مَن أنجم تشودري المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة في بريطانيا؟

30 يوليو 2024
تشودري يغادر سجناً في لندن إثر عقوبة سابقة، 19 أكتوبر 2018 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **إدانة أنجم تشودري**: حُكم على الداعية الإسلامي البريطاني الباكستاني أنجم تشودري بالسجن مدى الحياة بحد أدنى 28 عاماً لإدارة منظمة إرهابية محظورة ومحاولته إعادة تطوير شبكة "المهاجرين".

- **نشاطات تشودري المتطرفة**: بعد إطلاق سراحه، عقد محاضرات عبر الإنترنت مشجعاً الشباب على التطرف، وكشفت التحقيقات دوره في توجيه "المهاجرين" وتشجيع الدعم لها.

- **تأثير تشودري والإدانات السابقة**: أعلن الولاء لداعش في 2014، وأدين في 2016 بدعوة الدعم لمنظمة محظورة، وتعرض لعقوبات دولية وتجميد أصوله.

حُكم اليوم الثلاثاء على الداعية الإسلامي البريطاني الباكستاني أنجم تشودري (57 عاماً)، بالسجن مدى الحياة، بحد أدنى 28 عاماً، بعد إدانته بإدارة منظمة إرهابيّة محظورة. تشودري المعروف بـ"أبو لقمان"، كان من مؤسسي منظمة المهاجرين الإسلاميّة في بريطانيا عام 1996، التي تعتبر "وجه الإسلامويّة المتطرفة" في بريطانيا، بحسب العديد من المراقبين والتقارير، وهي المنظمة التي حظرتها الحكومة البريطانيّة عام 2010.

وبحسب الحكم الصادر اليوم، سوف يقضي أنجم تشوردي أكثر من 26 عاماً في السجن إجمالاً، بسبب الوقت الذي قضاه بالفعل في الحجز، مما يعني أنه لن يكون مؤهلاً للإفراج عنه قبل سن الـ85. واعتُقل تشوردي عام 2021 بسبب محاولاته إعادة تطوير شبكة المهاجرين في عام 2021، بعد إطلاق سراحه من عقوبة بالسجن لمدة خمس سنوات ونصف، لدعوة أتباعه لدعم مقاتلي تنظيم داعش في سورية. وبعد إطلاق سراحه من تلك العقوبة، بدأ تشودري في عقد محاضرات عبر الإنترنت مع أتباعه في أميركا الشماليّة.

وفي جلسة النطق بالحكم في محكمة وولويتش اليوم، قال القاضي لتشودري إنه كان "في المقدمة في إدارة منظمة إرهابيّة"، و"شجّع الشباب على النشاط المتطرف". كما قال القاضي وال، بحسب ما نقلته شبكة بي بي سي البريطانية، إن مجموعة أنجم تشودري كانت "منظمة متطرفة تهدف إلى نشر الشريعة الإسلامية بوسائل عنيفة، إلى أكبر قدر ممكن من العالم". وتقول شرطة مكافحة الإرهاب إنه كان له "تأثير متطرف على الإرهابيين".

وأدين أنجم تشوردي، الأسبوع الماضي، بتولي "دور الوصي" في توجيه "المهاجرين" المحظورة، بينما كان مؤسسها في السجن. كما أدين بتشجيع الدعم لها من خلال محاضرات عبر الإنترنت، من خلال ما يُسمى بجمعية المفكرين الإسلاميين، والتي قال المدعون إنها اسم آخر لمجموعة المهاجرين المحظورة. وجاء ذلك بعد تحقيق أجرته شرطة العاصمة، وشرطة نيويورك، وشرطة الخيالة الملكيّة الكنديّة.

ونجح ضباط سريون من أجهزة الأمن الكنديّة والأميركيّة في التسلل إلى محادثاته عبر الإنترنت التي تروج للأيديولوجيّة الجهاديّة. وقال القاضي وال إنه في حوالي 30 محاضرة شجع تشودري أعضاء "جمعيّة المفكرين الإسلاميين"، وهو الاسم الرمزي لشبكة المهاجرين، على الوعظ في الشوارع وأعمال العنف. ووجه القاضي كلامه لتشوردي قائلاً: "لقد قمت بإخفاء هذه النصائح على أنها دروس في العقيدة، ولكنك لم تدرك أن هذه المحاضرات كانت تهدف إلى تحريض أتباعك على الكراهية والعنف".

وفي عام 2023، سُجن شقيقان من مدينة برمنغهام بعد اعترافهما بأنهما خططا للانضمام إلى فرع تنظيم داعش في أفغانستان. وقد وصف أحدهما، أنجم تشودري على وجه التحديد بأنه مصدر إلهام. وجاء في أقوال القاضي اليوم: "أنا متأكد من أنك ستستمر في نشر رسالتك عن الكراهية والانقسام في المستقبل، فأنت لست شخصاً يمكن تحويله عن هذا المسار. إن المخاطر التي تشكّلها تكمن في مهاراتك التنظيميّة ومهاراتك الخطابية، ولا يمكنني في الوقت الحالي أن أتوقع وقتاً تتوقف فيه عن كونك خطيراً".

أنجم تشودري أعلن الولاء لـ"داعش" والبغدادي

وبدأ ظهور اسم تشوردي في الإعلام البريطاني والعالمي بشكل أكبر في صيف 2014، بعد أن أعلن الولاء لـ"خلافة الدولة الإسلامية" (أي تنظيم داعش)، و"خليفتها" أبو بكر البغدادي عبر سكايب. وبعد عامين، أدين بموجب قانون الإرهاب لعام 2000 بتهمة دعوة الدعم لمنظمة محظورة، وهي تنظيم داعش في العراق والشام. وقد خضع بعد ذلك لعقوبات من قبل وزارة الخارجيّة الأميركيّة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتجميد أصوله. وقد أدانته الجماعات والجمعيّات الإسلامية السائدة في بريطانيا، وانتقدته بشدة وسائل الإعلام في المملكة المتحدة.

وكان أنجم تشودري من مؤسسي أو مساعد في تأسيس سلسلة من المنظمات الجديدة التي اعتبرت وجهاً جديداً لمنظمة المهاجرين المحظورة، لكن تحت أسماء جديدة مثل الغرباء، والإسلام من أجل المملكة المتحدة، والشريعة من أجل المملكة المتحدة، والشريعة من أجل بلجيكا. ومن بين القضايا المثيرة للجدل التي تبناها تشودري والمجموعة، التصريحات التي أدلى بها والداعية لتطبيق الشريعة في جميع أنحاء المملكة المتحدة وأوروبا والعالم الأوسع، وتحويل المعالم البريطانيّة الشهيرة مثل قصر باكنغهام، وعامود نيلسون إلى قصور لخليفة ومآذن ومساجد.

كما كانت هناك تصريحات تثني على المسؤولين عن هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 في نيويورك وهجمات 7 يوليو/تموز عام 2005 في لندن؛ وتصريحات تدعو إلى إعدام البابا لانتقاده النبي محمد؛ وإعلان أن المسلمين يرفضون مفاهيم حريّة التعبير والديمقراطيّة وحقوق الإنسان.

دلالات