قتل ثلاثة مدنيين وأصيب نحو 10 آخرين، مساء اليوم السبت، نتيجة قصف مدفعي نفّذته القوات التركية الموجودة شمالي سورية، على مدينة تل رفعت، شمال حلب، فيما سقط جرحى من قوات الأمن "الكردية" (أساييش) نتيجة تجدّد المواجهات بينها وبين قوات النظام في مدينة القامشلي، بريف الحسكة، أقصى شمال شرقي البلاد.
وعلى إثر المواجهات في مدينة القامشلي، استقدمت القوات الكردية تعزيزات إلى المدينة، وأغلقت الطرق المؤدية لمطارها وحارة طيّ وحلكو، كما سمعت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة المتوسطة.
ومنذ عدة أيام، تشهد المدينة اشتباكات متقطعة واعتقالات متبادلة، وكانت الشرطة الروسية فشلت عدة مرات في حل الخلاف الحاصل بين الطرفين.
وتخضع معظم أحياء مدينة القامشلي لسيطرة القوات الكردية، ما عدا مركز المدينة الذي يسمى بالمربع الأمني وتتمركز فيه قوات النظام ومليشيا الدفاع الوطني التابع لها.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية شهدت المدينة اشتباكات دامية بين الطرفين، وكانت الوساطة الروسية حاضرة في كل مرة لحل الخلافات وتعزيز هيمنتها على المدينة الواقعة على مقربة من العديد من القواعد الأميركية.
وفي محافظة درعا، جنوبي سورية، انتهى الاجتماع الذي حضره وجهاء من ريف المحافظة الغربي وضباط من الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق رئيس النظام ماهر الأسد، من دون التوصل إلى نتائج حول إيقاف التوغّل العسكري في المنطقة.
وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" إن الطرفين أجّلا اللقاء إلى يوم الغد، وجاء التأجيل تزامناً مع استمرار الفرقة باستقدام التعزيزات العسكرية إلى أطراف مدينة درعا الغربية.
وكانت قوات النظام قد طالبت الوجهاء بتسليم أشخاص مطلوبين لها، وما يملكون من أسلحة متوسطة، وهدّد باقتحام المنطقة في حال عدم الاستجابة للمطالب.
إلى ذلك، شهدت محافظة إدلب شمال غربي سورية انتشاراً مكثّفاً للقوات التركية على طريق حلب - اللاذقية (إم 4) قرب مدينة أريحا، وسط حديث عن نية القوات تسيير دورية بين ريفي إدلب واللاذقية.
وجاء ذلك بالتزامن مع دخول أكثر من 20 آلية عسكرية تركية تحمل مواد لوجستية وعسكرية، توزّعت على نقاط المراقبة والانتشار في إدلب.
وبحسب المرصد السوري فقد ارتفع عدد الآليات التي دخلت محافظة إدلب منذ فبراير/ شباط 2020 إلى أكثر من 11625 شاحنة وآلية عسكرية، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف جندي.
على صعيد آخر، نفت هيئة تحرير الشام اليوم السبت في بيان ادعاءات روسية بصلتها بالإعداد لهجوم في جمهورية بشكيريا الروسية يوم أمس الجمعة.
وقالت الهيئة في بيان وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة إلكترونية منه "تداولت وسائل إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الجمعة رواية روسية حول إحباط ما سمي بالهجوم المسلح لهيئة تحرير الشام في جمهورية بشكيريا الروسية".
وأشار إلى أن "شائعات سبقت الرواية من ذات المصدر حول التحضير لهجمات بالمواد الكيماوية على المناطق المحتلة، والحقيقة أن النظام هو من استخدمه ضد المدنيين في المناطق المحررة".
وأعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أمس اعتقال شخص قال إنه مرتبط بـ"جبهة النصرة" (هيئة تحرير الشام) في جمهورية بشكيريا، وأوضح أن الشخص كان يعد لشن هجوم مسلح على ضباط الأمن هناك.
وأضاف أنه تم ضبط أسلحة نارية ومكونات قنبلة يدوية الصنع في مخبأ الشخص المذكور، وكشفت المراسلات الموجودة على أجهزته أنه كان يتلقى تعليمات من الخارج، بحسب وكالة "نوفوستي" الروسية.