مقتل محامٍ سوري ساهم في توثيق جرائم نظام الأسد إثر زلزال تركيا

13 فبراير 2023
المحامي الحقوقي السوري الراحل مصطفى حمص (Getty)
+ الخط -

نعت "لجنة العدالة والمحاسبة الدولية" (CIJA)، نائب رئيس "وحدة التحقيقات في سورية" مصطفى حمص إثر الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غربي سورية، الإثنين الفائت، والذي أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 120 ألف شخص.

وأوردت اللجنة، في بيانها، أن مصطفى قضى نحبه مع وزوجته رولا وأطفالهما تالا، وحنين، وميس، وعمر، في الزلزال المدمر الذي ضرب شمال غربي سورية وتركيا في السادس من فبراير/ شباط.

وأشارت اللجنة إلى أن "مصطفى كان جزءًا لا يتجزأ من فريق تحقيق (سيجا)، حيث انضم إلى أول مجموعة من المحققين في العام 2011. كما دافع مصطفى بشغف عن العدالة وآمن فيها، وكان القائد المحبوب من أعضاء فريقه، وصاحب رؤية. لم يفقد مصطفى الأمل أبدا، حتى في أسوأ لحظات الحرب الظالمة التي عاثت بوطنه خراباً".

وأوضحت، في بيانها، أن "مصطفى يتحدر من مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، وقد بدأ مسيرته حينما امتهن المحاماة، ما أكسبه مهارة عالية في التحقيق في الجرائم الدولية، وساعده على تأمين كم هائل من الأدلة داخل سورية كانت لها على مدى السنوات الاثنتي عشرة الماضية مساهمات ثمينة دفعت قدما البحث عن الحقيقة والعدالة في الأعمال الوحشية التي ارتكبت بحق الشعب السوري، ولا سيما في قضية (كولفن) ضد (النظام السوري)، التي شكلت خير إثبات على حملة القنص والقصف الهمجية بحق المواطنين في حمص في العام 2012"، مبينةً أن "مصطفى تميز بتعاطفه مع الآخرين وبتفانيه في عمله وحياته".

جمع مصطفى كمّاً هائلاً من الأدلة داخل سورية كانت لها على مدى السنوات الاثنتي عشرة الماضية مساهمات ثمينة دفعت قدماً البحث عن الحقيقة والعدالة في الأعمال الوحشية التي ارتكبت بحق الشعب السوري

بدورها، قالت مديرة الإدارة والعلاقات الخارجية في "لجنة العدالة والمحاسبة الدولية" نيرما يلاتشيتش، في حديث لشبكة "سي أن أن"، إنها التقت بمصطفى في تركيا خلال الأسبوع الماضي "للتخطيط لمستقبل جديد لعائلته، بحيث يتم فيه الاعتراف علنًا بعمله الضخم في التحقيقات المتعلقة بسورية"، مشيرةً إلى أن "مصطفى فعل الكثير.. لقد كان محققاً عظيماً لكن روحه لم تصلب أبداً على مر السنين. ظل أنعم وأطيب شخص يمكن أن تتخيله".

وتعتبر "لجنة العدالة الدولية والمساءلة" (CIJA)، منظمة غير حكومية غير هادفة للربح مكرسة لتعزيز جهود العدالة الجنائية من خلال التحقيقات لأجل منع فقدان وتدمير الأدلة الحيوية لإنهاء الإفلات من العقاب، كما تهدف اللجنة إلى توسيع الفرص لتحقيق العدالة لمجموعة واسعة من الجرائم التي تؤثر على الفئات السكانية الضعيفة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية والإرهاب والاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين. وعمل فريق "CIJA" الاستقصائي في كل من سورية والعراق، وقدم شهادات فعالة في عدد من التهم والإدانات في المحاكم الأوروبية والأميركية، فيما لا تزال اللجنة تواصل دعم أكثر من 30 وكالة لإنفاذ القانون في 13 دولة في عملها الاستقصائي بشأن مرتكبي جرائم النظام السوري وتنظيم "داعش"، بعدما ردت على أكثر من 500 طلب مساعدة تتعلق بألف شخص من أصحاب المصالح في السنوات الخمس الماضية.

إلى ذلك، نعت "رابطة المحامين السوريين الأحرار" في بيانٍ لها، اليوم الإثنين، "الزميل المحامي فهد القاضي المتحدر من مدينة حماة بريف سورية الأوسط، نتيجة الزلزال المدمر في مدينة أنطاكيا التركية"، مؤكدةً أن "القاضي فقد حياته نتيجة جلطة دماغية بعدما غادر مدينة أنطاكيا متجها نحو إسطنبول بسبب الزلزال المدمر. عند وصوله إلى إسطنبول لم يجد مكاناً يقيم فيه، ونتيجة للوضع المدمر فقد حياته".

المساهمون