استمع إلى الملخص
- **نشاط كوربين في دعم القضية الفلسطينية وتشكيل كتلة جديدة**: يواصل كوربين دعمه للقضية الفلسطينية ويسعى لتشكيل كتلة من النواب المستقلين لتعزيز حضورهم في البرلمان، مؤكداً عدم نيته تشكيل حزب جديد.
- **نجاحات حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات**: حققت حملات المقاطعة نجاحات، منها بيع صندوق تقاعد بريطاني أصول إسرائيلية، وتقليل صندوق التقاعد الجامعي استثماراته، وفك ارتباط بلدية إسلينغتون ببنك "باركليز".
أدان النائب في مجلس العموم البريطاني، جيرمي كوربين، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، المجزرة الجديدة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدرسة التابعين بحي الدرج وسط مدينة غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وعشرات المصابين، قائلاً إنّ المزيد من القتلى في غزة يقتلون بالسلاح الأميركي والبريطاني الذي يُزوّد جيش الاحتلال به. وقال النائب المستقل، خلال مشاركته في مؤتمر "سحب الاستثمارات من أجل فلسطين" في لندن صباح اليوم السبت، الذي تنظّمه حركة التضامن مع فلسطين في المملكة المتحدة، إنه من "المخزي والعار أكثر من أي وقت مضى استمرار تزويد إسرائيل بالسلاح".
وردّاً على سؤال "العربي الجديد" حول ما سيقوم به هو والنواب المستقلون للضغط على الحكومة البريطانية، قال "نقوم بالعديد من الضغوط على الحكومة الجديدة فيما يتعلق بمراجعة التصديق على تراخيص السلاح لإسرائيل، وسنستمر في ذلك. كما قمنا مؤخراً بالضغط في قضية المحكمة الجنائية الدولية بهدف سحب الطعن القانوني لإصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو، وهو الطعن الذي قدّمته الحكومة السابقة، ونجحنا في أن يُسحب".
وحول إمكانية أن تستجيب حكومة حزب العمال الجديدة لمطالب وقف تصدير السلاح لإسرائيل، قال كوربين "الحكومة الجديدة تحت الضغط بسبب نتائج الانتخابات الأخيرة، حيث حصل حزب العمّال على عدد أصوات أقل من الانتخابات السابقة، وهم يعلمون أنهم خسروا الكثير من الدعم من الناخبين بسبب موقفهم عدم تبني وقف إطلاق النار في غزّة". ورغم تحقيقه فوزاً ساحقاً على حزب المحافظين، فإن حزب العمال نال من ناحية عدد الأصوات نسبة أقل مقارنة بجولتي الانتخابات الأخيرتين، حينما كان كوربين زعيماً للحزب. لكن النظام الانتخابي مناطقي وليس نسبياً، وبالتالي حقق العمال فوزاً كاسحاً، لكن عدد من صوتوا لصالحه كان أقل، كما خسر مقاعد بسبب مواقفه من غزة.
وذكر كوربين كيف أن الحكومات البريطانية في السابق فرضت عقوبات على العديد من الدول، مثل روسيا وفنزويلاـ بشكل سريع بسبب قضايا حقوق الإنسان، بينما تمتنع عن القيام بذلك حينما يتعلق الأمر بإسرائيل. وأشار إلى أن إسرائيل متهمة في محكمة العدل الدولية بتهم الإبادة الجماعيّة، ومع ذلك ما زالت الحكومة البريطانيّة تمتنع عن فرض عقوبات عليها. وأشاد كوربين بالناشطين الذين يشاركون في حملات المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل، قائلاً "هذه الحملات تعطينا أملًا، وهي التي سوف تصنع التغيير".
هل يشكل كوربين حزباً جديداً؟
وترشّح كوربين، الزعيم السابق لحزب العمال والنائب المعروف بمناصرته للقضيّة الفلسطينيّة، في الانتخابات الأخيرة كمستقل لأول مرّة وفاز في المقعد الذي يمثّله في مجلس العموم منذ أربعة عقود. وينشط كوربين في الحملات والمظاهرات المناصرة للقضيّة الفلسطينيّة، وكان متحدثاً دائماً في المظاهرات الوطنيّة في لندن التي تنظمها حركات التضامن مع فلسطين ويشارك فيها مئات الآلاف، للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزّة ووقف تسليح إسرائيل.
