مفاوضات سد النهضة: اتهامات مصرية لإثيوبيا باستغلال وضع السودان

28 أكتوبر 2021
تمسكت إثيوبيا بمشاركة السودان بأي عملية تفاوضية (إدواردو سوتيراس/فرانس برس)
+ الخط -

تمسكت إثيوبيا، بمشاركة السودان بأي عملية تفاوضية بشأن سدّ النهضة خلال الأيام المقبلة، مؤكدة استعدادها لاستئناف المفاوضات الثلاثية حول السدّ، في حال دعت قيادة الاتحاد الأفريقي إلى جولة مفاوضات جديدة.

وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية السفير دينا مفتي، اليوم الخميس، إنّ أديس أبابا "مستعدة لاستئناف المفاوضات الثلاثية بشأن سدّ النهضة اليوم قبل الغد، متى ما دعت لها قيادة الاتحاد الأفريقي". وفي ما يتعلق بتعليق مشاركة السودان في الاتحاد نفسه، قال مفتي خلال مؤتمر صحافي بأديس أبابا: "نعتقد أنّ وجود السودان في مفاوضات سد النهضة أمر مهم، لكننا في نهاية الأمر نلتزم بما تقرره قيادة الاتحاد بشأن استئناف المفاوضات ومشاركة السودان فيها".

من جانبه، وصف مصدر دبلوماسي مصري، التصريحات الإثيوبية بأنها استمرار لنهج المماطلة والمراوغة الذي تتبعه أديس أبابا منذ فترة طويلة، قائلاً لـ"العربي الجديد"، إنّ "المعركة التي تخوضها مصر في الوقت الراهن، هي الذهاب لجولة مفاوضات جديدة"، مضيفاً أنّ "القاهرة تواصلت مع عدد من الوسطاء والقوى الدولية في محاولة للضغط على أديس أبابا لتجديد مسار المفاوضات، من أجل التوصل لاتفاق قانوني ملزم لجميع الأطراف، في الوقت الذي تحججت فيه أثيوبيا أكثر من مرة بأن التوقيت الراهن غير مناسب بالنسبة لها في ظل الأوضاع الداخلية والاضطرابات في إقليم تيغراي"، كاشفاً عن أنّ "إثيوبيا أبلغت وسطاء دوليين، بعدم إجراء أي جولات تفاوضية خلال الفترة الماضية لحين استقرار الأوضاع الداخلية".

وأوضح الدبلوماسي المصري، أنّ "تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية في هذا التوقيت عن استعدادهم للذهاب لمفاوضات اليوم قبل الغد، هو لإدراكه التام لصعوبة هذا الأمر حالياً في ظل ما تشهده السودان من اضطرابات أدت لتعليق أنشطتها في الاتحاد الأفريقي".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وقال: "حتى اللحظة الراهنة، الأمور متوقفة تماماً، ويمكن القول إننا أمام طريق مسدود ينتظر حدوث أمر جلل حتى يحدث تغير في موقف الجانب الإثيوبي الرافض للتفاوض من الأساس، وذلك قبل رفضه أيضاً التوقيع على أية اتفاقات ملزمة تسفر عن أية مفاوضات، وذلك رغم تراجع مصر أكثر من مرة في محدداتها بشأن أية عملية تفاوضية".

وجاءت التصريحات الإثيوبية بعد ساعات من تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، التي قال فيها إنّ هناك أطرافاً في مجلس الأمن تتلاعب بالقرار الأخير الخاص بشأن أزمة سدّ النهضة. وأضاف، في تصريحات تلفزيونية، أنّ "مجلس الأمن كان حريصاً في تناوله لهذا الموضوع، ولولا قوة مصر والسودان ربما كانت هناك صعوبة أمامه لاتخاذ موقف"، موضحاً أنّ "مجلس الأمن له إجراءات محددة تبدأ بقرار وتنتهي ببيان يقرأ ولا يطبع"، لافتاً إلى أنه "يجب أن يكون هناك توافق بين الدول الرئيسية، حتى يكون هناك قرار من مجلس الأمن، ولكن هناك تلاعب من الدول الرئيسية بمجلس الأمن بشأن أزمة السدّ".

وأشار إلى أنه "في زيارته الأخيرة لمجلس الأمن، أكد أنه لا داعي لدفع الأطراف في أزمة السدّ للإضرار باستقرار المنطقة"، معتبراً أن "مجلس الأمن الدولي لم يتصرف مثلما تفرضه مسؤولياته، ولكن تصرف لمصالح أطرافه".

وقرّر الاتحاد الأفريقي، أمس الأربعاء، تعليق مشاركة السودان في كلّ الأنشطة الخاصة به، في ظل إطاحة العسكريين بالحكومة المدنية هناك منتصف الأسبوع. وأكد الاتحاد، أن مجلس السلم والأمن التابع له تبنى هذا القرار خلال اجتماع له، مشيراً إلى أن قرار تعليق مشاركة السودان في أنشطة الاتحاد سيظل ساري المفعول ما لم يتم استئناف السلطة الانتقالية من قبل المدنيين في السودان.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وفي الخامس عشر من سبتمبر/أيلول الماضي، اعتمد مجلس الأمن الدولي بياناً رئاسياً يحث أطراف الأزمة على استئناف المفاوضات بشأن سدّ النهضة، داعياً إثيوبيا والسودان ومصر، إلى استئناف مفاوضات سدّ النهضة بناءً على دعوة رئيس الاتحاد الأفريقي، لوضع الصيغة النهائية سريعاً لنص اتفاق مقبول وملزِم للأطراف بشأن ملء السدّ وتشغيله، وذلك في غضون إطار زمني معقول، مشجعاً المراقبين الذين وُجهت إليهم الدعوة لحضور المفاوضات التي يقودها الاتحاد الأفريقي وأيَّ مراقبين آخرين قد تقرر إثيوبيا والسودان ومصر الاشتراك في دعوتهم بالتراضي، على مواصلة دعم المفاوضات، بهدف تيسير حلّ المسائل التقنية والقانونية العالقة.

وأهاب مجلس الأمن بالبلدان الثلاثة المضي قدماً بطريقة بنّاءة وتعاونية في عملية التفاوض التي يقودها الاتحاد الأفريقي، مؤكداً أن هذا البيان لا يرسي أي مبادئ، ولا أي سابقة في أية منازعات أخرى بشأن المياه العابرة للحدود.

المساهمون