أعلن الديوان الأميري في الكويت، اليوم الأربعاء، تزكية أمير البلاد، الشيخ نواف الأحمد الصباح، لنائب رئيس الحرس الوطني، الشيخ مشعل الأحمد الصباح، ولياً للعهد، ومباركة أسرة آل الصباح لهذا الاختيار.
ويُعَدّ الشيخ مشعل الأحمد الصباح واحداً من أقطاب الأسرة الحاكمة في الكويت، ومن أبرز الشخصيات في البلاد، وهو المولود عام 1940 لأمير الكويت آنذاك الشيخ أحمد الجابر الصباح، والابن السابع له من زوجته مريم بنت مريط الحويلة، التي تنتمي إلى قبيلة العجمان، إحدى أكبر القبائل من ناحية الحضور السياسي والاجتماعي في الكويت.
ودرس الشيخ مشعل في المدرسة المباركية، وهي مدرسة كان يدرس فيها أبناء الشيوخ والأعيان، قبل أن يذهب للدراسة في كلية هندون للشرطة في بريطانيا، التي تخرج منها عام 1960.
وتدرج الشيخ مشعل الأحمد في السلك الأمني بوزارة الداخلية في الكويت، حيث عمل رئيساً لجهاز المباحث العامة بين أعوام 1967 و1980.
وأنشأ الشيخ مشعل جهاز "المباحث السياسية" الذي تحول إلى جهاز أمن الدولة، وهو الجهاز المختص بالمخابرات الداخلية والخارجية في الكويت.
وبعد خروجه من العمل الرسمي في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، تفرغ الشيخ مشعل الأحمد الصباح للعمل التجاري، إذ عمل ممثلاً تجارياً لأبناء الشيخ أحمد الجابر الصباح، ووكيلاً عن أملاك ورثته العقارية.
وفي عام 2004 قرر أمير البلاد الأسبق، الشيخ جابر الأحمد الصباح، تعيين الشيخ مشعل الأحمد نائباً لرئيس جهاز الحرس الوطني، خلفاً للشيخ نواف الأحمد الصباح، الذي أصبح بعد عامين فقط ولياً للعهد.
وشهد جهاز الحرس الوطني في عهد الشيخ مشعل الأحمد طفرة كبيرة على مستوى التسليح والتنظيم، وتحول إلى قوة أمنية وعسكرية مهمة، إضافة إلى اضطلاعه بأدوار جديدة في حراسة المنشآت النفطية والأمنية، في ظل التهديدات التي كانت تواجه البلاد بسبب سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين في ذلك الوقت.
قضى الشيخ مشعل معظم حياته المهنية في المساعدة في بناء أجهزة الأمن والدفاع في البلاد
ويملك الشيخ مشعل الأحمد اهتماماً كبيراً بالتراث والشعر وهوايات في الصيد والفروسية، وسبق له أن تولى رئاسة "ديوانية شعراء النبط" عام 1977.
وفضّل الشيخ مشعل الأحمد الابتعاد عن المناصب الحكومية، وهو ما أدى إلى النأي بنفسه عن المعارك السياسية بين بقية أقطاب الأسرة الحاكمة خلال السنوات الأخيرة، التي سبّبت سقوط رئيسي مجلس وزراء، هما الشيخ ناصر المحمد الصباح عام 2011 وجابر المبارك الصباح في عام 2019.
ووصفته وكالة "رويترز"، في تقرير لها، بأنه "شخصية قوية ابتعد عن المعارك السياسية والأدوار العامة، وقضى معظم حياته المهنية في المساعدة في بناء أجهزة الأمن والدفاع في البلاد".
وبقي الشيخ مشعل مرافقاً شبه دائم للشيخين صباح الأحمد الصباح، أمير الكويت الراحل، والشيخ نواف الأحمد الصباح، أمير الكويت الحالي، في رحلات علاجهما، حيث يوصف دوماً بأنه "العضيد" وحافظ أسرار أخويه اللذين توليا منصب الإمارة.
ويقول الكاتب السياسي الكويتي عبد الرحمن العجمي، لـ"العربي الجديد"، إن الشيخ مشعل الأحمد "يمثل قيمة أمنية كبيرة في الكويت، فهو رجل الأمن الأول في الكويت، وله خبرة في العمل الأمني دون السياسي، إضافة إلى أنه أحد أكثر الأشخاص احتراماً داخل الأسرة الحاكمة في الكويت، ما يرشحه لإنهاء العديد من حالات صراع الأقطاب داخل الأسرة، التي سبّبت سقوط عدة حكومات".