أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، بدفع مكافأة مالية للعسكريين ولعناصر قوات الأمن الروسية، بعد أسبوع على منح مساعدة للمتقاعدين، في خطوة تأتي قبل أقلّ من شهر من الانتخابات التشريعية (انتخابات الدوما) الحساسّة، وحيث يتراجع التأييد الشعبي للحزب الحاكم "روسيا الموحدة"، إلى ما دون الـ30 في المائة.
تنتمي الفئات من الشعب الروسي، التي حظيت بالمكافآت، إلى القاعدة الناخبة التقليدية لـ"روسيا الموحدة"
وتنتمي هذه الفئات من الشعب الروسي، التي حظيت بالمكافآت الرئاسية، عادة إلى القاعدة الناخبة التقليدية لـ"روسيا الموحدة"، الذي يواجه تدنياً في شعبيته على خلفية تراجع مستوى المعيشة منذ عام 2014 وارتفاع التضخم خلال الأشهر الماضية. وبحسب الأمر الرئاسي، سيتلقى كلّ العسكريين وعناصر الأمن في سبتمبر/أيلول المقبل، مبلغ 15 ألف روبل (170 يورو)، وفق المراسيم التي نشرها الكرملين، والتي تأتي إثر إعلانات في هذا الصدد قام بها الرئيس الروسي في الأسابيع الماضية خلال مؤتمر "روسيا الموحدة".
وسبق أن أمر بوتين بمنح مساعدة بقيمة 10 آلاف روبل (110 يورو) للمتقاعدين. وعلى الرغم من أن عدد المستفيدين لم يعلن، إلا أن روسيا تضم نحو 42 مليون متقاعد، و1.7 مليون شرطي وعسكري وعنصر حرس وطني على الأقل. وقال المسؤول في مجلس النواب الروسي المكلف بالموازنة أندريه ماكاروف إن هذه المكافآت ستكلف أكثر من 500 مليار روبل، أي 5.77 مليارات يورو، بحسب ما نقلت عنه وكالة "إنترفاكس" للأنباء.
وكانت الأسعار الاستهلاكية قد بدأت ترتفع في روسيا في مارس/آذار 2020، في أوج انتشار وباء كورونا. ثم تسارعت هذه الظاهرة مع الانتعاش الاقتصادي، ما أثّر بشكل إضافي على قدرة الروس الشرائية، التي تتراجع منذ 2014، لا سيما على وقع العقوبات الغربية التي فرضت على البلاد إثر ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية.
يحظى "روسيا الموحدة" اليوم بتأييد 27.3 في المائة فقط من المواطنين
وبين الجمود الاقتصادي وفضائح الفساد المتكررة، بات حزب "روسيا الموحدة" يحظى اليوم، بحسب معهد الاستطلاع القريب من السلطات "فتسيوم"، بتأييد 27.3 في المائة من المواطنين. ويتناقض هذا المستوى مع نسبة التأييد لبوتين البالغة 62.2 في المائة. وفي موازاة ذلك، تعرّض منتقدو الكرملين الذين كانوا ليستفيدوا من هذا الاستياء، لحملة قمع من السلطة مع اقتراب موعد الانتخابات، المقرر إجراؤها من 17 إلى 19 سبتمبر. فقد فكّكت السلطات الروسية حركة المعارض الأشرس للكرملين، والمسجون منذ شهر فبراير/شباط الماضي، ألكسي نافالني، الذي صنفت منظماته "متشددة" وحجبت مواقعه. كما استبعد عدد من أعضاء المنظمة عن الاقتراع أو أرغموا على المنفى. كذلك، صنفت السلطات الروسية وسائل إعلام مستقلة عدة، ومنظمة "غولوس" غير الحكومية المتخصصة في مراقبة الانتخابات، في الآونة الأخيرة، "عملاء أجانب"، وهو تصنيف مثار جدل يعقد عمل وسائل الإعلام والمنظمات بشكل كبير.
(فرانس برس)