مقترح وقف إطلاق النار في غزة: المقاومة تريد ضمانات بشأن الانتقال بين المراحل

12 يونيو 2024
آثار الدمار في مخيم البريج بعد انسحاب قوات الاحتلال، 12 يونيو 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- حماس تعلن استعدادها للإجابة على استفسارات المفاوضات وصفقة تبادل الأسرى، متهمة إسرائيل بتعطيل الاتفاقات وتطالب بوقف إطلاق نار مستدام وانسحاب كامل من غزة.
- تطلب حماس ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة لقبول هدنة، مع تأكيدات مصرية على إمكانية قبول الخطة إذا تمت تلبية مطالب الحركة.
- الرد على المقترحات يأتي بعد تشاور واسع بين قيادات حماس، مؤكدين على ضرورة صيغة واضحة للاتفاق تشمل وقف إطلاق نار شامل وانسحاب كامل، مع تأكيد على مصلحة الشعب الفلسطيني.

حماس لديها مخاوف بشأن الانتقال من المرحلة الأولى من الخطة للثانية

تريد حماس تطمينات بشأن الانتقال التلقائي إلى المرحلة الثانية

حماس ستقبل بخطة وقف إطلاق النار إذا حصلت على ضمانات

أكدت قيادات في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، انفتاح الحركة وترحيبها بالإجابة عن أي استفسارات وإيضاحات تطلبها الأطراف المعنية بمفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي اتهمته الحركة بأنه دائماً يكون الطرف المعرقل لأي اتفاق.

وقال المتحدث الرسمي باسم حركة حماس جهاد طه، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، إن الاحتلال "كعادته، يسعى لإفشال أي مقترح يفضي إلى إنهاء العدوان، وهو دليل واضح على أنه يريد الاستمرار في العدوان". وأضاف أن "رد حماس يرتكز على ضرورة إنهاء العدوان والالتزام بالمقترح الذي قُدم، ويشمل وقف إطلاق نار مستداماً، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وإدخال القوافل الإغاثية والإعمار إلى القطاع، وتبادل الأسرى"، مشيراً إلى أن "كل ذلك أكدت عليه التعديلات التي قدمت من حركة حماس وفصائل المقاومة".

وشدّد على أن حركة حماس والفصائل الأخرى "تبدي مرونة وإيجابية واضحة وهذا بشهادة الوسطاء وغيرهم على المستوى الدولي". وقال: "نحن منفتحون على أي استفسار وتوضيح على التعديلات رغم أنها واضحة، ويجب أن يعلم الجميع أن المعرقل دائماً هو الجانب الإسرائيلي الذي لا يحترم لا مواقف ولا قرارات دولية تدعو لإنهاء العدوان وإنجاح المقترح الذي لاقى ترحيباً من الجميع باستثناء الاحتلال".

وتتقاطع هذه المعلومات مع ما أوردته وكالة رويترز نقلا عن مصدرين أمنيين مصريين قالا، إن حركة حماس تريد ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة من أجل الموافقة على اقتراح هدنة تدعمه الولايات المتحدة. وقال المصدران المصريان ومصدر ثالث مطلع على المحادثات للوكالة، إن "حماس" لديها مخاوف من أن المقترح الحالي لا يقدم ضمانات صريحة بشأن الانتقال من المرحلة الأولى من الخطة التي تشمل هدنة لستة أسابيع وإطلاق سراح بعض المحتجزين، إلى المرحلة الثانية التي تتضمن وقفا دائما لإطلاق النار وانسحاب إسرائيل.

وفيما قال المصدران المصريان إن "حماس" ستقبل بالخطة إذا حصلت على ضمانات، وإن مصر على تواصل مع الولايات المتحدة بشأن ذلك المطلب. أضاف المصدر الثالث: "تريد الحركة تطمينات بشأن الانتقال التلقائي من المرحلة الأولى إلى ما بعدها وفقا للاتفاق الذي أعلنه الرئيس بايدن".

