لقاء لافروف وعبد اللهيان: موسكو تعلن تلقي ضمانات من واشنطن بشأن النووي الإيراني وطهران تأمل دعم "اتفاق قوي"
أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، أن موسكو تلقت ضمانات مكتوبة من واشنطن بشأن الاتفاق النووي الإيراني، وذلك خلال استقباله نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الذي حل بروسيا في زيارة رسمية.
وأوضح لافروف أن موسكو تسعى لاستئناف الاتفاق النووي في أقرب وقت ممكن، مضيفا أن بلاده تلقت تأكيدات مكتوبة من واشنطن بأن العقوبات لن تعوق التعاون في إطار عمل اتفاق إيران النووي.
وفيما أشار لافروف إلى أن اتهامات الولايات المتحدة لروسيا بعرقلة الاتفاق النووي غير صحيحة، شدد نظيره الإيراني على "عدم وجود علاقة بين أحداث أوكرانيا وعلاقة الصداقة بيننا وبين روسيا".
وقال كذلك إنه دعا لافروف لزيارة طهران قريباً.
وأعرب عبد اللهيان عن أمله في أن تؤدي زيارته لموسكو إلى دعمها "اتفاقاً نووياً جيداً ومستقراً وقوياً"، موضحاً أن موسكو دعمت حتى الآن محادثات فيينا لرفع العقوبات عن بلاده.
في المقابل، قال لافروف، خلال استقباله نظيره الإيراني بموسكو، إن "الاتفاق على إحياء الاتفاق النووي الإيراني صار في المرحلة النهائية"، وفق ما أوردته وكالة "رويترز".
وأضاف عبد اللهيان أنه سيناقش تطورات مفاوضات فيينا خلال لقائه لافروف، فضلا عن بحث نتائج زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لروسيا خلال الشهر الماضي.
وأكد أن إيران تندد بالعقوبات الغربية "الأحادية" على روسيا، قائلا إن بلاده تدين الحرب أينما تحدث.
وأضاف لافروف: "إنني على ثقة بأن آفاق المفاوضات باتت أوضح، وخاصة أننا وصلنا إلى المرحلة الأخيرة من حلحلة الوضع بالنسبة لإحياء الاتفاق النووي".
في الأثناء، نبه الكرملين الغرب اليوم الثلاثاء إلى ضرورة ضمان مصالح روسيا المرتبطة بالاتفاق النووي.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحافيين "العقوبات على روسيا تؤثر بشكل مباشر على مصالح بلادنا في إطار ذلك الاتفاق".
وأضاف "لذا يجب أخذ العقوبات في الحسبان... هذا جانب جديد لا يمكن تجاهله ويجب أخذه بعين الاعتبار".
وعشية زيارة عبد اللهيان، أوضحت وزارة الخارجية الروسية أنها تشكل امتدادا للحوار المنتظم بين وزيري خارجية البلدين، قائلة في بيان: "سيركز الوزيران على الوضع حول خطة العمل الشاملة المشتركة للبرنامج النووي الإيراني في سياق العملية التفاوضية التي بلغت مرحلتها الختامية في فيينا".
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن، الجمعة، عن "توقّف" الجولة الثامنة من المفاوضات بشأن برنامج إيران النووي. وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، الذي يعتبر أيضاً كبير منسقي الاتفاق النووي والمفاوضات الجارية لإحيائه، إن هناك حاجة إلى وقفةٍ في محادثات فيينا.
ولفت بوريل، في تغريدة عبر "تويتر"، إلى أنّ النص النهائي المتعلّق بإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية "جاهز بشكل أساسي وعلى الطاولة"، لكن هناك حاجة إلى وقفةٍ في المحادثات، بسبب "عوامل خارجية".
ولم يسمِّ بوريل "العوامل الخارجية" التي أدت إلى وقفةٍ بالمفاوضات في جولتها الثامنة، لكنه على ما يبدو يشير بذلك إلى العامل الروسي، حيث باتت موسكو تطالب واشنطن بتقديم ضمانات مكتوبة بألا تؤثر العقوبات المفروضة عليها بسبب الحرب الأوكرانية على علاقاتها التجارية والاقتصادية والعسكرية مع إيران، غير أن الإدارة الأميركية رفضت الطلب الروسي.
إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة أكد، أمس الإثنين، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن العقبة الأساسية أمام المفاوضات هي عدم اتخاذ الولايات المتحدة "قرارات سياسية لازمة" للتوصل إلى اتفاق، متهماً إياها والغرب بأنهما يركزان الأنظار على المطالب الروسية كعقبة أمام الاتفاق.
إلى ذلك، أضاف بيان الخارجية الروسية أنه "سيتم تناول الوضع الراهن في أوكرانيا في سياق العملية العسكرية الخاصة التي يقوم بها الجيش الروسي"، كما يسمي الإطار الرسمي بموسكو الاجتياح الروسي لأوكرانيا.
وتعليقا على الملف السوري، تابع: "يتلخص الموقف المبدئي لموسكو وطهران في دعم الاحترام غير المشروط لسيادة سورية ووحدة أراضيها، والحق المشروع للسوريين في تحديد مستقبل بلادهم بمعرفتهم. يعطي الطرفان أهمية كبرى للتفاعل الفعال في إطار أستانة".
كما سيتبادل الوزيران في إطار المحادثات الآراء حول القضايا الإقليمية الملحة الأخرى، بما فيها الوضع في قزوين وأفغانستان وجنوب القوقاز ومنطقة الخليج واليمن والتسوية الشرق أوسطية.
وأعربت الخارجية الروسية عن ترحيب موسكو بقرار بدء عملية قبول إيران في عضوية منظمة شنغهاي للتعاون الذي تم اتخاذه في إطار قمة المنظمة في العاصمة الطاجيكية دوشنبه في سبتمبر/ أيلول الماضي، مشيدة بالتقدم في مفاوضات إبرام الاتفاقية المتكاملة للتجارة الحرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي (يضم روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقرغيزستان).
وكان لافروف وعبد اللهيان قد تواصلا هاتفيا في 7 مارس/ آذار الجاري، والتقيا في موسكو في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، على هامش زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لروسيا.