مفاوضات غزة لم تكن الأبرز.. ماذا بحث الوفد الإسرائيلي في القاهرة؟

03 اغسطس 2024
رئيس جهاز "الشاباك" الإسرائيلي رونين بار، 13 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **الوفد الإسرائيلي في القاهرة**: بحث وفد إسرائيلي مع مسؤولين مصريين الوضع على الحدود مع غزة وتشغيل معبر رفح، حيث رفض المصريون استمرار وجود قوات الاحتلال في محور فيلادلفيا وأبدوا استعدادهم لإحياء مفاوضات التهدئة مع حماس.
- **التوترات الإقليمية**: تناولت المباحثات تهديدات حزب الله وإيران بالرد على إسرائيل بعد اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر، مع استياء مصري من موقف نتنياهو.
- **تعثر المفاوضات**: توقفت مفاوضات غزة بسبب خلافات بين نتنياهو والجيش، وعاد الوفد الإسرائيلي إلى تل أبيب، فيما تسعى حكومة الاحتلال لاستمالة الموقف المصري.

الوفد بحث سيناريوهات تشغيل معبر رفح

حالة استياء مصرية من موقف نتنياهو

"أكسيوس": مفاوضات غزة في القاهرة توقفت دون حدوث اختراق

بحث وفد إسرائيلي، ظهر اليوم السبت، مع مسؤولين مصريين في القاهرة "الوضع على الحدود المصرية مع قطاع غزة، إضافة إلى السيناريوهات المتعلقة بتشغيل معبر رفح البري خلال الفترة المقبلة"، وفقاً لمصادر مطلعة على اللقاء تحدثت لـ"العربي الجديد"، فيما قال مسؤولان إسرائيليان لموقع أكسيوس إنّ مفاوضات غزة توقفت من دون حدوث اختراق.

وضمّ الوفد الذي وصل إلى العاصمة المصرية اليوم كلاً من رئيسي جهازي "الموساد" الإسرائيلي ديفيد برنيع، و"الشاباك" رونين بار، ومنسق أعمال حكومة الاحتلال في الأراضي المحتلة غسان عليان.

وبحسب المعلومات التي توافرت لـ"العربي الجديد"، فإن "إعادة مسار مفاوضات غزة لم تكن الملف الأبرز ضمن أجندة لقاء الإسرائيليين مع المسؤولين المصريين"، وإن المباحثات "شهدت تأكيد الموقف المصري الرافض لاستمرار وجود قوات الاحتلال الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، وتشغيل معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر، في ظل السيطرة الإسرائيلية عليه". كذلك أبدى المسؤولون المصريون "استعداداً لبذل جهود لإعادة إحياء مفاوضات التهدئة مع حماس، إن أبدت تل أبيب مرونة بشأن الوضع الحدودي والانسحاب من محور فيلادلفيا"، وذلك "وسط حالة استياء مصرية من موقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي عبّر عنه الوفد الإسرائيلي خلال اجتماع روما الأخير، بتمسّكه بالبقاء في محور فيلادلفيا لفترة ليست بالقليلة".

وبحث الوفد الإسرائيلي أيضاً تطورات الوضع في المنطقة عقب تهديدات حزب الله وإيران بردٍّ قاسٍ على إسرائيل في أعقاب اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة الإيرانية طهران، والقيادي في الحزب فؤاد شكر. وبحسب المعلومات التي وصلت إلى "العربي الجديد"، حرص الوفد الإسرائيلي على "تلقي ردود على الرسائل التي نقلت إلى طهران وحزب الله، في اتصالات قامت بها القاهرة مع الجانبين".

حماس: لا جديد لدينا

إلى ذلك، قال الناطق الرسمي باسم حركة حماس، جهاد طه، حول زيارة الوفد إسرائيلي للقاهرة، إنه "لا جديد لدى الحركة لتقوله في هذه الشأن". وأضاف طه أن "حماس أعلنت موقفها بعد عملية اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، وقلت في السابق إن حكومة الاحتلال تضع العراقيل في كل محطات المفاوضات، لإفشال كل جهود ومساعي إنهاء العدوان، والشاهد الأخير جريمة اغتيال القائد إسماعيل هنية الذي كان ركناً أساسياً في المفاوضات، وبالتالي فإن سياسة إفشال المقترح الأخير خاصةً، دليل واضح على عدم جدية الاحتلال للوصول إلى إنهاء العدوان".

