مودي يفوز بانتخابات الهند وسط قلق الأقليات

05 يونيو 2024
مودي (في الوسط) يحتفل بفوزه، 4 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في الانتخابات الهندية الأخيرة، حقق حزب بهاراتيا جاناتا بقيادة ناريندرا مودي فوزًا مع تراجع ملحوظ في الغالبية البرلمانية لأول مرة منذ عقد، وسط قلق الأقلية المسلمة بسبب الحملة الانتخابية التي استهدفت الغالبية الهندوسية.
- حزب المؤتمر المعارض شهد تقدمًا كبيرًا، مضاعفة عدد مقاعده، مما يعكس رفض الناخبين لسياسات مودي، الذي وعد بـ"قرارات كبيرة" و"فصل جديد من التنمية" رغم فقدان الغالبية المطلقة.
- المسلمون في الهند يزداد قلقهم بشأن مستقبلهم تحت حكم مودي، خاصة مع تعهده بقانون مدني مشترك قد يؤثر على قوانينهم الدينية، لكن وجود معارضة قوية يمنح بعض الأمل لديمقراطية سليمة ومستقبل أفضل.

فاز حزب بهاراتيا جاناتا، بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحلفاؤه، في الانتخابات الهندية التي استمرت لأسابيع، ولكن النتائج أظهرت تراجع الحزب، فقد خسر غالبيته البرلمانية للمرة الأولى منذ عقد، وهو ما اعتبرته المعارضة رسالة واضحة من الناخبين.

وبرغم توقع المراقبين والاستطلاعات فوزاً ساحقاً لمودي، فإن حملته التي سعت لكسب تأييد الغالبية الهندوسية أثارت قلق المسلمين الذين يتجاوز عددهم 200 مليون، مما زاد المخاوف المرتبطة بحقوق الأقليات. وقد حصل تحالف بهاراتيا جاناتا على غالبية برلمانية مطلقة، وفق الأرقام الصادرة عن مفوضية الانتخابات مساء الثلاثاء.

إلا أنّ "بهاراتيا جاناتا" حصل بمفرده على 240 مقعداً، مقارنة بـ303 مقاعد في الانتخابات السابقة، مما يعني أنه سيضطر للاعتماد على شركائه. وقال مودي أمام حشد من أنصاره في نيودلهي إن الهند أعطت الحزب وحلفاءه تفويضاً "لولاية ثالثة متتالية"، مؤكداً أن الولاية الثالثة ستشهد اتخاذ "قرارات كبيرة" وكتابة "فصل جديد من التنمية".

زعيم المعارضة في الهند: البلاد قالت لناريندرا مودي لا نريدك

لكن المعارضة، بما في ذلك حزب المؤتمر، حققت تقدماً ملحوظاً، فقد فاز حزب المؤتمر بـ99 مقعداً، تقريباً ضعف ما حصل عليه في 2019. وعلّق زعيم حزب المؤتمر راهول غاندي قائلاً "البلاد قالت لناريندرا مودي +لا نريدك+".

ومع فرز أكثر من 99% من الأصوات، بلغت حصة بهاراتيا جاناتا من الأصوات 36.7%، وهي نسبة أقل بقليل من تلك المسجلة في آخر انتخابات. وأعيد انتخاب مودي عن دائرته الانتخابية التي تمثل مدينة فاراناسي المقدسة لدى الهندوس بفارق 152300 صوت، مقارنة بنحو نصف مليون صوت قبل خمس سنوات.

وبدأت الاحتفالات في مقر حزب بهاراتيا جاناتا قبل الإعلان الكامل عن النتائج، كما سادت أجواء احتفالية في مقر حزب المؤتمر في نيودلهي. وقال النائب في الكونغرس راجيف شوكلا إن "بهاراتيا جاناتا فشل بالفوز بغالبية كبيرة وحده. إنها هزيمة معنوية بالنسبة لهم".

وتراجعت الأسهم نتيجة التوقعات بأن تعرقل الغالبية الأقل قدرة بهاراتيا جاناتا على تنفيذ الإصلاحات. وواجه معارضو مودي صعوبة في التصدي لحملة حزبه الضخمة، نتيجة للخلافات الداخلية والقضايا الجنائية التي يقولون إنها مدفوعة سياسياً.

المسلمون في الهند قلقون بعد فوز مودي

ويعتبر المسلمون في الهند، الذين يزيد عددهم عن 200 مليون نسمة، أن فوز حزب بهاراتيا جاناتا بولاية ثالثة، يجدد المخاوف بشأن مستقبلهم في الدولة العلمانية دستورياً. وقالت شابنام حق، ربة منزل من رانشي، لوكالة فرانس برس: "استهدف المسلمون علناً وقد جرت إساءة معاملتهم وإذلالهم".

ورغم حصول حزب مودي على مقاعد أقل، يرى البعض أن هذا يمثل بصيصاً من الأمل. ويعتقد سلمان أحمد صديقي، مصرفي من لكناو، لـ"فرانس برس"، أن "التمثيل السياسي المتنوع أمر بالغ الأهمية لديمقراطية سليمة، كما أن وجود معارضة قوية أمر حيوي".

وفي كشمير، ذات الغالبية المسلمة، قوبل قرار حكومة مودي في 2019 بإخضاع المنطقة لحكم نيودلهي المباشر وحملة القمع اللاحقة، باستياء شديد. وقال رياض أحمد من سريناغار إن الولاية الثالثة ستعني "المزيد من الصعوبات"، موضحاً أنه "إذا حاول أي شخص أن يقول الحقيقة، فمن غير المؤكد أن يبقى حراً".

واتهم مودي خلال حملته الانتخابية بتكثيف الخطاب الذي يعزز الانقسام الديني، حيث أشار إلى المسلمين على أنهم "متسللون". ويرى أنور صديقي أن "حزب بهاراتيا جاناتا خاض هذه الانتخابات بناء على أجندة طائفية ومثيرة للانقسام".

وتعهّد حزب بهاراتيا جاناتا بعرض قانون مدني مشترك جديد للبلاد في ولايته الثالثة، وهو قانون تخشى الأقليات أن يتعدى على قوانينها الدينية.

ويخضع سكان الهند، البالغ عددهم 1,4 مليار شخص، لقانون جنائي عام، ولكن القوانين المتعلقة بالأحوال الشخصية مثل الزواج والطلاق والميراث تختلف بناء على التقاليد العرفية للمجتمعات والأديان المختلفة.

ويشير سعيد علام (32 عاماً)، وهو عامل بناء في غايا، في ولاية بيهار الشرقية، عن خشيته من "معاملة المسلمين باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية". وتابع "نواجه بالفعل الكثير من المشاكل" موضحاً "من يعلم ماذا سيحدث بعد ذلك".

ويرى سرور أحمد، وهو كاتب عمود في صحيفة في باتنا، في ولاية بيهار، أن "ما يخشاه المجتمع حقاً هو أن تتبنى الحكومة الجديدة نهجاً أكثر تشدداً تجاه المسلمين". لكن بالنسبة لمحمد ريحان (27 عاماً) في نيودلهي، فإن القوة البرلمانية الضعيفة لحزب بهاراتيا جاناتا تمثل الأمل في التغيير في المستقبل. وأضاف "لا يمكن لحزب بهاراتيا جاناتا البقاء في السلطة إلى الأبد".

(العربي الجديد، فرانس برس)

المساهمون