استمع إلى الملخص
- **إدانة قطر لانتهاكات النظام السوري**: أدانت قطر الجرائم والانتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا، ودعت إلى إنهاء الإفلات من العقاب، معربة عن قلقها حيال تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية للشعب السوري.
- **دعم جهود الحل السياسي**: دعت قطر المجتمع الدولي لدعم جهود المبعوث الأممي إلى سوريا، والضغط على النظام السوري لاستئناف اجتماعات اللجنة الدستورية لتحقيق حل سياسي وفقاً لبيان جنيف وقرار مجلس الأمن 2254.
قتل أربعة مدنيين وأصيب 11 آخرون، اليوم الاثنين، في قصف مدفعي نفذته قوات النظام السوري على ريف إدلب شمال غربي سورية. وقالت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) إن أربعة مدنيين قتلوا بينهم رجل مسن وامرأة، وأصيب 11 آخرون بجروح بينهم سبعة أطفال وامرأتان، في حصيلة غير نهائية لقصف قوات النظام بالمدفعية والصواريخ بلدة كفريا وأطرافها في ريف إدلب الشمالي.
ويقطن بلدة كفريا مهجرون من عدة مناطق سورية منذ عام 2015، بعد اتفاقية أبرمت بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام السوري لاخلاء البلدتين. وفي 20 سبتمبر/ أيلول الفائت، قتل مدني وأصيب تسعة آخرون بينهم ستة أطفال بقصف مدفعي لقوات النظام السوري على تفتناز شرقي إدلب. ومنذ بداية العام الحالي وحتى 15 سبتمبر/ أيلول الجاري، استجابت فرق الدفاع المدني، بحسب ما أعلنت، لأكثر من 650 هجوماً من قوات النظام وروسيا ومن مناطق السيطرة المشتركة لقوات النظام وقوات سورية الديمقراطية (قسد)، قتل على أثرها 54 شخصاً بينهم 15 طفلاً وست نساء وأصيب 245 شخصاً بينهم 99 طفلاً و29 امرأة.
وقالت فرق الدفاع المدني إنه منذ بداية العام الحالي 2024 وحتى 15 سبتمبر/أيلول الجاري، "استجابت فرقنا لـ17 هجوماً بالصواريخ الموجهة من قوات النظام وروسيا والمليشيات الموالية لهم، استهدفت المدنيين وقتل على أثرها ثمانية مدنيين وأصيب 31 آخرون". وتخضع مناطق شمال غرب سورية لاتفاقية خفض التصعيد المتفق عليها بين روسيا وتركيا منذ عام 2020، لكنها تشهد رغم ذلك خروقات يومية وقصف يطاول أهدافا مدنية.
قطر تدين استمرار انتهاكات النظام السوري وترحب بإجراءات المحاسبة
إلى ذلك، دانت دولة قطر استمرار ارتكاب النظام السوري الجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ورحبت بالإجراءات والجهود الرامية إلى إنهاء حالة الإفلات من العقاب، وضمان مساءلة جميع المسؤولين عن الانتهاكات التي ارتكبت بحق أبناء الشعب السوري.
وأعرب السكرتير الثاني لدى الوفد الدائم لدولة قطر بجنيف عبد العزيز المنصوري، خلال الحوار التفاعلي مع لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سورية، وذلك في إطار الدورة الـ57 لمجلس حقوق الإنسان، اليوم الاثنين، عن قلق بلاده حيال تواصل الانتهاكات والعنف وتدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية للشعب السوري. ودان المسؤول القطري استمرار ارتكاب النظام السوري الجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، واستخدام القمع والاضطهاد للبقاء في السلطة والهيمنة عليها. ورحب في الوقت نفسه ببدء عمل المؤسسة المستقلة المعنية بالأشخاص المفقودين في سورية.
وأعرب عن الأمل في أن تتعاون جميع الأطراف المعنية معاً لتمكينها من الإيفاء بالولاية المنوطة بها بما يسهم في تخفيف معاناة العديد من الضحايا ودعمهم، والمساعدة في تعزيز الحق في معرفة الحقيقة بشأن المفقودين، والإسهام في دعم المصالحة والعدالة والسلام الدائم لجميع أبناء الشعب السوري.
ودعا المندوب القطري المجتمع الدولي وجميع الأطراف المؤثرة إلى مواصلة دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسن، وبذل مزيد من الضغوط على النظام السوري من أجل استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية والمشاركة فيها بشكل جدي وفاعل للتوصل إلى حل سياسي، وفقاً لبيان جنيف وقرار مجلس الأمن 2254، بما يحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري.
وحول دلالة كلمة ممثل قطر، قال الباحث بمركز جسور للدراسات وائل علوان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "يحسب لقطر أنها الدولة الأكثر ثباتا على موقف ينطلق من مقاربات أخلاقية وإنسانية وسياسية مع التغير الكبير في طريقة التعامل مع النظام السوري، وخاصة بعد موجة التطبيع والوساطات والضغوطات الروسية والإيرانية في الشرق الأوسط والتخلي الأميركي الذي أدى إلى التغاضي عن انتهاكات النظام". وأضاف: "لكن دولة قطر يحسب لها هذا الموقف الذي لا يزال يتمسك ويبقى متمسكا بحقوق الشعب السوري وما تنص عليه التشريعات الدولية والأحكام التي وثقت الحجم الكبير من انتهاكات النظام".