استمع إلى الملخص
- المناورات السنوية، التي توقفت في 2020 و2021 بسبب جائحة كورونا، ستشهد مشاركة وحدات العمليات الخاصة الصينية، مع التركيز على الاستطلاع والهجوم على المواقع خلف خطوط الدفاع المعادية.
- توترت علاقات تايلاند مع الولايات المتحدة بعد انقلاب 2014، مما أتاح للصين تعزيز علاقاتها العسكرية مع بانكوك وتوسيع نفوذها في جنوب شرق آسيا.
يُنتظر أن تبدأ الصين وتايلاند مناورات عسكرية مشتركة، يوم الأحد المقبل، في الوقت الذي تواصل فيه بكين تعزيز علاقاتها الدفاعية مع دول جنوب شرق آسيا. وحسب بيان صدر عن وزارة الدفاع الصينية، أمس الأربعاء، سيرسل الجانب الصيني أنواعاً متعددة من الطائرات الحربية وقوات العمليات الخاصة للمشاركة في المناورات التي تتضمن تدريبات تتعلق بالقتال الجوي بالإضافة إلى الهجوم والدفاع عن المطارات والمواقع والمرافق الحيوية.
وذكر البيان أن المناورات الجوية "فالكون سترايك 2024" تندرج ضمن التدريبات السنوية المشتركة وستُجرى في قاعدة جوية تايلاندية، وتهدف إلى تعزيز المستويات التكتيكية ومهارات القوات المشاركة من الجانبين، فضلاً عن تعزيز التبادلات البراغماتية والتعاون بين جيشي البلدين.
من جهتها، قالت القوات الجوية التايلاندية، في بيان صدر الأربعاء، إنه من المقرر أن تبدأ المناورات المشتركة مع الصين في 18 أغسطس/ آب وتستمر إلى الـ29 منه، وستعمل على تعزيز القدرات في عمليات القتال والتكتيكات والعمليات الجوية المشتركة، إضافة إلى تعزيز التفاهم المتبادل بين القوات الجوية لكلا البلدين، فضلاً عن تعزيز الأمن الإقليمي.
يشار إلى أن الصين وتايلاند تجريان مناورات "فالكون سترايك" الجوية المشتركة بشكل عام على أساس سنوي منذ عام 2015، ولكن تم تعليقها في عامي 2020 و2021 بسبب جائحة كورونا. وتعد مناورات هذا العام هي السابعة من نوعها بين القوات الجوية الصينية والتايلاندية. وفي المناورات السابقة، ركزت التدريبات بشكل أساسي على القتال الجوي، لكن مناورات هذا العام تتميز، حسب وسائل إعلام صينية رسمية، بمشاركة وحدات العمليات الخاصة الصينية، إلى جانب القوات المحمولة جواً.
وتشمل مهام العمليات الخاصة الاستطلاع والهجوم على المواقع خلف خطوط الدفاع المعادية، بما في ذلك المطارات والموانئ، ومواقع الصواريخ أرض-جو. وفي ما يتعلق بالجزء التقليدي من القتال الجوي، فإن الطائرات الحربية للبلدين ستجري على الأرجح مناورات مواجهة. وتعد تايلاند أقدم حليف للولايات المتحدة في المنطقة، وحليفتها الوحيدة في جنوب شرق آسيا. لكن علاقاتها مع واشنطن توترت في أعقاب الانقلاب العسكري في عام 2014 الذي أطاح بالحكومة المنتخبة ديمقراطياً. وفي ذلك الوقت، سارعت واشنطن إلى إدانة الاستيلاء على السلطة وتقليص تعاونها العسكري مع بانكوك، وتعليق المساعدات العسكرية بقيمة 3.5 ملايين دولار أميركي وتقليص التدريبات المشتركة. وقد سمح تدهور العلاقات الدفاعية بين تايلاند والولايات المتحدة للصين بالتدخل، حيث عززت بانكوك علاقاتها العسكرية مع بكين وأبرمت معها العديد من صفقات الأسلحة.
هذا، وتحرص بكين على تعزيز علاقاتها الدفاعية مع جيرانها في جنوب شرق آسيا، في ظل التحديات الأمنية واتساع نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة. واتفقت الصين وإندونيسيا على إجراء تدريبات عسكرية مشتركة في أول محادثات عسكرية ودبلوماسية "2 + 2"، التي اختتمت الثلاثاء الماضي، كما أجرت مناورات برية وبحرية مشتركة مع كمبوديا في مايو/أيار الماضي استمرت 15 يوماً. أيضاً في يوليو/ تموز الماضي، شاركت الصين في تدريبات مشتركة مع لاوس استمرت أسبوعين.