"يديعوت أحرونوت": الوفد عاد بسبب خلافات مع نتنياهو

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية الخاصة، إنّ الوفد المفاوض بمشاركة برنيع وبار ومنسق العمليات (الإسرائيلية) في المناطق (الفلسطينية) اللواء غسان عليان، والذي غادر إلى القاهرة في وقت سابق اليوم، عاد إلى تل أبيب بسبب خلافات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأضافت الصحيفة أن خلافات بين نتنياهو والجيش بشأن محادثات الصفقة كانت من ضمن أسباب عودة الوفد المفاوض كذلك، دون توضيح ماهية هذه الخلافات.

ولم يصدر عن مكتب نتنياهو أي تعقيب بشأن ما أوردته "يديعوت أحرونوت"، لكن المكتب نقل في سياق متصل عن نتنياهو زعمه أنّه "وافق على الخطوط العريضة لصفقة تبادل الأسرى، لكن حركة حماس حاولت إدخال تغييرات عليها من أجل عرقلت إتمامها". ولم يصدر عن حماس تعقيب فوري بالخصوص، لكنها تؤكد عادة انفتاحها بإيجابية على صفقة تضمن وقفاً دائماً للحرب، وانسحاباً كاملاً لجيش الاحتلال من غزة، وتبادلاً للأسرى، وتحقيق إعمار القطاع بعد انتهاء الحرب، وتوفير الإغاثة.

"أكسيوس": المفاوضات توقفت من دون اختراق ومطالب جديدة من نتنياهو

إلى ذلك، نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين اثنين، أن مفاوضات غزة توقفت بعد محادثات السبت بين الوفد الإسرائيلي والمسؤولين المصريين، ولا يزال الاتفاق المحتمل بعيداً وسط مطالب جديدة من نتنياهو. وقال المسؤولان إن المحادثات التي جرت لم تؤد إلى أي اختراق.

وفيما، أفادت القناة 12 الإسرائيلية يوم الجمعة بأنّ نتنياهو عقد اجتماعاً صعباً مع فريق المفاوضات الإسرائيلي يوم الأربعاء تصاعد إلى حد الصراخ، أكد المسؤولان الإسرائيليان لـ"أكسيوس" تفاصيل التقرير وقالا إن مدير جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"رونين بار واجه نتنياهو وأخبره بأنه إذا كان يريد التراجع عن الاقتراح الإسرائيلي لصفقة المحتجزين ووقف إطلاق النار، فعليه فقط أن يقول ذلك. ورد نتنياهو بتوبيخ رؤساء الأمن والمخابرات الإسرائيليين، ووصفهم بـ"الضعفاء" واتهمهم بالعمل لصالح زعيم حماس يحيى السنوار والضغط عليه (نتنياهو) بدلاً من الضغط على حماس.

محاولة مصرية للحفاظ على علاقات "جيدة" مع تل أبيب

من جانب آخر، فسر مراقبون تجنب وزارة الخارجية المصرية، بعد ساعات من اغتيال هنية في طهران، ذكر الجريمة على وجه التحديد، أو اتخاذ إجراءات دبلوماسية تجاهها، وكذلك عدم تنظيم أي فعاليات شعبية في مصر، بأنه محاولة من القاهرة للحفاظ على علاقات "جيدة" مع تل أبيب، والحفاظ أيضاً على دورها وسيطاً في المفاوضات، وهو ما لقي استحساناً من الجانب الإسرائيلي.

وكان مراسل "أكسيوس" الأميركي، باراك رافيد، قد نشر على حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن مغادرة الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة جاءت نتيجة لـ"ضغوط أميركية شديدة على إسرائيل ومصر في الأيام الأخيرة لمواصلة مفاوضات غزة حول صفقة الأسرى والقضايا الأمنية ذات الصلة، مثل ممر فيلادلفيا، على الرغم من اغتيال هنية". لكن العودة مجدداً إلى التفاوض بشأن صفقة تبادل الأسرى وإبرام اتفاق ينهي الحرب في غزة، أمر بعيد المنال، بحسب التقديرات المصرية، التي تشير إلى عدم رغبة إسرائيلية في ذلك، وتؤكد أيضاً أن ما يعلن من جانب حكومة الاحتلال بخلاف ذلك هو مجرد مناورات للهرب من الضغوط الأميركية والأوروبية في هذا الشأن.

وتسعى حكومة الاحتلال الإسرائيلي لمحاولة استمالة الموقف المصري، وثني القاهرة عن موقفها الرافض لتشغيل معبر رفح تحت السيطرة الإسرائيلية، ودائماً ما تلوّح باستغلال تسهيل حصول القاهرة على امتيازات اقتصادية، خصوصاً في ما يتعلق بملف الغاز.