قيادي في حماس: الرد جاء منسجمًا مع الرد على الورقة في السادس من مايو

من جهته، قال مصدر قيادي في حركة حماس لـ"العربي الجديد"، إن رد المقاومة "الذي سُلّم للوسطاء في قطر ومصر مساء الثلاثاء، جاء منسجماً مع موقف الحركة وردها على الورقة المقدمة منهم في السادس من مايو/ أيار الماضي، وإعلانها وقتها قبول مقدمة الورقة". وأوضح المصدر أن رد المقاومة "تضمن إجازة، والموافقة على بعض البنود، بينما طلب توضيحاً بشأن بنود أخرى، وضمانات بشأن البنود المفصلية للانتقال بين المراحل الثلاث" للمقترح. وكشف المصدر أن البنود التي أبدت الحركة الموافقة عليها هي تلك التي "كانت متوافقة بين المقترح الإسرائيلي المقدم أخيراً للوسطاء وما طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن"، لافتاً إلى أن "قيادة المقاومة قدمت رداً أخذ في الاعتبار ملاحظات الوسطاء من دون تجاوز محددات موقف المقاومة المعلن".

من جانبه، نفى قيادي آخر لـ"العربي الجديد" ما يروج له الإعلام الإسرائيلي بأن مضمون رد حماس والمقاومة هو الرفض لمبادرة الرئيس الأميركي والمقترح المقدم، قائلاً إن "رد المقاومة لم يكن الرفض"، موضحاً أنه "يمكن القول إنه حمل موافقة على المقترح لكنه قدم مزيداً من الاستفسارات بشأن بعض بنوده".

تشاور بين قيادة المقاومة في الداخل والخارج

وفيما قال إن الرد الرسمي المقدم أخيراً جاء بعد تشاور واسع بين قيادة المقاومة في غزة والخارج"، أكد أن "التشاور كان يومياً رغم خطورة وصعوبة ذلك". وأوضح أن هناك بنوداً "أحيطت بأخذ وردّ بين قيادة حماس في غزة والخارج في إطار التشاور قبل أن يتم الاستقرار على الصيغة النهائية بشأنها"، مشدداً على أنه "كان هناك توافق حول ضرورة التأكيد على وجود صيغة واضحة ضمن أي اتفاق حول وقف إطلاق النار". كما جرى التأكيد "خلال التشاور على تعريف دقيق ضمن أي اتفاق لمصطلح الهدوء المستدام والتشديد على أنه يعني الوقف الشامل لإطلاق النار". وقال إن المقاومة "معنية بالوصول إلى اتفاق مكتوب مع الاحتلال وموقع من الحكومة الإسرائيلية والضامنين والوسطاء".

رد المقاومة جاء مفصلًا

في السياق، كشف مصدر قيادي بحركة الجهاد الإسلامي لـ"العربي الجديد"، أن رد المقاومة جاء مفصلاً بشدة وتضمن أدق التفاصيل، سواء بشأن البنود المقترحة أو عملية الانتقال بين المراحل المختلفة، قائلاً: "نعمل على سد كافة الثغرات التي يمكن أن تنفذ منها الحكومة الإسرائيلية لتحقيق أهدافها من دون الالتزام بشروط المقاومة التي حددتها، والمتمثلة في الوقف الشامل لإطلاق النار والانسحاب الكامل من القطاع وإعادة الإعمار". وكشف المصدر عن أن الرد "جاء متضمناً توقيتات محددة لعملية وقف إطلاق النار الشامل بحيث تدخل حيز التنفيذ الرسمي مع نهاية المرحلة الثانية من الاتفاق".

وكان وفد مشترك من حركتي حماس والجهاد الإسلامي قد سلّم رد فصائل المقاومة، مساء الثلاثاء، للوسطاء في دولة قطر أثناء لقاء مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وأيضاً أُرسل الرد للوسطاء المصريين. وبحسب بيان الحركتين، فإن الرد "يضع الأولوية لمصلحة الشعب الفلسطيني، وضرورة وقف العدوان المتواصل على قطاع غزة بشكل تام". وأبدى الوفد الفلسطيني جاهزيته للتعامل الإيجابي للوصول إلى اتفاق ينهي الحرب ضد الشعب الفلسطيني انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية الوطنية.