مقتل زعيم "داعش" شمال غرب سورية: نصر خارجي لبايدن قبل انتخابات نصفية

05 فبراير 2022
العملية جاءت في وقت مناسب لبايدن الذي يعاني في استطلاعات الرأي (ون ماكنيمي/Getty)
+ الخط -

قال محللون إنّ العملية التي نفذتها القوات الخاصة الأميركية في سورية، وأدت إلى مقتل زعيم تنظيم "داعش"، تمنح الرئيس جو بايدن مكسباً على صعيد الأمن القومي هو في أمسّ الحاجة إليه، خاصة بعد الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، في وقت يحاول فيه إظهار نفسه بصورة الرجل القوي وسط مواجهة مع روسيا بسبب أوكرانيا.

وبحسب البيت الأبيض، فجّر زعيم تنظيم "داعش" أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، نفسه مع اقتراب القوات الأميركية من المكان الذي كان يقيم به. وجاءت المداهمة التي استهدفت الزعيم بعد شهور من التخطيط، وأقرّها بايدن في وقت سابق من الأسبوع الماضي.

وبالإضافة إلى أنّ المداهمة وجّهت ضربة إلى التنظيم، فإنها جاءت في وقت مناسب لبايدن الذي يخوض حالياً عملية "استعراض عضلات" استراتيجية مع روسيا بسبب أوكرانيا.

وقال جون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إنّ العملية الناجحة قد تكون وسيلة لإظهار القوة أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأقرّ بولتون، الذي كان سفيراً للولايات المتحدة في الأمم المتحدة في عهد الرئيس جورج بوش الابن، بأنّ العملية "لن تخلّف ضرراً باعتبار أنها مكسب واضح (...) الكثير من الناس لا بدّ أن يدركوا ذلك".

أفغانستان: صورة بايدن التي تضررت

وتضررت صورة الرئيس الأميركي بشدة نتيجة الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، في أغسطس/آب الماضي، بعد 20 عاماً من الحرب. وعلى الرغم من أنّ سلفه ترامب أيّد أيضاً الانسحاب وأبرم اتفاقاً بشأنه مع "طالبان"، فقد هوت شعبية بايدن في استطلاعات الرأي بعد الانسحاب المضطرب.

تضررت صورة الرئيس الأميركي بشدة نتيجة الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، في أغسطس/آب الماضي

وقال ديفيد غيرغن، وهو مساعد سابق لرؤساء ديمقراطيين وجمهوريين، إنّ فوضى الانسحاب من أفغانستان ما زالت تلقي بظلالها على السياسة الخارجية لبايدن على الرغم من النجاح ضد "داعش".

وقال غيرغن: "أعتقد أنّ المشكلة التي يواجهها (بايدن) على الساحة الدولية أكثر تعقيداً مما يبدو".

وقال بولتون، وهو أحد الصقور الرئيسيين في السياسة الخارجية لإدارة الرئيس السابق بوش، إنّ تعقّب القرشي في شمال غرب سورية كان "الشيء الصائب الذي تمّ عمله"، لكن الإرث الذي خلفته أفغانستان ما زال يمثّل عبئاً كبيراً على كاهل بايدن على الرغم من المداهمة.

وقال: "لا أعتقد أنها من الممكن أن تصلح الضرر الذي حدث لمصداقيته ومصداقية أميركا بسبب الانسحاب من أفغانستان". كما أنّ المواجهة مع روسيا بسبب أوكرانيا اختبار صعب آخر لبايدن.

وتقول الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى إنّ قيام روسيا بحشد نحو مائة ألف جندي بالقرب من حدود أوكرانيا يمكن أن يكون تمهيداً لغزو.

وقال غيرغن: "أعتقد أنّ المسألة الأشمل ستكون كيف يمكن حل ذلك مع الروس... سيتعرض (بايدن) لاختبار مدى قدرته على الحسم، بقدر ما سيتعرض لاختبار بشأن الكفاءة".

وكانت الولايات المتحدة الأميركية أعلنت مقتل زعيم "داعش" عبد الله قرداش خلال عملية إنزال جوي شمالي محافظة إدلب، ليلة الأربعاء-الخميس الماضي.

القصة الكاملة لعبد الله قرداش.. من تلعفر العراقية إلى زعامة "داعش"؟

وأكّدت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، مقتل ستة أطفال وثلاث نساء على خلفية اشتباكات بين قوات التحالف الدولي ومسلحين، لم تتمكن من تحديد هويتهم في أطمة بريف إدلب، وطالبت قوات التحالف الدولي بفتح تحقيق في الحادثة، وإظهار مدى الاحتياطات التي تم اتخاذها، وسبب وقوع الضحايا المدنيين.

مكاسب سياسية

في الداخل، ما زال بايدن يعاني من تراجع مستمر منذ شهور في استطلاعات الرأي، وهو ما يشير إلى إحباط الأميركيين بسبب جائحة كوفيد-19، والاقتصاد المثقل بالتضخم. وهذا يقلق الديمقراطيين قبل انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال ديفيد أكسيلرود، وهو مستشار سابق للرئيس باراك أوباما، إنه على الرغم من بقاء شهور على انتخابات التجديد النصفي، وأنّ السياسة الخارجية ليست أولوية رئيسية للناخبين، فإنّ إظهار القدرة على القيادة في مداهمة مكان القرشي والتصدي لبوتين يمكن أن يساعدا في نظرة الناخبين الإيجابية لبايدن.

وقال أكسيلرود: "إحدى مشاكله في الوقت الراهن أنّ العالم يبدو خارج السيطرة في ما يتعلّق بأحداث كل يوم في حياة الناس. إنهم يتوقون إلى بايدن لإظهار سمات القيادة، وبالتالي فإن أي فرصة لفعل ذلك لها قيمتها".

غيرغن: يبذل بايدن جهداً لإظهار صورة الزعيم القوي ويحاول أن يبدو صارماً في أعين الشعب الأميركي

وأضاف: "هذه الأشياء قيمة من وجهة نظر سياسية. إظهار القوة مرة بعد أخرى له قيمته".

أما غيرغن، فذهب إلى أنّ الرئيس الديمقراطي يبذل في ما يبدو جهداً لإظهار صورة الزعيم القوي. وتابع: "أعتقد أنّ بايدن يحاول أن يبدو صارماً في أعين الشعب الأميركي".

كان بايدن قد فاز على ترامب في انتخابات 2020 قائلا إنه سيعيد الكفاءة إلى المنصب، واقتربت شعبيته من 60% خلال الشهور الأولى له في المنصب.

وانخفضت شعبيته إلى أدنى مستوياتها، في الأسبوع الماضي، طبقاً لاستطلاع "رويترز/إبسوس" للرأي الذي أثبت أنّ 41% من الأميركيين البالغين يؤيدون أداءه لمهامه في مقابل 56% لا يؤيدونه.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون