انتقد نائب إيراني متشدد، اليوم الثلاثاء، المتظاهرات اللواتي خلعن الحجاب الإلزامي، واصفاً إياهن بالمومسات، ليضفي بذلك مزيداً من الصعوبة على موقف الحكومة، وسط احتجاجات درامية أعقبت وفاة مهسا أميني (22 عاماً) أثناء احتجازها من شرطة الأخلاق في البلاد.
اللغة القاسية التي استخدمها محمود نابافيان، وهو مشرع من طهران، تتناقض بشكل حاد مع مناشدة رجل الدين البارز آية الله العظمى حسين نوري حمداني، الذي حث الحكومة الأحد على الاستماع إلى مطالب الشعب.
أثار مصير أميني، وهي امرأة كردية إيرانية توفيت أثناء احتجازها من قبل شرطة الأخلاق بسبب حجابها غير اللائق، الاضطرابات في جميع أنحاء إيران.
وامتدت الاحتجاجات إلى 46 مدينة على الأقل، بما في ذلك العاصمة طهران، وتشهد بلدات وقرى عنفاً واشتباكات في الشوارع مع قوات الأمن على نحو لم تشهده إيران منذ سنوات.
كذلك اندلعت احتجاجات تضامنية في أوروبا والولايات المتحدة وأجزاء من الشرق الأوسط، ففي مدينة ذات أغلبية كردية في سورية نزلت آلاف النساء إلى الشوارع الإثنين يحملن ملصقات عليها صورة أميني.
في جميع أنحاء إيران خلعت نساء عاديات وشخصيات عامة، بما في ذلك ممثلات إيرانيات، الحجاب احتجاجاً، فيما قامت أخريات بقص شعورهن في الأماكن العامة للتضامن مع المتظاهرين.
وأشار التلفزيون الإيراني الرسمي إلى مقتل ما لا يقل عن 41 متظاهراً وشرطياً منذ بدء الاحتجاجات في 17 سبتمبر/ أيلول.
وأفاد إحصاء لوكالة أسوشيتد برس، يستند إلى تصريحات رسمية، بأن هناك ما لا يقل عن 13 قتيلاً، فضلاً عن اعتقال أكثر من 1400 متظاهر.
ونقل موقع "فارارو" الإخباري عن النائب محمود نابافيان قوله "هؤلاء المشاغبات خرجن لممارسة الدعارة"، وأشار إلى أن خلع الحجاب يشبه التعري في الأماكن العامة لجذب انتباه الذكور.
ألقى نابافيان باللوم على النساء والرجال المشاركين في الاحتجاجات، قائلاً إنهم مذنبون بارتكاب "نجاسات" يجب إزالتها.
فيما كانت لهجة حمداني مختلفة بشكل صارخ، فقد نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إيرانا) عن رجل الدين البارز قوله "من الضروري أن يستمع المسؤولون لمطالب الناس وأن يحلوا مشاكلهم وأن يكونوا حساسين لحقوقهم".
في غضون ذلك، حذر رئيس القضاء الإيراني غلام حسين محسني إجئي الشخصيات العامة والشهيرة التي دعمت المتظاهرين علانية، بأنه يتعين عليهم دفع تعويضات عن الأضرار التي لحقت بالممتلكات العامة بسبب الاحتجاجات.
ونصح وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني عباس صالحي بأن على الممثلات اللواتي خلعن الحجاب على مواقع التواصل الاجتماعي محاولة العثور على وظائف أخرى، مما يعني أن الوزارة يمكن أن تمنعهن من العمل في مهنتهن.
فيما قالت لجنة حماية الصحافيين، في وقت متأخر من الإثنين، إن إيران اعتقلت ما لا يقل عن 20 صحافياً منذ بدء الاضطرابات، ودعت الجهات الرسمية إلى إطلاق سراح الصحافيين ووقف حملتها القمعية على وسائل الإعلام.
وقال منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بلجنة حماية الصحافيين شريف منصور إنه "يجب على السلطات الإيرانية أن تخجل من نفسها لتدبيرها هذه الحملة الوحشية (...) لقد أثبتوا فشلهم في فهم أن قمع الأصوات المعارضة يؤدي فقط إلى زيادة المعارضة".
وكانت وكالة أنباء هاوار التي يديرها الأكراد السوريون قد أفادت باندلاع احتجاجات في المنطقة الشمالية الشرقية التي تقطنها أغلبية كردية في سورية، حيث نظمت آلاف النساء مسيرة الإثنين تضامناً مع الإيرانيات.
في مدينة القامشلي رفعت المحتجات صوراً لأميني، وقرب نهاية المسيرة، قامت نسوة، بينهن امرأة مسنة، بقص شعورهن وإلقاء أحجبتهن على الأرض وإشعال النار فيها.
وهتفت المتظاهرات "عاشت الحرية.. المرأة تطالب بحياة حرة.. الثورة في أيدينا"، و"المرأة، الحياة، الحرية".
(أسوشييتد برس)