مكاسب إسرائيلية بالجملة بعد اعتداء لندن... ارتفاع الطلب الأوروبي على السلاح الإسرائيلي

10 يونيو 2017
إسرائيل تقدّم "استشارات" للدول الأوروبية (دانييل ليال أوليفاس/فرانس برس)
+ الخط -

تدلل كل المؤشرات على أن الهجمات الإرهابية التي شهدتها بريطانيا أخيراً، لا سيما الهجوم الذي تعرّضت له العاصمة لندن ستسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية لإسرائيل وستعزّز مكانتها الدولية وتطوّر وضعها الجيواستراتيجي، من خلال رفع تعاونها العسكري والاستخباراتي مع الدول الأوروبية.


وفي هذا الصدد، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية النقاب عن أن هذه الهجمات أفضت إلى زيادة الطلب الأوروبي على السلاح والتقنيات الأمنية الإسرائيلية، إلى جانب إسهامها في تعزيز التعاون الاستخباري بشكل غير مسبوق بين تل أبيب وهذه الدول.

ونقل موقع صحيفة "ميكور ريشون"، اليوم السبت، عن مصادر في شركة "إلبيت"، كبرى الشركات المتخصصة في صناعة التقنيات العسكرية قولها إن دولة أوروبية (لم تكشف اسمها) وقّعت قبل أيام على عقد بقيمة 390 مليون دولار لشراء منظومات تقنية لمكافحة الإرهاب.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التطوّر جاء بعد أيام على الكشف عن توقيع ألمانيا على عقد مع شركة "الصناعات الجوية" الإسرائيلية بقيمة 600 مليون دولار لشراء طائرات بدون طيار. ونقلت الصحيفة عن محافل رسمية إسرائيلية توقعاتها بأن تزيد أوروبا من الطلب على السلاح والتقنيات العسكرية الإسرائيلية في المستقبل.

وفي السياق، ذكر موقع صحيفة "معاريف" اليوم أن الممثلية الإسرائيلية التي دشّنت حديثاً في مقر حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسل تعمل على تسويق منتوجات الصناعات العسكرية والأمنية الإسرائيلية داخل الحلف. وأشارت الصحيفة إلى أن الممثلين الإسرائيليين الذين يزداد عددهم في مقرّ الحلف باستمرار يعملون بشكل حثيث للتوسط بين شركات التقنية والسايبر الإسرائيلية والأمانة العامة للحلف من أجل تحسين فرص التوقيع على المزيد من العقود مع الحلف.

وأعادت الصحيفة للأذهان حقيقة أن نجاح أية شركة إسرائيلية، سواء متخصصة في مجال تصنيع التقنيات العسكرية أو السايبر، في التوقيع على عقد لبيع تجهيزات أو برمجيات للأطلسي يعدّ "دفعة هائلة" لمبيعات هذه الشركة، على اعتبار أن للحلف متطلبات ضخمة، نفضلاً عن أن نجاح شركة في الحصول على ثقة الحلف يعني توقيع مزيدٍ من العقود في المستقبل.

ولفت سفير إسرائيل لدى حلف الأطلسي، روني ياعر، إلى أن انتقال الحلف من التركيز على مواجهة الجيوش النظامية إلى مكافحة الإرهاب أسهم في تعزيز العلاقات الثنائية مع إسرائيل بشكل غير مسبوق. ونقلت "معاريف" عن ياعر قوله إن الجميع في حلف الأطلسي يقر بأهمية ونوعية الخبرات التي اكتسبتها إسرائيل في مجال مكافحة الإرهاب، ما عزّز رغبة "الناتو" في الاستفادة من هذه الخبرات، لا سيما في أعقاب الهجمات الإرهابية التي تضرب أوروبا.

وأقر ياعر بأن إسرائيل تقدّم باستمرار "استشارات" للدول الأوروبية والأعضاء في حلف الأطلسي بشأن سبل مواجهة التنظيمات الإرهابية. وأكدت الصحيفة أن الأمانة العامة للحلف هي من بادر بالطلب من إسرائيل افتتاح ممثلية لها في مقره، مشيرة إلى أن هذا التطور يعكس تحسن المكانة الدولية لإسرائيل ويدلل على التحسن في العلاقات مع الدول الأوروبية.

من ناحيتها لفتت المعلّقة الإسرائيلية، طال شنايدر، إلى أن الهجمات الإرهابية في أوروبا، تحديداً تلك التي ضربت أخيراً بريطانيا، قلّصت مكانة القضية الفلسطينية في الاعتبارات التي تحكم مواقف كثير من الدول الأوروبية، الأعضاء في حلف الأطلسي، تجاه إسرائيل.

وأوضحت شنايدر في مقال نشرته "معاريف" أمس أن كلمة "فلسطينيون" لا يمكن للمرء أن يسمعها في أروقة حلف الأطلسي. وأشارت إلى تحسّن مستوى تبادل المعلومات الاستخبارية بين إسرائيل والناتو. ومن المؤشرات على التحسّن المطرد في العلاقات بين إسرائيل والحلف حقيقة قيام قادة قوات الحلف في أوروبا وجنرالات آخرين بزيارات عدة لإسرائيل أخيراً.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هذه الزيارات جاءت لحاجة الحلف إلى الاطلاع بشكل خاص على النظرية القتالية التي تتبعها إسرائيل في مواجهة التنظيمات "الإرهابية" وإلى الحرص على الإلمام بالخبرات الإسرائيلية في مجال إعداد القوى البشرية التي تواجه هذه التنظيمات.

إلى ذلك، كشفت صحيفة "هآرتس"، في عددها الصادر أمس، عن أن لواء "الكوماندو"، والذي يضم الوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي سيشرع غداً الأحد في مناورات مشتركة مع الوحدات الخاصة القبرصية في جبال "ترودوس" القبرصية.
وأشارت الصحيفة إلى أن حرص اللواء على المشاركة في هذه المناورات يأتي لحاجته إلى التدرب في بيئة تشبه البيئة السائدة في جبال "ترودوس"، على اعتبار أن هناك ما يدلل على أنه قد يكون مطالباً بالعمل في مثل هذه البيئة مستقبلاً.

المساهمون