مفاوضات فيينا: مصادر تكشف ملابسات اجتماع اليوم الأول

30 نوفمبر 2021
استؤنفت مفاوضات فيينا النووية في جولتها السابعة مساء الإثنين (الأناضول)
+ الخط -

أعلنت إيران، غداة استئناف مفاوضات فيينا النووية لإحياء الاتفاق النووي، أن هذه المفاوضات "تركز على رفع العقوبات"، مؤكدة أنها "لن تقبل بأقل من ذلك وأكثر مما ورد في الاتفاق النووي حول التعهدات النووية"، فيما كشفت مصادر لـ"العربي الجديد" أن إيران أصرت على أهمية بدء لجنة العقوبات عملها في المفاوضات قبل اللجان الأخرى.

وأكد خطيب زادة، في تصريحات أوردها التلفزيون الإيراني، أن "قضايا مثل مفاوضات خطوة خطوة وتعهدات إضافية، ليس لها أي مكان في أجندتنا التفاوضية".

يأتي هذا الرفض الإيراني فيما تشير تقارير غربية إلى سعي واشنطن لطرح "اتفاق مؤقت" على ضوء صعوبة التوصل إلى اتفاق شامل للمضي قدماً خلال المفاوضات وفق مبدأ خطوة خطوة.

وتابع المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن "الحكومة تخوض مفاوضات فيينا بعزم جاد، وباستعداد كامل، من خلال إيفاد وفد شامل للاطمئنان إلى أن ما سيحدث في فيينا هو رفع العقوبات"، قائلاً إن "المفاوضات ستكون في اتجاهها الصحيح إذا كانت الأطراف الأخرى جاءت إلى فيينا لرفع العقوبات بدلاً من المماطلة والإطالة والذرائع الصبيانية" على حد قوله.

وكانت مفاوضات فيينا النووية قد استؤنفت في جولتها السابعة، مساء الإثنين، واتفق المشاركون فيها على استئناف أعمال لجنتي العقوبات والمسائل النووية، اليوم الثلاثاء وغداً الأربعاء على التوالي.

وبعيد انتهاء الجلسة الافتتاحية، وصف المبعوث الروسي إلى مفاوضات فيينا ميخائيل أوليانوف، بدء الجولة بأنه كان "ناجحاً جداً". وأضاف أوليانوف، في تغريدة عبر "تويتر"، أن المشاركين في اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي اتفقوا على "اتخاذ المزيد من الإجراءات العاجلة" خلال الجولة السابعة، من دون الكشف عن طبيعة هذه الإجراءات.

أولوية إيرانية لرفع العقوبات

إلا أن مصادر إيرانية مطلعة كشفت لـ"العربي الجديد" عن أن ما قصده المندوب الروسي هو استئناف لجان الخبراء المنبثقة من المفاوضات أعمالها بشكل سريع لإجراء مباحثات مضغوطة لإيجاد حلول للنقاط الخلافية.

وأضافت هذه المصادر أن الجانب الإيراني رفض استئناف لجنتي العقوبات والمسائل النووية، أعمالهما بشكل متزامن، وأصر على أن تبدأ لجنة العقوبات عملها أولاً ثم لجنة المسائل النووية، مشيرة إلى أن "هذا الأمر جاء انطلاقاً من إصرار إيران على أن الأولوية هي لرفع العقوبات".

وأوضحت أن المجتمعين وافقوا على المقترح الإيراني حول الجدول الزمني لاستئناف عمل اللجان من دون تحفظ. ولفتت المصادر إلى أن أطراف الاتفاق النووي "لم تخض في التفاصيل خلال اجتماع مساء الإثنين، وإنما كانت الكلمات عامة، تناول فيها كلّ طرف وجهة نظره تجاه تنفيذ الاتفاق النووي وآفاق المفاوضات".

وأضافت المصادر أن جميع الأطراف أكدوا ضرورة تنفيذ الاتفاق النووي والتوصل إلى اتفاق لإحيائه، مرجحة أن يعود الوفد الإيراني إلى العاصمة طهران للتشاور خلال الأيام المقبلة بعد انتهاء اجتماعات اللجان. وأشارت إلى أن الوفد الإيراني أكد ضرورة تحديد أطر محددة للمفاوضات، بناءً على أولوية رفع العقوبات لمنع إطالة أمدها.

وقال أوليانوف، في تغريدة ثانية، إن الولايات المتحدة الأميركية أكدت استعدادها لرفع جميع العقوبات التي تتعارض مع خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) مقابل عودة إيران إلى تنفيذ التزاماتها النووية بالكامل.

غير أن أوليانوف أكد أنه "في الدبلوماسية متعددة الأطراف، الشيطان يكمن في التفاصيل، وقائمة العقوبات التي سيتم رفعها تخضع للمفاوضات".

يشار إلى أن واشنطن أعلنت خلال الجولات السابقة أيضاً استعدادها لرفع العقوبات التي تتعارض مع الاتفاق النووي، لكن جزءاً كبيراً من هذه العقوبات فرضت على إيران تحت تسميات أخرى مثل مكافحة "الإرهاب" والبرنامج الصاروخي، لذلك طالبت طهران بإلغاء العقوبات تحت هذه المسميات أيضاً، وهو ما لم توافق عليه واشنطن بعد.

وبعيد اجتماع الإثنين لرؤساء الوفود، قال منسق اللجنة المشتركة للاتفاق النووي أنريكي مورا، وهو منسق المفاوضات أيضاً، "إنني لست متفائلاً ولا متشائماً. أنظر بإيجابية إلى أن جميع الوفود عازمة على التعاون".

تفاؤل إيراني حذر

إلى ذلك أيضاً، أبدى كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، تفاؤلاً حذراً بعد الاجتماع، مؤكداً "ضرورة أن تكون مسألة رفع العقوبات الأولوية الأولى للمباحثات".

وشدد المسؤول الإيراني على أن إيران "لديها الإرادة والعزم للتوصل إلى تفاهم عادل يؤمن المصالح الإيرانية المشروعة"، مضيفاً أن "مزاعم بعض الأطراف الغربية حول إحياء الاتفاق النووي كلام فارغ، ما دامت سياسة الضغوط الأميركية القصوى قائمة".

وذكرت الخارجية الإيرانية، في بيان، أن المباحثات انعقدت في "أجواء مهنية وجادة"، مشيرة إلى الاتفاق على مباشرة لجنة رفع العقوبات اجتماعاتها ابتداءً من الثلاثاء.

وتُعقد مفاوضات فيينا بالأساس بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، لكن بعد رفض طهران إجراء أي مفاوضات مباشرة مع واشنطن، يتفاوض الطرفان بشكل غير مباشر، إذ يجتمع الوفد الإيراني مع بقية وفود أعضاء الاتفاق النووي، الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، في إطار اللجنة المشتركة للاتفاق، برئاسة نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي أنريكي مورا، فيقوم الأعضاء الخمسة بدور ساعي البريد بين طهران وواشنطن لتقريب وجهات النظر، والتوصل إلى حلّ وسط.

وانطلقت هذه المفاوضات خلال إبريل/نيسان الماضي، وعقدت 6 جولات منها، لكنها توقفت في 20 يونيو/حزيران الماضي، بطلب من إيران، بحجة عملية انتقال السلطة التنفيذية في البلاد من الرئيس "المعتدل" حسن روحاني إلى الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي.

المساهمون