مقتل أول متظاهر برصاص النظام السوري في السويداء

28 فبراير 2024
جاء إطلاق النار منعاً لدخول المتظاهرين إلى مقر التسويات الأمنية في وسط السويداء (Getty)
+ الخط -

أطلقت قوات الأمن التابعة للنظام السوري النيران، صباح اليوم الأربعاء، في الهواء منعاً لدخول المتظاهرين والمتظاهرات إلى مقر التسويات الأمنية في صالة 7 نيسان، وسط مدينة السويداء، جنوب سورية، فيما أصاب الرصاص المرتد متظاهرين اثنين، ما أدى إلى مقتل المواطن جواد الباروكي، فيما اقتحم المتظاهرون شعبة حزب البعث الغربية وأتلفوا محتوياتها.

ووثق "العربي الجديد" إصابة كل من وليد الجوهري وجواد الباروكي نتيجة ارتداد الأعيرة النارية، وذلك أثناء اقتحام المتظاهرين مركز التسويات، حيث نقلا إلى المشفى العمومي، ولم يستطع الكادر الطبي إنقاذ الباروكي. في حين تراجعت القوى الأمنية وغادرت المكان بعد ضغط كبير وتعرض عدد من أفرادها للضرب ونزع السلاح من أيديهم، في الوقت الذي حاول فيه العديد من المتظاهرين حماية بعض العناصر الأمنية وفتح ممر آمن لهم للمغادرة.

الهجري: أيادي الغدر قتلت الباروكي

وفي أول رد فعل له، دعا الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، لتشييع المدني جواد الباروكي "شهيداً للواجب"، وفقا لتعبيره. ووصف الهجري قاتلي الباروكي بـ"أيادي الغدر"، مؤكداً على "ضرورة الحفاظ على المسار السلمي للحراك".

وكان عدد كبير من نشطاء الحراك السلمي قد تداعوا يوم أمس للاحتجاج على إعادة فتح مركز التسويات الأمنية، الذي توقف منذ عدة أشهر بسبب الحراك الشعبي المتواصل والضغط الكبير على المراكز الأمنية والحزبية.

وجاء فتح مركز التسويات، بحسب ما أشيع في المحافظة، لتسجيل أسماء المحتجين من الحراك السلمي في مرحلة قادمة، وهو الأمر الذي استفز أبناء المحافظة وتداعوا لإغلاقه.

وعاد المركز للعمل يوم الأربعاء الماضي بهدف تسوية أوضاع المتخلفين والفارين من الخدمة الإلزامية، بالإضافة للمطلوبين في قضايا أمنية وتحت مسمى "الإرهاب".

كما رصد "العربي الجديد" خروج المتظاهرين إلى شوارع مدينة السويداء وصولاً إلى مقر شعبة حزب البعث في المدينة في ساحة تشرين، والتي كانت تشغل مركزاً لفرع حزب البعث لأكثر من ثلاثين عاماً، قبل أن يبني الحزب مقراً آخر له في مدخل مدينة السويداء الشمالي، فأغلقوا المقر بعدما أفرغوه من آلاف السجلات والأوراق الحزبية، وتمزيق صور وهياكل رموز النظام.

أغلق متظاهرون مقر حزب البعث بعدما أفرغوه من آلاف السجلات والأوراق الحزبية (العربي الجديد)

وكانت السويداء قد شهدت يوم أمس، 27 فبراير/ شباط، إضراباً جزئياً عمّ معظم مناطق محافظة السويداء، بدأ بقطع طرقات رئيسية واحتجاجات شعبية عطّلت مؤتمراً لنقابة المهندسين الزراعيين وأغلقت مقر الشعبة الشرقية للحزب.

نقطة تحول في حراك السويداء

وقال الناشط المدني عماد العشعوش، لـ"العربي الجديد"، إنها "نقطة تحول في مسيرة الحراك الشعبي بعدما حاول النظام الحاكم حصاره ضمن ساحة الكرامة وبث الفرقة بين المعتصمين، مستغلاً التجاذبات السياسية والاجتماعية والمواقف المختلفة من الحراك، وكذلك سوء الأوضاع الاقتصادية للناس".

وأضاف العشعوش: "جاء هذا اليوم وما سبقه من حراك إلى المؤسسات العامة والنقابات ليحول مسير الحراك نحو تضامن أكبر وفاعلية على أرض الواقع، وفي اعتقادي أن الحراك الشعبي يتجه نحو التصعيد بشكل عشوائي واندفاع تلقائي من المواطنين وهذا الأهم".

ولفت إلى أنه "في هذا الوقت الذي نقلت فيه مواقع إعلامية محلية هذا الحدث بشكل مباشر، كانت أعداد كبيرة من أبناء المحافظة تتجه إلى ساحة الكرامة لمؤازرة المحتجين في غياب كامل لجميع الفصائل المحلية المسلحة".

من جانبه، ذكر الناشط المدني كريم علوان لـ"العربي الجديد"، أن "غياب الفصائل عن هذه التظاهرات وعن الحراك عموماً جاء بناءً على رغبة عامة لدى الأهالي بالحفاظ على الشكل السلمي للحراك، والغاية من هذا عدم إعطاء الفرصة للأجهزة الأمنية لتحويل هذا الحراك السلمي إلى مسلح، حتى لو أدى هذا الصدام غير المتكافئ لإصابات وإزهاق أرواح من طرف واحد فيبقى أكثر نجاحاً وقوة".

ويضيف علوان: "على الرغم من محاولات السلطات الأمنية تسليح بعض الأشخاص وجر الحراك للعسكرة والتسلح، إلا أن الفصائل بمجملها ما زالت خط الأمان للأهالي في وجه أي تصعيد أمني".

المساهمون