مناشدات لمنع تسليم العراق عشرات السوريين إلى نظام الأسد

21 يوليو 2023
تحتجز السلطات العراقية أكثر من ثمانين سورياً أغلبهم أكراد (Getty)
+ الخط -

لليوم الثالث على التوالي، تتصاعد دعوات الناشطين والحقوقيين السوريين والعراقيين للسلطات الأمنية في بغداد، بعدم تسليم العشرات من السوريين المعتقلين في العراق إلى النظام السوري، وذلك بعد أيام قليلة من تسليم بغداد ثلاثة سوريين عبر مطار بغداد إلى ممثلين عن نظام الأسد

وتحتجز السلطات العراقية أكثر من ثمانين سورياً، أغلبهم أكراد، منذ نحو عدة أشهر، بينهم نساء، بتهمة مخالفة الإقامة، وتنوي وفقا لناشطين وأقرباء عنهم تسليمهم إلى دمشق عبر ممثلين عن نظام الأسد، على غرار المواطنين الثلاثة الذين جرى تسليمهم يوم الاثنين الماضي. 

واليوم الجمعة، قال ناشط حقوقي سوري يدعى رشيد علي جان، لوسائل إعلام عراقية كردية تبث من أربيل، إن 71 مواطناً من أكراد سورية اعتقلوا من قبل السلطات العراقية في بغداد منذ أكثر 4 أشهر، بتهمة مخالفة الإقامة، علماً أن لديهم إقامات إقليم كردستان.

وأضاف علي جان أن "العدد أكبر من ذلك، لأن السلطات في بغداد شنت حملة اعتقالات جديدة طاولت منازل السوريين في بغداد، بحجة أنهم يحملون إقامات صادرة من إقليم كردستان".

وتابع أن "من بين هؤلاء المعتقلين نساء كنّ في زيارات إلى بغداد منذ أكثر من 5 أشهر"، مؤكداً أن "المعتقلين معرضون للترحيل إلى سورية في أية لحظة"، مناشداً "المنظمات الدولية والجهات القانونية في بغداد التدخل للإفراج عنهم وعدم ترحيلهم إلى سورية". 

مسؤول عراقي في وزارة الداخلية ببغداد أكد، لـ"العربي الجديد"، طالباً عدم الكشف عن هويته، أن المعلومات "صحيحة"، مضيفاً: "هناك حاليا أكثر من 80 سورياً، أغلبهم من الأكراد، دخلوا العراق عبر إقليم كردستان، ثم انتقلوا إلى محافظات عراقية أخرى للعمل أو السكن، وجرى اعتقالهم بتهمة مخالفة القانون الخاص بالإقامة".

وحول مصيرهم، قال المسؤول ذاته إنه "لم يتم اتخاذ أي قرار بشأنهم، لكن احتمالية تسليمهم لبلادهم قائمة"، في إشارة إلى نظام بشار الأسد، لافتاً إلى أن المعتقلين محتجزون في بغداد، وهناك عدة نساء نقلن لسجن خاص بالنساء. 

الناشط الحقوقي في مدينة دهوك العراقية ضمن إقليم كردستان، أحمد سلمان، قال لـ"العربي الجديد"، إن تسليم الموقوفين لنظام الأسد "يعني إما اعتقالهم أو إعادة إطلاق سراحهم مقابل مبالغ مادية كبيرة يستفيد منها كبار مسؤولي الأمن في النظام السوري".

وأضاف سلمان: "نطالب بإعادتهم إلى إقليم كردستان بدلا من إرسالهم إلى دمشق، هؤلاء دخلوا بشكل رسمي إلى الإقليم ولم يدخلوا تسللا، ولديهم إقامات سارية المفعول في أربيل ودهوك، ومعيب التعامل معهم بهذا الشكل".

وأكّد الناشط الحقوقي أن قسماً ممن سلمتهم بغداد سابقاً إلى نظام الأسد دفع ذووهم رشاوى تصل إلى 5 آلاف دولار وتم إطلاق سراحهم.  

في السياق ذاته، نقلت محطة تلفزيون (رووداو)، الكردية والمقربة من حكومة إقليم كردستان العراق، عن سيدة سورية معتقلة في بغداد، تدعى رحاب مازن، تمكنت من تسريب إفادة لها، تأكيدها أن معها 5 نساء أخريات، وجميعهن معتقلات في مكان واحد، ويناشدن حكومة إقليم كردستان قائلات: "أنقذونا من هذا الوضع".

وتقول رحاب إنه إذا لم يساعدهم أحد، فسيتم تسليمهم مع الرجال المعتقلين لحكومة النظام السوري، و"سيكون وضعنا سيئاً للغاية حينها".

وقالت سيدة سورية أخرى معتقلة معها تدعى كوبار رشيد: "نحن مسجونون منذ 4 أشهر، وهم يقولون لنا إنهم سيرحلونهم إلى سورية، اعتقلونا لأن إقامتنا صادرة من إقليم كردستان، ويقولون لنا إنكم كرد، لماذا أتيتم إلى بغداد؟ نطالب رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور البارزاني بإنقاذنا من هذا الوضع". 

ويتواجد نحو 250 ألف سوري في العراق، غالبيتهم في مدن إقليم كردستان العراق الثلاث أربيل ودهوك والسليمانية، إلى جانب عدد قليل في العاصمة بغداد، وتفرض السلطات العراقية إجراءات مشددة حيال مزاولتهم أي عمل، وهو الإجراء الذي أثار انتقادات حقوقية وإنسانية كبيرة على مدى السنوات الماضية.

المساهمون