أعلنت الأمم المتّحدة، يوم الأربعاء، أنّها باشرت إجلاء قسم من موظفيها من أفغانستان، في وقت قال مسؤولون من "طالبان" وحلف شمال الأطلسي إنّ 12 شخصاً قتلوا في المطار بالعاصمة الأفغانية كابول ومحيطه، منذ أن سيطرت الحركة على المدينة يوم الأحد، مما أثار اندفاع أشخاص خائفين يحاولون المغادرة.
وأوضح مسؤول من "طالبان"، اليوم الخميس، أنّ الوفيات نجمت إما عن طلقات نارية أو تدافع، وحث المحتشدين عند بوابات المطار على العودة إلى ديارهم إذا لم يكن لديهم الحق القانوني في السفر. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: "لا نريد أن نؤذي أحداً في المطار".
وأعلنت الأمم المتّحدة بدء إجلاء قسم من موظفيها من أفغانستان، في وقت يحاول المئات من طالبي اللجوء الأفغان الفرار من بلدهم بعد سقوطه في أيدي حركة "طالبان".
وقال المتحدّث باسم الأمم المتّحدة ستيفان دوجاريك، إنّه سيتمّ إجلاء حوالى مائة من موظفي الأمم المتحدة من كابول إلى ألماتي في كازاخستان، من دون أن يحدّد ما إذا كان هؤلاء أجانب أو أفغاناً.
وأضاف: "إنّه إجراء مؤقّت يتيح للأمم المتحدة الاستمرار في تقديم المساعدة لشعب أفغانستان بأقلّ قدر من الاختلالات، وفي الوقت نفسه يقلّل المخاطر على طواقمنا"، مشدّداً على أنّ المنظمة الدولية تبقى "ملتزمة" مهمتها المتمثّلة في دعم سكّان أفغانستان.
وتوظّف بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان (يوناما) في مقرّها الرئيسي في كابول، حوالي 300 أجنبي وأكثر من 700 أفغاني.
ويتواصل إجلاء آلاف الدبلوماسيين والأجانب والأفغان الذين عملوا معهم، في ظروف صعبة في كابول منذ سقوطها في قبضة "طالبان" الأحد. ومنذ الأحد، أقيم جسر جوي مع تسيير طائرات من العالم أجمع إلى مطار كابول الذي اجتاحته حشود تريد الفرار من البلاد، في حين تفرض حركة "طالبان" سيطرة مطبقة على محيطه.
ووفقاً لواشنطن وبرلين، فإنّ حركة "طالبان" تسهّل إجلاء الأميركيين والأجانب من كابول، لكنّها تمنع الأفغان الراغبين بمغادرة بلدهم من الوصول إلى مطار كابول، في انتهاك لتعهداتها.
وهبطت في قاعدة جوية قرب مدريد، صباح اليوم الخميس، طائرة عسكرية إسبانية على متنها "أكثر بقليل من 50 شخصاً"، هم أول دفعة من المواطنين الإسبان واللاجئين الأفغان الذين تقرّر إجلاؤهم من كابول، كما أفاد مصور في وكالة "فرانس برس".
والطائرة العسكرية، وهي من طراز "إيرباص إيه 400 إم"، أقلعت من مطار دبي مساء الأربعاء قرابة الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش، وهبطت في ساعة مبكرة من صباح اليوم في قاعدة توريخون دي أردوز الجوية (شمال شرقي مدريد). ووفقاً للحكومة، فإنّ عدد ركّاب الطائرة هو "أكثر بقليل من 50 شخصاً".
وهذه واحدة من ثلاث طائرات قرّرت الحكومة الإسبانية إرسالها إلى كابول لإجلاء رعاياها، وكذلك أيضاً كلّ الأفغان الذين عملوا على مدى السنوات الماضية لصالح مدريد وأفراد أسرهم.
(رويترز، فرانس برس)