مليشيا مرتبطة بحزب "العمال الكردستاني" تفرج عن جنديين عراقيين اختطفتهما في سنجار

22 ابريل 2022
تأتي الخطوة ضمن مساعٍ للتهدئة في المنطقة (زيد العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -

أفادت مصادر أمنية عراقية بأن مليشيا مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، أفرجت عن جنديين عراقيين كانت قد اختطفتهما قبل أيام في مدينة سنجار، غربي الموصل، في خطوة تأتي ضمن مساعٍ للتهدئة في البلدة غير المستقرة أمنياً.

ونقلت وكالات أنباء كردية عراقية محلية، عن مصدر أمني، قوله إن "ما تسمّى بوحدات مقاومة سنجار (البيشة) أفرجت عن جنديين كانت قد اختطفتهما إثر خلاف نشب مع الجيش حول إخلاء ثكنة عسكرية في سنجار، وكان الجيش اعتقل حينها 3 من عناصر البيشة"، مؤكدة أن "إطلاق سراح الجنديين تم بعد اتفاقات تهدئة مبدئية بين الجانبين"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وكان وفد أمني رفيع المستوى، برئاسة رئيس جهاز الأمن الوطني حميد الشطري، ورئيس أركان الجيش الفريق الأول الركن عبد الأمير يار الله، ونائب العمليات المشتركة الفريق الأول الركن عبد الأمير الشمري وعدد من القادة الأمنيين، وصل إلى سنجار صباح أمس الخميس، فيما لم تكشف الجهات الرسمية عن فحوى الزيارة وأسبابها.

وحذر النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، محما خليل، من خطورة ما تقوم به عناصر الحزب من عمليات خطف تطاول العناصر الأمنية والمدنيين، قائلاً، في بيان له، إن "ما تقوم به مليشيا حزب العمال وأعوانها المأجورون في سنجار، تحدٍّ سافرٍ للحكومة ولهيبة الدولة العراقية، وسكان القضاء بشكل عام".

وأكد "وجود تواطؤ، وباتفاق مع دول أخرى، لإبقاء حزب العمال وأعوانه داخل الأراضي العراقية"، مبيناً أن "العصابات والجماعات المسلحة غير القانونية في البلدة، جميعها تابعة لحزب العمال، في المقابل هناك عجز أو تواطؤ عجيب من قبل الحكومة العراقية تجاه هذا الوضع"، منتقداً "تجاهل وتسويف اتفاقية سنجار، والتي أصبحت حبراً على ورق، ولا وجود لها واقعياً".

وشدد على أن "ممارسات أعوان حزب العمال بلغت حدّ الاعتداء السافر على الأجهزة الأمنية، واختطاف عناصر أمنية ومدنيين في سابقة خطيرة تهدد السلم الاجتماعي في سنجار"، داعياً إلى "جهود حكومية وتنسيق مع سلطات إقليم كردستان لإنهاء ملف الحزب في العراق، وإعادة نازحي سنجار إلى ديارهم، وتطهير البلدة بالكامل من الجماعات الخارجية الخارجة عن القانون، والخارجة عن سيادة الدولة العراقية".

يجرى ذلك في وقت ما زال الوضع غير مستقر بالبلدة، وسط انتشار لعناصر الجيش العراقي بشكل واسع فيها. وقال مسؤول محلي في البلدة لـ"العربي الجديد"، إن "انتشار الجنود ما زال واسعاً منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش والعناصر الموالية للعمال الكردستاني منتصف الأسبوع الحالي". وأكد أن "هناك حالة تخوف لدى الأهالي من استمرار محاولات عناصر الحزب والفصائل المسلحة الأخرى التأثير على الوضع الأمني في البلدة، وعرقلة جهود فرض الأمن بالمدينة، وإعادة النازحين"، مشدداً على "أهمية استمرار انتشار الجنود في البلدة لفرض هيبتها وقوتها".

وتعثرت الحكومة العراقية في تنفيذ اتفاقية تطبيع الأوضاع في مدينة سنجار، والموقعة مع حكومة أربيل قبل أكثر من عام، بسبب الانتشار الواسع لمسلحي حزب العمال، ورفضهم الانسحاب، مع تلقيهم دعماً من قبل فصائل مسلّحة حليفة لإيران في بغداد.

ويقضي الاتفاق الذي أُبرم في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2020، بتطبيع الأوضاع في البلدة المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل، وإخراج الجماعات المسلّحة منها، تمهيداً لعودة النازحين، إلا أن رفض تلك الجماعات حال دون قدرة حكومة بغداد على تنفيذه.

المساهمون