موقف واشنطن القائم على التوازن في النزاع الأوكراني يزداد تعقيدا

10 ابريل 2022
أغرقت واشنطن أوكرانيا بالأسلحة الخفيفة ورفضت تزويدها أسلحة ثقيلة (فرانس برس)
+ الخط -

أصبح موقف الولايات المتحدة القائم على التوازن بين تقديم مساعدة عسكرية كبرى إلى أوكرانيا مع تجنب توسع رقعة النزاع إلى دول أخرى في الوقت نفسه، أكثر صعوبة للالتزام به في وقت تتزايد الصور عن انتهاكات منسوبة إلى الجيش الروسي.

ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، قامت الولايات المتحدة بإغراق أوكرانيا بالأسلحة الخفيفة مثل صواريخ جافلين المضادة للدبابات المحمولة على الكتف، لكنها رفضت على الدوام تسليمها أسلحة ثقيلة خصوصا طائرات مقاتلة، مشيرة إلى أن هذا "يمكن أن يعتبر مزايدة" ويزيد من مخاطر نشوب نزاع نووي مع روسيا.

وهم يتحدثون بانتظام عن تكنولوجيا أميركية غير مألوفة للأوكرانيين لتبرير النطاق المحدود للأسلحة التي يزودونها ويدعون بدلا من ذلك دول الكتلة السوفييتية السابقة التي لا تزال تملك أسلحة روسية الصنع إلى القيام بذلك.

لكن بعد النكسات العسكرية للجيش الروسي وجرائم الحرب التي نسبت إليه، تجد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نفسها تحت ضغط من أعضاء الكونغرس من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء للقيام بالمزيد من أجل مساعدة كييف على هزيمة روسيا.

وقال السناتور الديمقراطي النافذ ريتشارد بلومنتال الخميس خلال جلسة استماع في الكونغرس لكبار المسؤولين العسكريين الأميركيين: "يبدو لي أن استراتيجيتنا غالبا ما تبدو وكأنها انفصام في الشخصية: نريد أن ينتصر الأوكرانيون على روسيا لكننا نخشى أن تؤدي خسارة بوتين إلى تصعيد".

من جهته، قال السناتور الجمهوري كيفين كرايمر "هل نتساءل عما إذا كان فلاديمير بوتين يخشى يوما ما أن تكون مذابحه ضد النساء والأطفال تصعيدا"، معربا عن أسفه بشكل خاص لأن البنتاغون لم يقم بتسهيل تسليم مقاتلات ميغ-29 إلى كييف.

- تدريب ولوجستية-

باستثناء إغلاق المجال الجوي الذي يؤمنه حلف شمال الأطلسي مع خطر حصول مواجهة مباشرة مع الطيران الروسي، تبدو خيارات البنتاغون محدودة في الواقع.

فالأسلحة الثقيلة للولايات المتحدة لا تتوافق مع الأسلحة التي يملكها الجيش الأوكراني وتدريب الجنود الأوكرانيين على استخدامها سيتطلب إخراجهم من ساحة المعركة لعدة أسابيع في وقت يحضر فيه لهجوم روسي كبير على مناطق دونباس التي لا تسيطر عليها موسكو.

تقول مصادر البنتاغون إن دبابات أبرامز، على سبيل المثال، يتم تشغيلها بواسطة محرك توربيني كثيف الوقود للغاية يتطلب دعما لوجستيا هائلا ويتطلب استخدام تصويب الهدف بالليزر تدريبا مكثفا.

أما الطائرة المقاتلة "إيه-10 وارثوغ" التي أشار إليها بلومنتال كإضافة محتملة للمساعدة العسكرية لأوكرانيا، فمعروفة بمرونتها وقدرتها على العودة إلى قاعدتها مع أضرار جسيمة. لكن يجب تدريب الطيارين لعدة أسابيع وقبل كل شيء يجب إنشاء سلسلة إمداد لوجستية كاملة لضمان صيانتها.

وردا على انتقادات أعضاء الكونغرس، نشر البيت الأبيض لائحة شاملة بالمعدات التي تم توفيرها لأوكرانيا حتى الآن: 1400 نظام ستينغر المضاد للطائرات وخمسة آلاف صاروخ جافلين المضاد للدبابات وسبعة آلاف سلاح آخر مضاد للدبابات ومئات من الطائرات بدون طيار "سويتشبلايد" وسبعة آلاف بندقية هجومية و50 مليون رصاصة وذخيرة مختلفة و45 ألف دفعة من السترات والخوذ الواقية من الرصاص وصواريخ موجهة بالليزر وطائرات بدون طيار من طراز "بوما" ورادارات مضادة للمدفعية ومضادة للطائرات بدون طيار ومركبات مدرعة خفيفة وأنظمة اتصالات آمنة وحماية من الألغام.

ورد الناطق باسم البنتاغون جون كيربي الجمعة، على هذه الانتقادات. وقال إن "الفكرة القائلة بأننا لا نقوم بما يكفي ولا بالسرعة الكافية تثير غضبنا بشدة".

منذ وصوله إلى البيت الأبيض، رصد الرئيس جو بايدن 2,4 مليار دولار للمساعدة العسكرية لأوكرانيا "وهو ما يعادل تقريبا موازنة الدفاع الأوكرانية".

وبعد أن ذكر بأنه إلى جانب الأسلحة التي قدمت الى كييف، زادت الولايات المتحدة عدد عناصرها العسكريين في أوروبا من ثمانين ألفا إلى مئة ألف في منتصف شباط/فبراير وأرسلت بطارية باتريوت المضادة للطائرات إلى سلوفاكيا لتعويض نظام إس -300 روسي الصنع الذي سلمته براتيسلافا إلى كييف، شدد على أن الجهود كانت "غير مسبوقة".

وأشار إلى أنه "لا يوجد بلد آخر لديه القدرة اللوجستية على القيام بذلك. ولا توجد دولة أخرى لديها الموارد للقيام بذلك"، مشددا على أنه "في الوقت نفسه نبقي في الأذهان أن روسيا قوة نووية".

 

(فرانس برس)