من يقف وراء اعتراض القوات الأميركية في الحسكة؟

20 ابريل 2022
يحرّك الجيش الأميركي دوريات يوميّة لتأكيد مناطق نفوذه (Getty)
+ الخط -

زادت عمليات اعتراض أهالٍ في الحسكة، شمال شرقي البلاد، طريق الدوريات الأميركية وإعادتها ومنعها من العبور، ضمن ما يسميه النظام السوري عمليات "المقاومة الشعبية" الرافضة وجود الجيش الأميركي في شمال شرقي سورية.

ونشرت وكالة أنباء النظام "سانا"، اليوم الأربعاء، صوراً قالت إنها لأهالٍ في قرى حامو ومسعدة وتل أحمد في ريف القامشلي يطردون عربات للجيش الأميركي، وقالت إن هذا الأمر يندرج في إطار تزايد ملحوظ لوتيرة الرفض الشعبي لوجود القوات الأميركية في المنطقة.

كذلك نشرت "سانا"، قبل يومين، مقطعاً مصوّراً لأطفال يلاحقون مدرعة أميركية بالحجارة وهي تغير طريقها، وأكدت أن الأهالي طردوا الدورية ومنعوها من إكمال مسيرتها.

وحول ما يحصل في الحسكة وردة فعل القوات الأميركية، أوضح مراسل "العربي الجديد" في الحسكة أن الجيش الأميركي يحرّك دوريات يومية في مناطق توجد فيها القوات الروسية وجيش النظام، ليؤكد مناطق نفوذه في سورية، وتنتشر هذه الدوريات من زاوية أقصى الشمال الشرقي على الحدود التركية – العراقية، وصولاً إلى القامشلي، مروراً بناحية اليعربية والمالكية والقحطانية والجوادية.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وأضاف أن اعتراض الدوريات الأميركية على نحو "شكلي" جنوب القامشلي يحدث على مسافة 10 كم جنوباً في بعض القرى الموالية للنظام، وهي قرى معدودة ذات طابع عشائري لها تحالفات مع النظام، وفي هذه المنطقة تنتشر حواجز لقوات "الدفاع الوطني" التابعة للنظام وحواجز للأمن العسكري فوج "كوكب".

ورغم أن القوات الأميركية تمر من هذه الحواجز نتيجة وجود قواعد اشتباك متعارف عليها، فإن النظام يدفع السكان لمحاولة اعتراضها, تارة عبر صبية صغار، وأحياناً عبر بعض المدنيين، من دون أن تقوم حواجزه بهذه المهمة.

ويرى الناشط الإعلامي أبو عمر البوكمالي، المقيم في المنطقة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن مسألة اعتراض القوات الأميركية بهذه الطريقة هي مجرد "بروباغندا" إعلامية يحاول من خلالها النظام الضغط على القوات الأميركية وإزالة الحرج عن نفسه بمرور هذه القوات عبر حواجزه دون أن يحرك ساكناً.

ويضيف البوكمالي أن الدوريات الروسية والأميركية وحتى التركية تسيّر باتفاقات بين هذه الدول في مناطق شمال شرقي سورية، والنظام السوري مضطر للرضوخ لها، موضحاً أن اعتراض هذه الدوريات بهذه الطريقة وقبله إعلان "المقاومة الشعبية" يعكسان "عجز النظام في التصرف من منطلق دولة وجيش قادر على تغيير الأمر الواقع".

وتتمركز القوات الأميركية، بشكل دائم أو مؤقت، في مناطق مختلفة من سورية، ضمن خريطة انتشار جعلتها أشبه بالطوق الذي يحيط بمنابع النفط والغاز السوري في منطقة شرق نهر الفرات، داخل مناطق تسيطر على غالبيتها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بمحاذاة الشريط الحدودي مع تركيا.

وحسب مصادر المعارضة السورية فإن أبرز مراكز انتشار هذه القوات مطار رميلان، حيث الآبار النفطية التي تخضع لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية". وأقامت الولايات المتحدة هذه القاعدة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016.