كشفت مصادر مصرية خاصة كواليس جديدة بشأن الاتصالات التي يقودها جهاز المخابرات العامة بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، قائلة إن تل أبيب نقلت تهديدات لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية عبر الوسيط المصري بتصعيد من نوع آخر، من خلال استهداف الأمين العام للحركة زياد نخالة المقيم في لبنان، بالإضافة إلى قادة المكتب السياسي.
وبحسب المصادر، فإن "الجانب الإسرائيلي أبلغ الجانب المصري عدم الرغبة في الدخول في معركة شاملة، وأنه قادر في الوقت ذاته حال لم توقِف سرايا القدس الجناح المسلح للجهاد إطلاق الصواريخ صوب المستوطنات على الوصول إلى رأس الحركة، وهو أمينها العام زياد نخالة، بالإضافة إلى قادتها في قطاع غزة، مهدداً أنهم جميعا أهداف يمكن الوصول إليها".
وأضافت المصادر: "مصر نقلت تلك التهديدات لقيادة حركة الجهاد، التي بدورها رفضتها وشددت على استمرارها لحين اكتمال الرد الذي حدده المجلس العسكري للحركة".
وبحسب المصادر، فإن "المسؤولين في تل أبيب دعوا الوسيط المصري إلى ضرورة إنهاء تلك الجولة"، مشددين على أنهم سيتجاوبون مع وقف إطلاق النار حال توصلت له القاهرة مع الأطراف الفلسطينية. وكشفت المصادر ذاتها أن "هناك خسائر ليست بالهينة تعرضت لها تل أبيب جراء الصواريخ التي تم إطلاقها من قطاع غزة، إلا أن إسرائيل تتكتم على الأهداف التي طاولتها تلك الصواريخ".
وأوضحت المصادر أن مصر من جانبها كل ما يهمها هو الهدوء على حدودها الشرقية، وفي سبيل ذلك تسعى جاهدة لبذل الجهود مع كافة الأطراف للتهدئة، وفي الوقت ذاته ترى أن الجميع حتى الآن أوصل رسائله، فإسرائيل حققت هدفها باغتيال بهاء أبو العطا، والجهاد ردت باستهداف تل أبيب والمدن الإسرائيلية بأكثر من 150 صاروخا حتى الآن.
في مقابل ذلك، نفى مصدر بحركة حماس صحة الأنباء التي تشيعها وسائل إعلام الاحتلال ببعثها رسائل تدعو إسرائيل للتهدئة، ورغبتها في عدم التصعيد، مؤكدا: "نحن والأشقاء في حركة الجهاد أبناء مشروع وقضية واحدة، واغتيال أبو العطا هو اعتداء على الكل الفلسطيني، والجميع سيواجه تلك الغطرسة الإسرائيلية، وهناك غرفة عمليات مشتركة من كافة الفصائل المسلحة، وهي التي تدير المعركة على الأرض ولها كافة الصلاحيات".
وأضاف: "ليس حقيقيا أننا تركنا الإخوة في حركة الجهاد وحدهم في الميدان، وقادة الحركة يعلمون جيدا حجم التنسيق على الأرض بين أبناء كتائب القسام وسرايا القدس، وباقي الأجنحة المسلحة".
حديث المصدر الحمساوي أكده قيادي سياسي بالجهاد تحدثت إليه "العربي الجديد"، قائلا: "اعتدنا على تلك الأساليب الملتوية من الاحتلال، وهناك تنسيق كامل في قطاع غزة بيننا وبين الإخوة في حماس، وخلال الساعات القادمة سيرى الاحتلال حجم الجريمة التي أقدم عليها".
وتابع القيادي بحركة الجهاد: "نحن مَن نحدد هذه المرة متى تنتهي تلك الجولة، وليس الاحتلال، فنحن ماضون فيها إلى النهاية حتى يدرك الاحتلال أن أرضنا ليست مستباحة وأنه عليه التفكير مئات المرات قبل أن يُقدِم على تلك الخطوات".
وشدد القيادي بالجهاد على أن "إسرائيل عادت مجددا لسياسة الاغتيالات، ومع هذا نقول لهم اليوم نحن أيضا نعود إلى أساليب كنا قد نحّيناها جانبا"، مضيفا: "اليوم باتت العمليات الاستشهادية وسيلة، مجددا، في ميدان المعركة وضرباتنا ستكون في عمق الأراضي المحتلة".
إلى هذا، وصل مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام بالشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إلى القاهرة، الأربعاء، قادما من تل أبيب في زيارة إلى مصر تستغرق يومين يبحث خلالها آخر التطورات بشأن عملية السلام، خاصة التطورات الأخيرة في غزة.
وبحسب مصادر مصرية تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن زيارة ملادينوف للقاهرة كانت مقررة سلفا، حيث كان من المقرر أن يأتي للقاهرة، وبعدها ستستقبل مصر وفدا من حركة حماس لبحث ملفات التهدئة في قطاع غزة، وذلك قبل اندلاع المواجهات الأخيرة، لافتة إلى أن جولة ملادينوف كان مقررا لها أن تشمل تل أبيب والقاهرة وأبو ظبي.
وأوضحت المصادر أن ملادينوف من المقرر أن يلتقي رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، ومسؤول الملف الفلسطيني اللواء أحمد عبد الخالق، إضافة إلى وزير الخارجية سامح شكري، لبحث عدد من الملفات، كان في مقدمتها قبل اندلاع المواجهات الأخيرة، الانتخابات الفلسطينية، مستطردة بالقول إن التصعيد الأخير في القطاع سيفرض نفسه بالطبع على أجندة الاجتماعات، خاصة في ضوء الاتصالات التي تقودها القاهرة.
في غضون ذلك، استشهد قيادي ميداني بارز في حركة الجهاد في غارة إسرائيلية على قطاع غزة صباح الأربعاء. وذكرت سرايا القدس، الجناح العسكري للحركة، في بيان، أن القيادي خالد معوض فراج، 38 عاما "استشهد إثر قصف صهيوني وسط القطاع".
وأفاد شهود عيان بأن طائرة حربية إسرائيلية من نوع (إف-16) قصفت بصاروخ واحد موقعاً في منطقة الشيخ عجلين جنوب غربي مدينة غزة، ما أدى إلى تدميره واشتعال النيران فيه وتصاعُد الدخان من المكان، إضافة إلى إلحاق أضرار جسيمة في منازل المواطنين المجاورة.