يسعى كوربين إلى تشكيل كتلة جديدة من النواب المستقلين في البرلمان، حيث يجري حالياً محادثات مع أربعة نواب آخرين لتعزيز حضورهم في البرلمان. ويبدو أن هذه المجموعة الجديدة التي قد تتكون من خمسة نواب مستقلين، جميعهم انتُخِبوا على أساس برنامج مؤيد للفلسطينيين، قد تصبح من الكتل المؤثرة في البرلمان. وتتضارب الأنباء حول إمكانية تشكيل حزب جديد يقوده كوربين، إلا أنه قال خلال المؤتمر اليوم وفي حديث جانبي إنه لا يسعى لتأسيس حزب، بل كتلة، مع أنه حان الوقت لتأسيس حزب جديد يكسر ثنائية الحزبين الكبيرين.
واعتبر كوربين في حديثه لـ"العربي الجديد" أعمال الشغب والعنف الأخيرة التي قام بها اليمين المتطرف في المملكة المتحدة "خطيرة ومقلقة للغاية ويجب إيقافها"، معتبراً أن "الهبة الشعبيّة" للتصدي لليمين المتطرف كانت في محلها. وقال إن اليمين المتطرف يتغذى على "الفقر والأخبار الكاذبة"، داعياً الحكومة "للاستيقاظ وتوفير منازل بأسعار معقولة" كون القضية ترتبط بالوضع الاقتصادي أيضاً، على حدّ قوله.
ويأتي مؤتمر "سحب الاستثمار من أجل فلسطين" ضمن نشاطات حركة التضامن مع فلسطين في المملكة المتحدة، حيث يناقش المؤتمر ثلاث قضايا رئيسيّة تتعلق بسحب الاستثمارات من إسرائيل من قبل الجامعات، والمؤسسات والشركات، إضافة إلى مشاركة المجتمع المحلي في الحملات المختلفة مثل حملة مقاطعة بنك "باركليز" المُتهم بتوفير التعاملات المالية لشركات التسليح التي تزود السلاح لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
نجاحات جديدة لحركة مقاطعة إسرائيل
وحققت حملات المقاطعة العديد من النجاحات خلال الأشهر الأخيرة، كان آخرها بيع أكبر صندوق تقاعد في القطاع الخاص في بريطانيا 80 مليون جنيه إسترليني (102 مليون دولار) من الأصول الإسرائيلية، رفضاً لانتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة ضد الفلسطينيين، لينضم إلى موجة من صناديق التقاعد العالمية التي تبيع الأصول الإسرائيلية، بما في ذلك أكبر صندوق تقاعد في النرويج KLP.
وقال شخصان مطلعان على الأمر لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، الخميس، إنّ صندوق التقاعد الجامعي (USS) الذي تبلغ قيمته 79 مليار جنيه إسترليني (الجنيه = 1.27 دولار)، والذي يضم أكثر من 500 ألف عضو، قلل "بشكل ملموس" من تعرضه للاستثمارات الإسرائيلية، بما في ذلك الديون الحكومية والعملة الإسرائيلية في الأشهر الستة الماضية. وقال الشخصان إنّ برنامج معاشات التقاعد الجامعي بدأ في بيع الأصول الإسرائيلية من محفظة السندات والعملات في مارس/ آذار. وجاءت خطوة بيع الأصول الإسرائيلية بعد ضغوط متواصلة من جانب أعضاء صندوق التقاعد، الذين أعربوا عن قلقهم إزاء سجل إسرائيل في مجال حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
كما أعلنت بلدية في لندن سحب استثماراتها من الشركات المرتبطة بإسرائيل. وقبل أسبوعين، أعلنت بلدية إسلينغتون في لندن فك ارتباطها ببنك "باركليز"؛ بسبب تعاونه مع جهات مشبوهة، وتورطه في دعم الاحتلال الإسرائيلي. وفي نهاية الشهر الماضي، أعلنت كلية كينغز لندن إصدار قرار يقضي بوقف استثماراتها في شركات تعمل في إنتاج الأسلحة أو تصديرها، وذلك بعد احتجاجات واسعة النطاق شهدتها الجامعة تضامنًا مع غزة.