استبعد الكرملين، اليوم الخميس، احتمال حصول وساطة صينية لوقف المعارك في أوكرانيا، معتبراً أنّ روسيا ليس لديها خيار سوى مواصلة هجومها.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، للصحافيين: "بالطبع تحظى الصين بإمكانية هائلة وفعالة حين يتعلق الأمر بخدمات الوساطة".
وأضاف: "لكن الوضع مع أوكرانيا معقد، وليس هناك أي أفق لحصول تسوية سياسية. وفي الوقت الحالي، ليس لدينا حل آخر غير مواصلة العملية العسكرية الخاصة"، مستخدماً التعبير الروسي لوصف غزو أوكرانيا.
كان بيسكوف يرد على أسئلة عن احتمال حصول وساطة صينية بعدما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بكين إنه يعوّل على نظيره الصيني شي جين بينغ المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، "لإعادة روسيا إلى رشدها".
خلال قمة في موسكو في مارس/ آذار، عبّر بوتين وشي عن توافقهما، وقدما نفسيهما كحليفين استراتيجيين مصممين على مقاومة الهيمنة الأميركية.
في الأثناء، نقلت وكالة رويترز عن مصدر دبلوماسي فرنسي قوله إنّ الصين مستعدة للعمل مع فرنسا من "أجل الضغط أكثر" لإجراء محادثات لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأضاف المصدر أنّ الرئيس الصيني أشار إلى أنه مستعد للاتصال هاتفياً بنظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، متى سمح له الوقت بذلك، كاشفاً عن أنّ ماكرون طلب من بكين الامتناع عن تزويد روسيا بأي شيء يمكنها استخدامه "في حربها بأوكرانيا".
في السياق ذاته، حذّرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الحكومة الصينية من إرسال أسلحة إلى روسيا لمساعدتها في حربها ضدّ أوكرانيا، مؤكّدة أنّ ذلك "سيضرّ بشدة" بالعلاقات بين بروكسل وبكين.
وقالت فون دير لايين، خلال مؤتمر صحافي على هامش زيارتها بكين برفقة الرئيس الفرنسي: "نعوّل على عدم إرسال الصين معدّات عسكرية، بشكل مباشر أو غير مباشر، إلى روسيا، لأنّنا نعلم جميعاً أنّ تسليح المعتدي سيكون مخالفاً للقانون الدولي، وسيضرّ بشدّة بعلاقتنا".
بالمقابل، رحّبت المسؤولة الأوروبية بالموقف "الإيجابي" الذي اتّخذه الرئيس الصيني خلال قمّتهما التي شارك فيها أيضاً ماكرون، والتي أبدى فيها استعداده للاتصال بزيلينسكي "عندما يحين الوقت".
وقالت: "كان مثيراً للاهتمام أن نسمع الرئيس شي يكرّر رغبته في التحدّث (مع زيلينسكي)، عندما يصبح الظرف والوقت مناسبين. أعتقد أنّ هذا عنصر إيجابي".
ووضعت الصين مسودة خطة سلام لأوكرانيا، لكن هذه الخطة لا تزال غامضة جداً ونظرية، حيث تشدد بكين على مبادئ متناقضة، مثل احترام وحدة أراضي الدول، بالتالي أوكرانيا، والدفاع عن المصالح الدبلوماسية والأمنية لروسيا.
وإن كانت الصين تؤكد رسمياً حيادها، فإن شي جين بينغ لم يدن الهجوم الروسي إطلاقاً، ولم يتحدث مع زيلينسكي.
أكدت أوكرانيا عدة مرات أن السلام يمر عبر انسحاب القوات الروسية من كل أراضيها. من جهتها، تطالب موسكو كحد أدنى بتخلي كييف عن المناطق الخمس التي أعلن بوتين ضمها.
(فرانس برس، العربي الجديد)