رأى معلقون سياسيون إسرائيليون، بعد ساعات من انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أنّ إسرائيل فشلت في فرض موعد لإنهاء العدوان بشكل ينسجم مع مصالحها.
في هذا السياق، اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق عيران تسيون، أنّ تجاهل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو دعوة قادة الجيش والاستخبارات لوقف الحرب على غزة بأسرع وقت يجب أن يكون مسوغاً لإجراء تحقيق داخلي في هذا الموضوع.
وفي سلسلة تغريدات كتبها، اليوم الأحد، على حسابه بـ"تويتر"، طالب تسيون بإجراء تحقيق داخلي في آلية عملية صنع القرار التي سمحت بموت القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان، متأثراً بإضرابه عن الطعام في سجون الاحتلال، ما مهد إلى تفجر هذه المواجهة.
واستدرك قائلاً: "في إسرائيل 2023 لا يوجد من هو قادر على التحقيق مع نتنياهو"، واصفاً المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن بـ"الهاذي"، ولافتاً إلى أنّ المستوى العسكري "مردوع وضعيف بسبب تعرضه للهجوم من قبل السياسيين وأبواقهم الإعلامية".
وحاجج تسيون بأنه لم يكن هناك أي مسوغ استراتيجي لشنّ الحملة العسكرية على غزة، واصفاً إياها بـ"غير الضرورية".
وأشار إلى أنّ حركة "الجهاد الإسلامي" تصرفت خلال المواجهة "بشكل غير سيئ"، رغم اغتيال قادتها، حيث تمكنت من إطلاق الصواريخ بشكل واسع.
وحسب تسيون، فقد تمكنت "الجهاد" من تقديم "صور نصر" خلال المواجهة، منها: البيت في مدينة رحوفوت، الذي أصيب مباشرةً بصاروخ، ما أدى إلى مقتل مستوطنة وإصابة 13 آخرين، وإصابة سيارة وزيرة الاستيطان والمهام الاستراتيجية أوريت ستروك، وشلّ إسرائيل لمدة 24 بشكل واسع.
وشدد على أنّ الإسرائيليين يعون تماماً أنّ نتنياهو لا يملك حلاً لمعضلة غزة، مشيراً إلى أنّ غياب "معارضة مقاتلة" تجعلهم يستسلمون لتوجهات رئيس الحكومة.
من ناحيته، استنتج المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، أنّه على الرغم من تفوق إسرائيل "الكاسح" على "الجهاد الإسلامي" إلا أنها عجزت عن إملاء استراتيجية تمكنها من وقف الحملة.
وفي تحليل نشرته الصحيفة، اليوم الأحد، لفت هارئيل إلى أنّ إسرائيل لم تكن قادرة على إنهاء المواجهة، لافتاً إلى أنّ "الجهاد الإسلامي" في المقابل أظهر قدرة على الصمود.
وحسب هارئيل، فإن إسرائيل اعتمدت على المخابرات المصرية في التوصل إلى مخرج يفضي إلى إنهاء المواجهة، مشيراً إلى أنّ التجربة دللت على أنّ من السهل أنّ تبدأ إسرائيل عملاً عسكرياً ضد غزة، لكنها في المقابل تجد صعوبة في إنهائه.
وأوضح المحلل الإسرائيلي أنّ قادة الجيش والمخابرات في تل أبيب ضغطوا على الحكومة لإنهاء العملية العسكرية بحيث تتوقف الخميس الماضي، لافتاً إلى أنّ المؤسسة العسكرية خشيت ألا يبدي الجمهور الإسرائيلي استعداداً لمواصلة تحمّل تبعات استمرار الحملة.
أما الباحث في الاستراتيجيا والأمن عمار داناك، فقد لفت إلى أنّ إسرائيل لم يكن بوسعها وقف الحملة وفق التوقيت الذي تختاره، لأنها ستكون مطالبة باستخدام قوة نيران كبيرة يمكن أن تدفع نحو تدهور الأوضاع.
وفي سلسلة تغريدات كتبها على حسابه بـ"تويتر"، وصف داناك الحملة التي شنتها إسرائيل بأنها من الحملات الهادفة "إلى تقليص مستوى الخسارة"، مشدّداً على أنّ سلوك إسرائيل خلال الحملة العسكرية يدل على أنها "مردوعة" من حماس، حيث أبدت كل الحرص لتجنب المسّ بالتنظيم.
وأبرز داناك أن "الجهاد الإسلامي" حافظت على مكانتها "كعنصر يجب مراعاة موقفه بشكل ما"، مشيراً إلى أنّ اضطرار إسرائيل إلى إجراء مفاوضات معها بشكل غير مباشر عزز من مكانتها.
وأضاف أنّ "الجهاد" استخلصت العبر من المواجهات السابقة، وعمدت إلى إطالة أمد المواجهة مع إسرائيل.