بعد يومين من إعلان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان حلّ مجلس السيادة والحكومة وفرض حالة الطوارئ، يطرح اسم كامل الطيب إدريس كأحد أبرز المرشحين لشغل منصب رئيس الوزراء بدلا من عبد الله حمدوك، الذي أزيح من منصبه بعد انقلاب السودان.
وطبقاً لمعلومات حصل عليها "العربي الجديد"، فإن إدريس حضر إلى السودان منذ أيام بترتيب مع الانقلابين ويحاول الحصول على دعم قوى سياسية أخرى، والتقى، اليوم الأربعاء، بقائد الانقلاب عبد الفتاح البرهان، لكن لم يصدر بعد قرار رسمي بتكليفه بتشكيل الحكومة. في الأثناء، ما زال البرهان يأمل في إقناع حمدوك بالاستمرار في المنصب وتشكيل حكومة كفاءات مستقلة.
وقبل أن يصدر أمر تكليفه، بدأ ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة ضد ترشيح إدريس وطالبوه بالرحيل، رافضين فرضه كرئيس وزراء عليهم خلفاً لحمدوك.
وإدريس شغل سابقا منصب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية التابعة للأمم المتحدة، والتي استقال منها بعد اتهامه بتزوير شهادة ميلاده، وهوما نفاه وقتها.
وقبلها عمل إدريس، المولود في العام 1954 بشمال السودان، والحاصل على دكتوراه في القانون الدولي، دبلوماسياً في وزارة الخارجية قبل تعيينه في المنصب الأممي في العام 1997 لدورتين، لم يكمل الأخيرة بعد ظهور تهم التزوير.
ولم يهتم إدريس بالسياسة في بداياته المهنية، لكنه وفي العام 1999 توسط بين رئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي، والمفكر والسياسي الإسلامي الراحل حسن الترابي، للاجتماع في جنيف، لإقناع المهدي بإنهاء معارضته للنظام السابق برئاسة عمر البشير، والعودة لممارسة نشاطه بالداخل، وفك ارتباطه بتحالف "التجمع الوطني الديمقراطي" المعارض للنظام سياسياً وعسكرياً، وقد نجح الاجتماع وحقق غايته بعودة المهدي للبلاد في العام نفسه.
وفي العام 2010، دخل إدريس غمار السباق الانتخابي على مقعد رئاسة الجمهورية منافساً لأكثر من 10 مرشحين، في مقدمتهم البشير، لكنه لم يحقق أي نتيجة تذكر في تلك الانتخابات.