مفاوضات حرب غزة: القاهرة حريصة على إبقاء الاتصالات

06 مارس 2024
تطالب "حماس" بانسحاب كامل للاحتلال من غزة (جاك كوز/فرانس برس)
+ الخط -

أكدت مصادر مصرية مطلعة على مسار مفاوضات القاهرة بشأن وقف حرب غزة أن جولة المحادثات التي بدأت يوم الأحد الماضي "لم تحقق أي تقدم فعلي يذكر". وقالت المصادر إنه "على الرغم من ذلك، فإن مصر حريصة على إبقاء اتصالاتها مستمرة مع جميع الأطراف ذات الصلة بالأزمة، في محاولة للوصول إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، قبل بداية شهر رمضان" في 11 مارس/ آذار الحالي.

القاهرة تستقبل اليوم وفداً إسرائيلياً

وبينما قال قيادي بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" لوكالة "رويترز" عصر أمس إن مفاوضين من الحركة بقوا في القاهرة أمس لإجراء المزيد من المحادثات بناء على طلب الوسطاء، أكد مصدر بحركة حماس، لـ"العربي الجديد"، أن "وفد الحركة غادر القاهرة أمس الثلاثاء"، قال مصدر مصري إن "وفداً إسرائيلياً يصل القاهرة اليوم الأربعاء، لتسليم موقف تل أبيب بشأن ما قدمته حماس، ومن المقرر أن يعود وفد من حماس غداً الخميس".

يصل وفد إسرائيلي إلى القاهرة اليوم الأربعاء لتسليم موقف تل أبيب بشأن ما قدمته حماس

وقال القيادي في حركة حماس، باسم نعيم، لـ"العربي الجديد"، إن "وفد الحركة في القاهرة، ذهب للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات بهدف الوصول إلى وقف إطلاق النار".

خطوط حمراء لدى حركة حماس

وأضاف أن الوفد "قدم رؤية واضحة ومحددة، ترتكز على عنوانين أساسيين، الأول هو أن هناك خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها، وهي: الاتفاق منذ اليوم الأول على وقف إطلاق نار شامل ومعلن بضمانات دولية حتى لو تم تنفيذه على مراحل، وثانياً أن يكون هناك انسحاب كامل للعدو الصهيوني من الأراضي التي احتلها بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والسماح من اليوم الأول لكل النازحين بالعودة إلى بيوتهم، دون اشتراط أية معايير لها علاقة بالسن أو بالجغرافيا، وهذه هي الشروط الأساسية".

وأوضح أنه "في ما يتعلق بإعادة الإعمار والإغاثة، فهذا الأمر يجب أن تبدأ فيه عملية كبرى منذ اليوم الأول، وهو يحتاج إلى نقاش تفصيلي مع كل الأطراف والوسطاء والمجتمع الدولي، وأن يقبل العدو بأن إعادة الإعمار يجب أن يكون فيها التزام يضمن السرعة في الإغاثة والإيواء والبدء في عملية إعادة الإعمار".

مرونة "حماس" في مفاوضات حرب غزة

وتابع نعيم: "الحركة قالت إن لديها المرونة الكافية في ما يتعلق بصفقة التبادل، إذا قبل العدو بهذه الشروط التي ذكرناها، والآن الكرة في ملعب العدو، ومطلوب منه أن يجيب على موقف الحركة بالقبول أو الرفض، وأيضاً في ملعب الأميركيين الذين يعطون الغطاء للعدو الصهيوني للاستمرار، لأنهم يعرفون أن (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو يماطل ويتهرب من الالتزام بوقف إطلاق النار، لأنه يعلم بأن اليوم الذي يلي ذلك، سيحاسب وقد يذهب إلى السجن وتنتهي حياته السياسية".

وقال إن "الأميركيين يقولون إنهم حريصون على الوصول إلى وقف إطلاق نار قبل رمضان، ولكنهم في نفس الوقت يستمرون في إعطاء الغطاء السياسي والدبلوماسي، بل والعسكري، إلى نتنياهو للاستمرار".

وأشار إلى "أنهم استخدموا الفيتو 4 مرات خلال 4 أشهر، وعطلوا الإرادة الدولية، وهم الذين عطلوا قرارات محكمة العدل الدولية، وهم الذين اعتمدوا مليارات الدولارات كدعم مالي، ولا يزالون يقدمون المساعدات العسكرية للعدو للاستمرار في هذه المعركة".

وأشار إلى "أنهم إن أرادوا الوصول إلى وقف إطلاق نار قبل شهر رمضان، فعليهم أن يمارسوا الضغط الكافي على نتنياهو حتى يقبل بهذه الشروط، ويمكن إذا تم ذلك، أن يتحقق الأمر خلال أيام".

وتعليقاً على جهود الوساطة، قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أيمن سلامة إن "سوء النية متوفر لدى إسرائيل، والدليل امتناعها عن إرسال وفدها إلى القاهرة".

رهان إسرائيل وأميركا على نفاد قدرات "حماس"

وأضاف، لـ"العربي الجديد"، أن "رهان إسرائيل، كان على إنهاء معركة رفح (الأخيرة) في أسابيع قليلة، كما أن رهان الاحتلال ومعه الولايات المتحدة الأميركية، كان على نفاد قدرات حماس بشكل كبير في الأيام الأخيرة".

باسم نعيم: هناك خطوط حمراء لدى "حماس" لا يمكن تجاوزها

وتساءل "كيف تمنح إسرائيل قبلة الحياة لعدوها اللدود بالموافقة على وقف إطلاق نار مستدام في غزة ما يمنح حماس مزايا عسكرية ضخمة على إسرائيل؟".

وحول العلاقة المصرية الإسرائيلية، أكد سلامة أنها "ستتأثر بشكل جذري بعد أي واقع جديد في رفح، ولكن الضمان هو معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية".

من ناحيته، قال السفير المصري السابق في تل أبيب، عاطف سالم، لـ"العربي الجديد"، إن "البيت الأبيض حالياً منحاز للجانب الإسرائيلي في حربه على غزة، بشكل غير مسبوق، من دعم عسكري وخبرة عسكرية ودعم في الأمم المتحدة، بل والتحرك لتوسع الحرب، وذلك لتصفية حركة حماس".

وأشار إلى أنه "ظهر في الإعلام الأميركي أنه تجري مناقشات من جانب 10 دول مختلفة لحل الصراع، يبدأ بالتوسط في الوقف الشامل لإطلاق النار وعودة المحتجزين وضمان أمن سكان جنوب إسرائيل، والعمل على إيجاد آلية لتسوية شاملة تؤدي إلى تغيير الواقع في الشرق الأوسط وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وظهرت مقترحات مختلفة منها نقل السلطة في غزة إلى السلطة الفلسطينية، مع نشر قوات حفظ سلام لحماية الحكومة التي سيتم تشكيلها لاحقاً".

وقال سالم إن "كل ذلك، يأتي في إطار محاولة الولايات المتحدة رسم طريق الخروج من الصراع. لكن هذه الخطوات تواجه بعقبتين رئيسيتين من جانب نتنياهو، وهما رفض إقامة الدولة الفلسطينية، ورفض تواجد السلطة في غزة، ولذلك لا توجد ملامح واضحة للخطة الأميركية".

من ناحيته، قال نائب رئيس "المركز العربي للدراسات السياسية"، الدكتور مختار الغباشي، لـ"العربي الجديد"، إنه "يأمل في أن توفق مصر مع الأطراف الأخرى، مثل قطر التي تلعب دوراً أساسياً ورئيسياً وكبيراً في هذا النطاق، مع أميركا، في الوصول إلى اتفاق، في ظل أن الجانب الإسرائيلي ما يزال معانداً ومتطرفاً ومتعسفاً".

وأضاف أن "الفجوة بين الطرفين تم تقليصها، ولكن تبقى مسألة توفر الإرادة السياسية لدى إسرائيل وأميركا تحديداً، من أجل الوصول إلى توافق مقنع شبه عادل فيما هو مرتبط بوقف إطلاق النار وضمانات بألا يتم تجديد هذا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".

المساهمون