في أقرب وقت ممكن.
وبعدما كان كبير المفاوضين الإيرانيين قد قال في أعقاب محادثات في بروكسل هذا الأسبوع إنّ المفاوضات ستستأنف في فيينا بنهاية نوفمبر/تشرين الثاني، ذكر المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو أنّ الاجتماع الذي جرى في 27 أكتوبر/تشرين الأول في بروكسل كان "مثمراً" و"ساعد في تحديد سبل للمضي قدما لاستئناف المفاوضات في فيينا".
وأضاف ستانو في إفادة دورية، وفق ما أوردته "رويترز"، "نتعاون مع الشركاء الآخرين، بما في ذلك إيران والأطراف الأخرى الموقعة (على الاتفاق النووي) لتحديد موعد في أقرب وقت ممكن في فيينا".
من جهتها، علقت الولايات المتحدة الأميركية على التطورات الجديدة، داعية إيران إلى إبداء "حسن نية" والعودة سريعاً إلى مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، في بيان مساء الأربعاء: "نحن على استعداد للعودة إلى مفاوضات فيينا، وعلى قناعة بأنه لا يزال من الممكن الوصول سريعاً إلى اتفاق لعودة الطرفين إلى الامتثال التام لبنود الاتفاق النووي وتنفيذه".
وأشار المتحدث الأميركي إلى تركيز الجولة المقبلة من مفاوضات فيينا على حلّ القضايا العالقة "القليلة" المتبقية بعد الجولة السادسة، محذراً في الوقت نفسه من أن "هذه النافذة لن تبقى مفتوحة إلى الأبد في ظل مواصلة إيران خطواتها النووية المستفزة".
وانطلقت مفاوضات فيينا في شهر إبريل/ نيسان الماضي، بشكل غير مباشر بين طهران وواشنطن، وبواسطة أعضاء الاتفاق النووي، بغية إحياء هذا الاتفاق، لكنها توقفت في 20 يونيو/ حزيران الماضي بعد انتهاء الجولة السادسة، بناء على طلب من إيران بحجة الانتخابات الرئاسية وانتقال السلطة التنفيذية فيها، لكن المفاوضات لم تستأنف بعد، على الرغم من مرور أكثر من 3 أشهر على الانتخابات الرئاسية.