مناورات عسكرية تركية واسعة في المتوسط تحاكي الاستعداد للمعارك

25 فبراير 2021
رسالة تركية للغرب بأن أنقرة مستعدة للحلول العسكرية (الأناضول)
+ الخط -

بدأت القوات البحرية التركية بمشاركة عناصر من القوات الجوية، اليوم الخميس، مناورات عسكرية واسعة في البحر المتوسط وبحر إيجة، تحاكي الاستعداد لأي معركة مستقبلية في المنطقة.

وتشارك في المناورات التي انطلقت اليوم وتستمر حتى 7 مارس/ آذار المقبل 87 قطعة بحرية مختلفة، و27 طائرة حربية، و20 مروحية، فضلا عن المسيّرات بنوعيها للرصد والقصف، في مناورات واسعة قل نظيرها.

وتحمل المناورات اسم (مناورات الوطن الأزرق) وتقودها قيادة القوات البحرية التركية، وبحسب بيان لوزارة الدفاع، فإن الهدف هو التأكد من جاهزية الوحدات العسكرية، وتقييم وضعها وتنسيقها مع القيادة البحرية.

وتهدف وزارة الدفاع من هذه المناورات إلى تعزيز الاستعدادات لأي عملية عسكرية، وتطوير التكتيكات البحرية لهذه القوات، وآليات عمل الوحدات العسكرية مع العناصر المحاربة والقيادة بشكل متبادل وتدريب واختبار الآليات ورفع جاهزيتها.

وتتألف القوات البحرية والجوية من سفن حربية مختلفة الأحجام، وطائرات خفر السواحل ومقاتلات، ومروحيات للمهام المتنوعة من بينها مقاتلات إف16، وعناصر تابعة للجندرمة تعمل على الإنقاذ والإخلاء.

وستحلق المسيرات التركية في هذه المناورات للاستفادة من قدرتها على توفير المعطيات والمعلومات وخلق أجواء حقيقية للاشتباكات، في حين سيتم اختبار أنظمة دفاع ضد العناصر الجوية سريعة الحركة التي يمكن رصدها في السماء.

حاولت تركيا في السنوات الأخيرة الاعتماد على قوتها العسكرية عبر تطوير صناعاتها الدفاعية وخاصة المسيرات

 

ويأتي الكشف التركي عن هذه العمليات في هذا الوقت وبهذا الشكل، متزامنا مع عودة تصاعد الأمور والأحداث مع اليونان، عقب اتهام أنقرة لأثينا بمعاكسة سفينة أبحاث تعمل على الرصد الزلزالي في منطقة بحر إيجة، والرد التركي عليه، رغم أن هذه المناورات مخطط لها في وقت سابق.

كما أن هذه المناورات تأتي بعد فترة من المناورات التي عملت عليها أثينا مع عدة دول من المنطقة من بينها دول عربية، في حين أن أنقرة تقوم لوحدها في هذه المناورات التي تعتبر ضخمة، وتحاول عبرها استعراض القوة في المنطقة، وإعطاء انطباع بعلو الكعب فيها، للرد على اليونان والدول الأوروبية الداعمة.

ومن المنتظر أن تعقد الشهر المقبل قمة الاتحاد الأوروبي للنظر في موضوع الحوار الذي بدأته مع تركيا، والرسائل الإيجابية المنتظرة، ولكن هذه المناورات العسكرية تلقي بظلالها على هذه القمة.

وحاولت تركيا في السنوات الأخيرة الاعتماد على قوتها العسكرية عبر تطوير صناعاتها الدفاعية وخاصة المسيرات، في توفير ظروف أفضل للتفاوض وهو ما حصل في ليبيا قبل نحو عام، وفي آذربيجان قبل أشهر، وتوجه بهذه المناورات رسالة واضحة للغرب بأن أنقرة مستعدة للحلول العسكرية رغم الرسائل الإيجابية لحل الخلافات عبر الحوار.